* الطائف - فهد سالم الثبيتي:
كم هو الحال سعيد بالنسبة للمعلمات اللاتي يعملن في مدارس قريبة من منازلهن.. ولكن هناك معلمات مغتربات يسافرن بشكل يومي لمدارسهن ويبتعدن عن أزواجهن وأولادهن وربما لا يعدن لهم..؟!
هذا الواقع الذي تعيشه المعلمات اللاتي يعملن بعيداً عن أسرهن فهن أكثر عرضةً لأمراض الضغط والقلب والقولون.. فهن قد فارقن الاستقرار وأصبحن يتكبدنَّ مشاق السفر وتصبح المشكلة معقدة جداً إذا كانت المعلمة متزوجة حينئذ تكون في وادٍ وزوجها وأولادها في وادٍ آخر... حتى وصل الأمر بالأزواج إلى الاقتران بزوجات أخريات بحثاً عن الاستقرار.
ونسمع كثيراً عن ما يعترض المعلمات من حوادث مؤلمة ومآسٍ مروِّعة فقد اختلطت دماؤهن بالحديد وتناثرت أغراضهن المدرسية مع أشلائهن على الطرق المميتة لماذا..؟!
لأنهن يرغبن في أداء رسالة الأنبياء ولكن بمشقة وتعب وخطورة قد تصل إلى الموت؟!
إنها مشاهد مبكية عندما تحمل المعلمات على النعوش من قبل أزواجهن.. إنها نار الفراق تشتعل في قلب الزوج والزوجة المعلمة فقد سلبت منهم السكينة وراحة البال.
وتؤكد المعلمات اللاتي يعملن في مدارس بعيدة عن أسرهن أنهن يضعن أيديهن على قلوبهن خوفاً ذهاباً وإياباً كل يوم وقد يودعن لحظة الذهاب ويستقبلن فرحاً عند العودة ولسان حالهن يقول:
من يوقف هذا النزيف.. ومتى يجمع شملنا لنعيش حياة مستقرة نؤدي الرسالة التعليمية على أكمل وجه؟!
|