جاء العدد الجديد من مجلة الفيصل لهذا الشهر زاخراً بالموضوعات العلمية والثقافية والأدبية والتاريخية، بدأت باستطلاع عن (معرض القدس وفلسطين: ذاكرة قضية) استعرض فيه نايف الضيط محتويات المعرض الذي أقامه مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية وما زال عرضه مستمراً، وذلك بهدف إبراز الانتماء العربي الإسلامي إلى فلسطين والقدس من خلال عرض كتب، ووثائق، وصور، ولوحات، وخرائط، وطوابع، ومسكوكات تؤكد الحقائق التاريخية لعروبة فلسطين، وتظهر في مجملها عمق الوجود العربي بها، وتفضح مؤامرة قيام الدولة العبرية على أرضها، وكارثة تهجير ملايين الفلسطينيين، ومحاولة مسخ تاريخ شعب وتزويره لإقناع العالم بالأمر الواقع المفروض بقوة السلاح.
وفي مجال التراث ناقش خالد حربي معظم الكتابات القديمة والحديثة التي تكاد تتفق على أن المأمون هو الذي أنشأ (بيت الحكمة) في بغداد، وأورد الكتابات والآراء التي ترجح أن الذي خطط ووضع أساس تلك الدار هو هارون الرشيد، ثم اتسعت بعد ذلك في عهد المأمون، موضحاً أن كلا الرأيين صواب: لأن وضع الأساس غير الاكتمال وكلتا المرحلتين يكمل بعضهما بعضا.
واستعرض د. محمد البخاري (تاريخ المسلمين في شبه الجزيرة الكورية) موضحاً أن العقبة الرئيسة التي واجهت الدعوة الإسلامية في كوريا الجنوبية كانت إعداد الطاقات البشرية الدينية القيادية المؤهلة والمزودة بالتعاليم الإسلامية الصحيحة، وأكد في مقاله أن الإسلام المعاصر في جمهورية كوريا يمتلك تاريخاً مشرفا خلال أكثر من نصف قرن، وأن رابطة المسلمين الكوريين قد قطعت شوطا كبيرا ومتنوعا في نشر الدعوة الإسلامية.
وكتب د. محمود شاهين عن التوجه إلى البيئة والموروث الشعبي، المتمثل في عدة مظاهر، والذي أصبح يستقطب المزيد من الفنانين التشكيليين العرب المسكونين برغبة عارمة لتأكيد وجود فني متميز، وذلك من خلال تحقيق المعادلة. الهم (التراث والمعاصرة).
وكان تحقيق العدد بعنوان (يوميات عرس يماني) طقوس لها خصوصيتها قدم فيه فارس عبدالله يحيى الوادعي وصفا مفصلاً للعرس في اليمن، وما يصاحب ذلك من عادات وتقاليد حرص عليها الأجداد منذ زمن طويل.
وجاء موضوع د. محمد العيد الخطراوي عن (الأرض أنثى مسترجلة) شارحا اهتمام العربية بالتأنيث حتى إنها أفردت له ضمائر خطاب وغياب خاصة به، فلا يختلط بغيره مضمراً أو مظهراً، اكتفت في المتكلم بالصورة الماثلة، فلم تضع له ضمائر خاصة، بل أشركت بينه وبين التذكير.
واحتوى العدد على عدد من القصائد هي: (أهاب بك الشيب) للدكتور حيدر الغدير، و(تجلي) لعبدالمجيد محمد التركي، و(الحذر من الحب) لخالد عبدالله الغانم.
ومن القصص القصيرة في العدد: (ضراعة) لفارس الزعبي، و(صديقي العجوز الحالم) لكامل السعدون.
وقدم وليد نذير عتمة عرضاً لكتاب الدكتور سعود صالح كتاب (هل الصحافة المطبوعة في طريقها إلى الانقراض؟!) وناقش د. نزيه كسيبي (إشكالية التراث والحداثة) بتناول ما عاناه رفاعة الطهطاوي من حيرة بين حبه لمصر أم الدنيا وباريس أم العلوم، ذاكراً شيئاً من حياته، ومواقفه، ومؤلفاته. وتضمن العدد الأبواب الثابتة: (رسائلكم) و(ردود وتعقيبات)، والمسابقة التي رصدت عددا من الجوائز القيمة للفائزين و(الملف الثقافي) الذي يرصد الحركة الثقافية العربية والعالمية خلال الشهر، وختم العدد ب(خاتمة المطاف) بعنوان (خلاف تاريخي حول أشهر تكية آثارية في دمشق .
|