Thursday 13th May,200411550العددالخميس 24 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
رحم الله المعلم الذي فقدناه
جاسر عبدالعزيز الجاسر

رحم الله أبا عبد العزيز، فهد بن علي العريفي، المعلم، والأب، والأخ والصديق الذي انتقل إلى رحمة الله يوم الثلاثاء أمس الأول.
فهد العريفي الذي فقدناه، بلداً، ومجتمعاً وأسرة صحفية، كان بحق معلماً، فالذين تعايشوا مع أبي عبد العزيز لا بد من أنهم لمسوا موهبة التعليم والتوجيه غير المباشر لدى هذا الإنسان المربي الكبير، فقد كانت أحاديثه وجلساته دروساً غير مباشرة للذين يحاورهم ويجالسهم.
أباً، فهد العريفي كان يشعرك وأنت في رحابه وتعامله وتراحمه ولطفه، أنك تعيش وتجلس مع أبٍ يحنو عليك ويعطف عليك. يتجاوز عن خطئك دون أن يشعرك أنك مخطئ. يتعامل معك وكأنك ابن بار له رغم أنه هو الذي يبرك مهما كانت سنك، وقد تكون مقارباً لسنه، أو الفارق بينكما لا يتجاوز سنوات قليلة إلا أن أبا عبد العزيز يشعرك بأنه والد حنون تعوَّد أن يعطي ويمنح ولا يأخذ شأن الآباء مع أولادهم.
أخاً.. فهد العريفي كان أخاً لكل الزملاء الصحفيين وغير الصحفيين. كان قبل أن يُختار مديراً عاماً لمؤسسة اليمامة الصحفية، يقضي جل وقته في مبنى الجزيرة الصحفية في الناصرية وكان يخصنا نحن محرري الجزيرة بشرف المشاركة والجلوس معنا في مكاتبنا، وقد لاحظت كثرة الاتصالات التي ترد لأبي عبد العزيز تطلب شفاعته في علاج مريض، وقضاء حاجة محتاج وتسهيل عمل لإنسان لم يجد من يقف معه، كانت اتصالاته وزياراته لا تتوقف لقضاء حاجات الناس جميعاً الذين ينظر لهم وكأنه الأخ الكبير لهم المسئول عن إسعادهم ومساعدتهم.
صديقاً.. فالعزيز فهد العريفي كان يعتبر الصداقة بذلاً بغير حدود للأصدقاء، لم أره طيلة معرفتي به رحمه الله من عشرات السنين عابساً بوجه أحد حتى الذين يخطئون بحقه، يستقبلك باشَّاً مرحباً عارضاً عليك المساعدة في كل شيء ويودعك مبتسماً مرحباً بك في الزيارة القادمة منبهاً على تكرار اللقاء أكثر من مرة.. الصداقة لدى أبي عبد العزيز.. بذل وعطاء ووفاء في زمن قل وفاء الأصدقاء.
هذا هو الرجل الذي فقدناه، رجل يجسد كل خصائل الإنسان المسلم العربي السعودي الحائلي.. رجل يستحق منا جميعاً.. أن نترحم عليه ونحزن عليه جميعاً.. فمثله من الرجال الذين نفتقدهم في هذا الزمن الذي قل فيه رجال من مثل فهد العريفي.. رحمه الله، وأدخله فسيح جناته، وألهم أهله وأبناءه وأصدقاءه ومحبيه الصبر والسلوان.
{ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved