* إعداد - عبدالحفيظ الشمري:
الأديب الشيخ فهد العلي العريفي يرحمه الله علم من أعلام ثقافتنا وإعلامنا المحلي.. بل هو علامة مميزة في مجال النقد الاجتماعي الذي ظل يقدم من خلاله العديد من الطروحات، والكتابات والمقالات والآراء مرتجلة أو مكتوبة.. فهو نصير أصحاب الحق الذين يبحثون عنه في دهاليز الروتين.. لعل كتابة منه تشفع.. ولعل وجاهة من قِبَلِه ترد ما قد يحسب في عداد المفقود..نحن أمام «الرجل النبيل».. الذي يسعد في لقاء أحبته وأن كان يفضل البسطاء منهم.. لعله يجد لهم من بين هنيئات وقته فرصة لأن يعد خطاباً.. أو يكتب التماساً، أو يسعى في ا تصال هاتفي لأن يقرب وجهة نظر بعيدة حول أمر إنساني ملح..هذه هي حياة شيخنا فهد العلي العريفي منذ أن أدرك الحياة حيي رحيله .. فقد تواصل عطاؤه ولا يزال فمن بين أوقات الدواء الذي داومه هذه الأيام نراه وقد تهلل وجهه ببشر طاغ.. وصاغ من تجربته حديثاً لا يمل..قبلها كانت الكتابة فرصته المميزة للبوح بما يعتلج في صدور البسطاء.. لنراه قد داوم الكتابة، وصنع من زاويته الصحفية منبراً يعتليه أصحاب الحاجات من أبناء المجتمع شماله وجنوبه، غربه وشرقه حتى تناهت شهرة هذا الرجل إلى كل أفراد المجتمع، ليحافظ هذا الإنسان الراقي على هذه الخصوصية ويرعاها بكل طهر ومودة حتى أثمرت نفعاً وأينعت بهاءً رحمك الله يا فهد.
أين مذكرات الشيخ فهد..؟!
هنا وهناك من يسأل عن مصير مذكرات الشيخ فهد العريفي؟
وهذا السؤال لا يمكن أن يأتي لمجرد وضع المذكرات على الرفوف رغم ما في بعضها من ادعاء وزيف ببلوغ شفق الإنسانية البعيد.. ذلك الذي لا يصل إليه إلا واحد مثل الشيخ فهد..لأبي عبدالعزيز ذاكرة متميزة وسيرة عطرة خضلها بطيب وفائه.. فكل ما يقدمه اليوم بين يدي الأجيال يعد شهادة مهمة تجسدت في توصيف رحلة شاقة بين مدينتي حائل والرياض حيث قضى «العريفي» وقته في تينك المدينتين صحفياً وموظفاً ومديراً لمؤسسة صحيفة رائدة.. بل إنه لم يتخل عن كتابة المقالة التي جعلته على اطلاع دائم بما يدور في المجتمع وحوله، لتتراكم هذه التجارب بلا شك وتشكل مادة تستحق التدوين، فلن يكون هناك أهم من هذه الذكريات التي تختزنها ذاكرة «العريفي» فكيف يتسنى للقارئ أن يطالعها قريباً..سؤال نسوقه لأنجاله من أجل أن تتصفح الأجيال هذه المسيرة العطرة لرجل أنكر الذات من أجل خدمة من حوله من أهل الحاجات.
للعريفي حقوق أولها تكريمه من قبل الدولة..
نعم.. يستحق «العريفي» التكريم.. فهو الرجل الذي خدم في الكثير من القطاعات الحكومية والأهلية، وتواصل عطاؤه على مدى عقود عديدة كان فيها مثالاً جميلاً للإنسان المخلص الذي يجهر بقول الحق ما أمكن له ذلك..ومن يستعرض مسيرة الشيخ فهد يدرك أن العطاء لا يمكن أن يكون مدونا بالكامل إنما «الخير» و«البر» لا يمكن أن يحصى إذا ما تم تعداد مآثر هذا الرجل، وتضحياته.. بل يحق لنا أن نفخر برجل خدم وطنه وأمته وظل وفياً صادقاً «واضحاً» في كل ما يقدمه ويتصدى له إيماناً منه بأهمية أن الحق بيننا لا لبس فيه..كُرّم الشيخ فهد العريفي في أكثر من مكان وفي أكثر من مناسبة في كل من الرياض وحائل وجدة والأحساء فهي مناسبات رائعة أن تقدم لهذا الإنسان قليلا مما أعطى.. لترد بعض الجميل الذي فعله «فهد».. هذه القامة الشمالية الباسقة.. نحن بحاجة إلى أن يحيي الوطن ابنه في حفل تكريمي بهيج لتكتمل صورة البهاء لعلنا نصل إلى غاية أن نرد بعض الأفضال إلى أهلها فتكريمه ظل غايتنا جميعاً إلى أن توفاه الله.
|