سنّة حسنة سنها النادي الأدبي في الرياض حينما قررأن ينتقل ببعض أنشطته وبرامجه الثقافية إلى المحافظات التابعة لمنطقته ولقد حظيت مدينة شقراء مساء الاربعاء 9-3 بندوة ثقافية جميلة ورائعة نظمها النادي الأدبي في مقر نادي الوشم بشقراء، فتعانق الناديان عناقا أدبياً جميلاً، وكانت ليلة شقراوية بديعة من كل النواحي، فالمكان في شقراء، وموضوع الندوة عن شقراء ونهضتها العلمية والأدبية، والمتحدثون في الندوة من شقراء، والحضور عامتهم من شقراء، وقد ازدانت الأمسية وشرفت المدينة بحضور بعض الضيوف المرموقين من خارج شقراء، قد لا أتمكن من حصرهم ومعرفتهم، ولكني أذكر منهم بامتنان وتقدير، سعادة الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيع، رئيس النادي الأدبي بالرياض، ووكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وهو الرجل الذي يقف خلف هذه الفكرة الرائدة والسنة الحسنة، وسمعت أنه نفذها قبل شقراء في الخرج، وأن المحطة التي تلي شقراء هي محافظة الزلفي، فشكراً للزميل الكريم ولصحبه من أسرة النادي ولرفيقه في الرحلة الذي شرفنا به وهو فضيلة الدكتور عبدالعزيز الربيعة عضو مجلس الشورى والأستاذ في كلية الشريعة وشكراً للأفاضل الكرام الذين حضروا من خارج شقراء ولم تسعفني الذاكرة بأسمائهم وشكراً لأعيان شقراء ووجهائها الذين شرفوا الندوة بحضورهم، وشكراً لفرسان الندوة الثلاثة الذين أبدعوا في إعداد أوراقهم وأبدعوا في إيجازها والقاء ما سمح به الوقت منها، وأود أن أبشر الجمهور المحب لشقراء وللأدب والثقافة بعامة بأن سعادة رئيس النادي الأدبي قد وعد بطبع أوراق هذه الندوة بمحاورها الثلاثة وهي: المحور الأول: مدينة شقراء من الناحية التاريخية والجغرافية لسعادة الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالكريم العبيد.
المحور الثاني: النهضة العلمية في شقراء، لمعالي الدكتور محمد بن سعد الشويعر. المحور الثالث: النهضة الأدبية في شقراء، لسعادة الأستاذ سعد بن عبدالرحمن البواردي وستخرج جميعها في كتاب واحد قريباً بحول الله، كما أن إذاعة الرياض قد قامت بإذاعة الندوة مساء يوم الأحد الماضي.
أخيراً أكرر الإشادة بهذه الخطوة الرائدة التي خطاها النادي الأدبي بالرياض، ولا شك بأنها خطوة ذات مردود مزدوج، على النادي نفسه، وعلى المحافظات التي سينتقل إليها فالنادي سيتسع نشاطه ويمتد تأثيره وتكبر دائرة جمهوره والمستفيدين منه، ويرتفع رصيده، ويقرب من تحقيق جزء كبير من رسالته، والمحافظات التي سيمر بها قطاره ويتوقف في محطاتها ستزدهر أدبياً وثقافياً ويقوى ارتباطها بالنادي الأدبي واستفادتها من خبراته وتجاربه وهذه كلها ثمار إيجابية تصب في نهر الحركة الثقافية والعلمية والأدبية في البلد وتزيد من جريانه. إن سعادتي غامرة بعقد هذه الندوة وبحضوري لها ومشاركتي فيها مديراً لها ويكفي أنها تضع اللبنة الأولى للتوأمة بين الناديين وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون بينهما فيما يخدم الثقافة والأدب في شقراء خصوصاً وفي المملكة عموماً، فتحية لكل مسعى خيِّر كان وراء تحقيق هذا النشاط.
* جامعة الإمام - جامعة الأمير سلطان - الرياض |