أستاذنا فهد يرحمه الله ، الإنسان بكل معنى.. أعرفه كما عرفه الكثيرون.. في طول بلادنا وعرضها.. من خلال ما كتب وما أنجز.. وقف بكل ما استطاع من أجل الخير للناس وبما جبلت عليه روحه الطيبة.. ونبضات قلب المحب بالحب لهذه البلاد وأهلها. ويسعد إذا سعد غيره في قول أو فعل أو مواساة، فهو الحائلي الأصيل المحب والمحبوب، فحائل معين حب لا ينضب.. صدر أنسانها لا يضيق بالآخرين.. مسقط رأس فهد العلي.. تعلم فيها منذ الصغر العلم والإعلام وجرب في مجتمعها الطيب حلو الحياة ومرها.. وانطلق يمنة ويسرة تعلم ووعى الشيء الكثير.. انطلق قلمه - عبر الصحف والمجلات ورأس التحرير لاحداها.. ثم في مؤسسة اليمامة.. ولم يلهه العلم عن المجاهدة بقلمه ليقول الحق.. من خلال ما يكتب وما يناقش، وما ينقد من روتين أو اهمال عرفته أكثر من ثلاثة عقود ونصف - حين تم نقلي للرياض.. وتتلمذت على يده في الكتابة وتجاذب الأحاديث المملحة في النكات والقفشات!! وسافرت معه.. فالسفر معدن الرجال.. وجدت أستاذنا فهد العلي مدرسة في أكثر من علم وفن.. يبهر من حوله ويضحك من كل قلبه للنادرة له باع طويل في الصبر والأناة.. فهو الإنسان.. والإنسان كما يقال: كالقمر له ضوء واعتام في وجهين.. لكن استاذنا ضوؤه على من حوله باهر يبهر محدثه بصدق وبلا مماحكة.. يجد العذر للناس.. وبعد انتقالي لمسقط رأسي حائل.. لم ينقطع اللقاء بالمعنى.. فالهاتف بيننا.. وقد اثقلت عليه كثيراً من أجل التوسط للآخرين.. أما لنقل أو ترفيع.. ولي نصيب الأسد.. أذكر - وبكل أسف - ما حصل لي مع بداية عام 1415هـ وقد قرب تقاعدي لبلوغي السن القانونية في رجب.. وأنا انتظر الترفيع للمرتبة وقد مضى علي في 8 قرابة العامين لكن علمت بأن ذلك غير ممكن وسأقاعد على المرتبة 8 حتى السلم الذي مدد لـ15 درجة لم احصل إلا على درجة واحدة.. وهنا أعلمت استاذنا فهد بالموضوع جملة وتفصيلاً.. وكتب عن هذا الموضوع باطالة وفند ما قمت به وما عملته.. ولام المعارف وحجة الديوان - ديوان الخدمة المدنية.. لكن الوزير وزير وقوله الفصل..! والمقال بصحيفة الرياض في 15/1/1415هـ.. وعقبت على مقال أستاذنا الكاتبة الكريمة جهير المساعد بمقال نحن والتكريم أنه موقف من مواقف أستاذنا معي ومع الآخرين فهو يحب احقاق الحق ويتألم لآلام الناس ولا أود أن أذكر مواقفه مع أناس.. ازاح عنهم الهموم.. وفرج عنهم الكرب.. نعم لا أود ذكر بعض المواقف لأنني أعلم.. وبكل تأكيد.. بأنه لا يرضى.. أن يقال عنه.. فهو يكره الإطراء والمديح.. إنه الأنموذج الصادق من حملة الأقلام.. فالكل في بلادنا كلها يعرف مواقفه.. ومن خلال عباراته يعرف ما انطوت عليه روحه الطيبة المخلصة المجبولة على حب الخير للناس.. والصبر على ما يأتي منهم على بعضهم.. ومشاكلهم فيما بينهم باحتمال نادر في هذا الزمن الذي رقت به الذمم.. وتناقص الوفاء.. وقد تحمل ولم يزل الكثير فهو السامع لشكواهم بصبر ومودة .
عاشق عيسى الهذال /حائل |