* غزة - بلال أبو دقة - الوكالات:
استشهد ثلاثة مواطنيين فلسطينيين في عدوان إسرائيلي جديد شنته مروحية على قطاع غزة أمس في أعقاب يوم من الاعتداءات الإسرائيلية لقنت فيه المقاومة الاحتلال درساً لن ينساه عندما نسفت ستة جنود داخل عربتهم المدرعة، وأثار الحادث حنق حكومة شارون خصوصاً مع إصرار المقاومة أنها لن تعيد أشلاء الجنود القتلى إلا وفقاً لشروط تشمل أن تكف إسرائيل عن اعتداءاتها على الأراضي الفلسطينية، بينما توعد شارون ببقاء قواته في غزة لحين استعادة الأشلاء.
وقال شهود: إن طائرة هليكوبتر إسرائيلية أطلقت صاروخاً قرب مسجد بمدينة غزة أمس الأربعاء وقتل في الهجوم فلسطيني وجرح آخرون. ووقع الهجوم في حي الزيتون الذي شهد أمس نسف عربة مدرعة إسرائيلية ومقتل ستة جنود إسرائيليين خلال غارة للقوات الإسرائيلية على المدينة، وفجر الهجوم الفدائي الذي أسفر عن مصرع هؤلاء الجنود أزمة حادة بشأن أشلاء الجنود الذين احتفظ بهم الفلسطينيون.
وأفادت مصادر طبية (أن ستة فلسطينيين آخرين أصيبوا برصاص الجيش الإسرائيلي صباح أمس في حي الزيتون).
ويجري الجيش الإسرائيلي عملية تمشيط واسعة في حي الزيتون بحثاً عن أشلاء ستة جنود قتلوا الثلاثاء خلال توغل في هذا الحي قتل فيه أيضاً تسعة فلسطينيين. وبشأن هذه الأشلاء قالت السلطة الفلسطينية أمس الأربعاء: إنها تعمل جاهدة على استعادة أشلاء ستة جنود إسرائيليين قتلتهم فصائل فلسطينية في غزة، فيما توعدت إسرائيل برد عنيف على احتجاز الأشلاء.
وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أمس لرويترز: (نحن نبذل كل جهد ممكن لإعادة الأشلاء، كما أن الرئيس عرفات أمر جميع الأجهزة الأمنية بتنفيذ ذلك).
وأثارت صور لأشلاء الجنود عرضتها فصائل فلسطينية في شريط مسجل غضباً في إسرائيل مما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بالتهديد بإبقاء قواته في غزة إلى حين استعادة الأشلاء.
ورفض موشي يعلون قائد الجيش الإسرائيلي أي شروط للمفاوضات من أجل إعادة جثث الجنود الإسرائيليين.
وقال في مطار تل أبيب بعد أن قطع زيارة لبولندا بسبب مقتل الجنود الإسرائيليين في غزة: (نحن لن نتفاوض).
وفي الوقت نفسه عقد مسؤولون فلسطينيون ومسؤولون من الصليب الأحمر الدولي مباحثات لإقناع النشطاء بتسليم الجثث. واجتذبت جهود إعادة الأشلاء مساعي مصرية أيضاً حيث يجري دبلوماسيون مصريون محادثات مع نشطين فلسطينيين في غزة في مسعى لإقناعهم بتسليم هذه الأشلاء.
وقال خضر حبيب وهو زعيم سياسي رفيع بالجهاد الإسلامي لرويترز: إن النشطاء يحتجزون أشلاء جثث الجنود ولن يعيدوها إلا إذا تحقق شرطان هما الوقف الكامل للهجمات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية والتفاوض على الإفراج عن بعض من ألوف الفلسطينيين المحتجزين في سجون إسرائيلية. وفي اجتماع عاجل لمجلس الوزراء يوم الثلاثاء قاوم شارون دعوات من منافسه الرئيسي وزير المالية بنيامين نتنياهو لتصعيد التوترات في غزة بقطع إمدادات المياه والكهرباء عن غزة للضغط على الفلسطينيين ليسلموا أشلاء الجنود.
وحثّ وزير الخارجية شالوم على طرد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من الضفة الغربية. وتتهم إسرائيل عرفات بإثارة العنف وهو اتهام ينفيه بشدة. وقال مصدر سياسي: إن شارون أبلغ اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية سوف تبقى في غزة حتى استعادة أشلاء الجنود.
ومن جانب آخر نقل موقع صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية على الإنترنت عن مصادر فلسطينية في جنين أن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت الحي الشرقي في البلدة. ونقلت الصحيفة عن المصادر أن الجيش الإسرائيلي يجري عمليات تفتيش واسعة النطاق للمنازل وأن هناك تبادلاً لاطلاق النار وقع أثناء عملية التوغل.
وذكرت الصحيفة أن الحي الشرقي في جنين تطلق منه النار أحياناً باتجاه مستوطنتي غانيم وكديم اليهوديتين. إلى ذلك قال مسؤول فلسطيني كبير: ن الرئيس الأمريكي جورج بوش قال مجدداً في رسالة أنه ملتزم بالعمل من أجل قيام دولة فلسطينية بجوار إسرائيل وبمحادثات السلام في الشرق الأوسط. وجاءت الرسالة وسط علامات على تجدد الاتصالات بين واشنطن والفلسطينيين الذين غضبوا من ضمانات لم يسبق لها مثيل قدمها بوش إلى إسرائيل الشهر الماضي في محاولة لدعم خطة الانسحاب من قطاع غزة. وغضب الفلسطينيون بشدة منذ أن أعلن بوش الشهر الماضي أن بإمكان إسرائيل الاحتفاظ بأجزاء في الضفة الغربية في إطار أي اتفاق نهائي واستبعد عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم السابقة ووردت تصريحات بوش في رسالة تقع في ثلاث صفحات بعث بها إلى رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع.
| 
