أبو عبدالعزيز يرحمه الله من الرجال الأوفياء الذين نكن لهم كل المحبة والتقدير يشاركني في هذه الشعور كثير من المحبين والمعجبين بشخصيته.كيف لا وهو الرجل الذي طالما سخَّر وقته وجهده لخدمة الآخرين، أذكر منذ ربع قرن مضى كنا بمعية أبي عبدالعزيز في رحلة إلى حائل محبوبته التي لايستطيع فراقها طويلاً كنا بمقعدين متجاورين في مقدمة الطائرة وقبل ربط أحزمة المقاعد استعداداً للسفر إذ برجل طاعن في السن يكاد يتعثر في مشيته وأحد عينيه مغطاة بقناع طبي يمر بجانبنا فما كان من أبي عبدالعزيز إلا أن وقف مسرعا ونادى بأعلى صوته: يا عم تعالَ هنا، وأجلسه مكانه، وذهب أبو عبدالعزيز إلى خلف الطائرة.. اندهشت كما اندهش مَنْ شاهد هذا التصرف الإنساني النبيل وخصوصا ملاَّحي الطائرة الذين شكروا أبا عبدالعزيز على تفضله بإخلاء مقعده إلى درجة الضيافة إكراماً وتقديراً لهذا الشيخ الجليل.
سألني هذا الشيخ «يا وليدي من هو اللي ثار عني؟» وزادت دهشتي كثيراً حيث كنت أعتقد أنه يعرفه.
فلما جاوبته عن سؤاله لم يستغرب ذلك الشيخ العجوز وقال: «ما هي غريبة عليه ولد علي وجده رشيد الناصر بن ليلى الله يرحمهم ويبارك في ذريتهم»، ورفع يديه إلى السماء يدعو الله بدعاء مستجاب.
ممدوح الشمري |