من مصادر ثقافة الفرد النشاط المنبري، إذ أثبت أنَّه يتيح فرص اللِّقاء المباشر بين ذوي الخبرات المختلفة، في مجالات الاختصاص، أو التجربة، أو محطّات الروابط...، وهو في مجال التربية والتعليم فاعل رئيس في تنشيط الحركة الفكرية نحو تأييد المواقف، ودعم التَّوجُّهات، ومنح التجارب الفردية، أو المبتكرة على مستوى المجموعة، مجالاً للعرض، وللنقاش، وللإضافة، وللتخلُّص.
ولقد وجدت في إدارة تعليم البنات بالعاصمة المقدسة توجُّهاً دؤوباً بعمل متواصل، متجدِّد، نشط، لا يتوانى ولا يكلُّ، ولا يتقاعس نحو تفعيل دور النشاط المنبري على أصعدة مختصة بالغة الأهمية والدِّقة كما حدث في لقاءات سابقة لتطوير مستوى المعلمة، أو تحديث المناهج، أو تحفيز الكفاءات العاملة في منظومة التربية والتعليم. وكما حدث خلال هذا العام الدراسي من نشاط فذٍّ قامت به هذه الإدارة النَّابهة التي يقف في سدَّتها رجل تربوي واع، نشط، طامح، صبور، خلوق، متفانٍ بوعي وعطاء وهمَّة هو الأخ القدير الدكتور عبدالعزيز بن علي العقلا. وفريق العمل الذي يرأسه في تلاحم الفريق صاحب الهدف والساعي له والباذل من أجله حتى لا يخلَّ به موقف، ولا يقصر عن نتيجة ناجحة، وفلاح مؤكد.
ففي هذا العام الدراسي نشطت هذه الإدارة على مستوى أكاديمي رفيع المستوى عند إقامتها النشاط العلمي للقاء الثاني عشر لقادة العمل التربوي حيث كان الموضوع (الطالب بين متغيرات الحاضر وتحديات المستقبل) عقد في إدارة التعليم الفترة من 4-26-1-1425هـ بمكة المكرمة. وكان متميزاً مضموناً وعرضاً وتفاعلاً وأداءً على مستوى اللَّحظات التي عقد فيها في جميع حالات الموقع والإمكان والمتاح والحضور. إذ تميَّز المؤتمر اللِّقاء بموضوعات منوعة ووجهات نظر متفاوتة وخبرات متميزة بدأت بالوزير ورجل العلم الشرعي والإداري والإدارية والمربي والمربية والمفكر والمفكرة وجميع من لهم علائق بالموضوع الرئيس بما فيهم الطلاب والطالبات. في روح تعاون وتفان كانت فيه موظفات وإداريات وأكاديميات الإدارة كالنحلة تماماً كما كان الجانب الآخر.
ثم تلاه في الأسبوع الماضي وفي مكة المكرمة موقع الإدارة النَّابهة انعقاد (المنتدى الثقافي لوزارة التربية والتعليم) الذي عني بموضوعات وشخصيات ذات مساس بواقع المجتمع وحركة التّغيير العالمي ومتطلِّبات المواجهة لتحدِّيات العصر إذ كان منتدى على مستوى متميِّز فكرةً ومضموناً، وكذلك على مستوى التّنفيذ في جميع النواحي والجوانب.
إنَّ نتائج هذه اللّقاءات المباشرة سوف تنعكس على مستوى الأداء الحركي لتفكير كلِّ من حضر وتفاعل وناقش وتبادل الرأي والخبرة والمعلومة وأسلوب الأداء.
تحية صادقة لسعادة الأخ القدير الدكتور العقلا الذي يستحق التقدير الخاص على مستوى رسمي وأكاديمي واجتماعي.
وتحية لكلّ من كانت الوجه المضيء لهذه الإدارة وفي مقدمتهن المسؤولات الكريمات الأستاذات (شادية باشماخ) مديرة التعليم, و(زكية مندورة) مسؤولة البحث العلمي. وتلك الشَّمعة المتَّقدة (منيرة العكّاس) التي قدمت جهداً منقطع النَّظير، وتفاعلاً حميماً على كافة الأوجه وفي كلِّ اللَّحظات منذ بدء فكرة العمل حتى تسليم مفاتيح المكان الذي ينعقد فيه. إنَّها نموذج متفرّد من الأكاديميات الإداريات في واجهة عمل مثل هذا.
تحية للجميع ممَّن فكر، ونفَّذ، ودعا، ونجح في تحقيق أهداف هذه اللَّقاءات المتميِّزة في إدارة تعليم مكة المكرمة للبنات.
|