* كتب - مندوب الجزيرة:
زار وزير الصناعة التنزاني صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة والوفد المرافق في مقر إقامته بالعاصمة دار السلام حيث عقد وفد وزاري تنزاني اجتماعاً ثنائياً مع سموه ومستشاريه لمناقشة الوضع الاقتصادي في الدولة.
تحدث الجانب التنزاني عن ما تبذله الحكومة من جهود لتنشيط اقتصاد البلاد من خلال تقليل معدل التضخم، والذي تصل نسبته حالياً إلى 4% مقارنة بنسبة 33% في عام 1995. كما اطلع سموه على القطاعات التي تساهم بشكل كبير في دعم اقتصاد تنزانيا والتي تشمل قطاعات الزراعة، والصيد، والصناعة، والتعدين والسياحة.
أما بالنسبة للزراعة، فتحدث الوفد الوزاري عن أهمية الزراعة لاقتصاد تنزانيا والتي تمثل 60% من معدل الدخل المحلي، وخص بالذكر زراعة الكاجو والكاكاو والذرة والقطن. وأضاف الوفد بأن نسبة محصول القطن المستغل داخلياً تعادل 20-25% فقط وذكر بعض الدول التي تستورد المحاصيل الزراعية من تنزانيا ومنها بريطانيا وألمانيا حيث تملك الدولة اتفاقية تعاون مع الاتحاد الأوروبي وكندا. كما تحدث الوفد الوزاري عن صناعة الأنسجة، وصيد السمك والصيد بشكل عام الذي يتميز بتنوعه حسب المنطقة، وأسهب الجانب التنزاني في الحديث عن التعدين في البلاد وخاصة التنقيب عن الذهب والألماس، وتعد تنزانيا ثاني أكبر مصدر للذهب في قارة إفريقيا بعد جنوب إفريقيا.
واستفسر الأمير الوليد عن وضع قطاع التعدين في تنزانيا، وكان الجواب أن المعادن لم يتم استغلالها جيدا بعد. وأضاف الجانب التنزاني أنه يمكن أيضا استخراج الفحم والحديد والبلاتين، وأكد أن جميع هذه المعادن تستقطب مستثمرين من شتى أنحاء العالم. وطلب الأمير الاطلاع على دراسة جدوى اقتصادية عن وضع المعادن والتعدين في تنزانيا ليتسنى لسموه دراستها وتحديد فرص الاستثمار المتاحة في هذا القطاع.
في وزارة السياحة، تحدثت وزيرة السياحة عن الفنادق المتوفرة حالياً في تنزانيا منوهة بحاجة البلاد لفنادق ذات مستوى رفيع لاستقطاب أكبر عدد من السياح. وأضافت الوزيرة بأن القطاع السياحي في تنزانيا يشهد نمواً نسبته 20% سنوياً، وأكدت أنه يتم التركيز على أعداد محدودة من المشاريع الاستثمارية في تنزانيا ذات المردود العالي للدولة للحفاظ على مستوى السياحة والبيئة هناك، وقالت إن السياحة في تنزانيا تشكل 16- 20% من اقتصاد البلاد. هذا وتملك الدولة ميزات عدة تجعل منها وجهة سياحية مفضلة، مثل جبل كلمنجارو، وبحيرة فيكتوريا، وجزر عدة أشهرها جزيرة زنجبار. كما تحدثت الوزيرة عن الجزر المختلفة في تنزانيا وما تتميز به كل جزيرة من معالم سياحية مميزة، ومنها جزيرة مافيا. وحثت الوزيرة الأمير الوليد على الاستثمار في القطاع السياحي مؤكدة أن تنزانيا ترحب بجميع المستثمرين الذين يسعون إلى تطوير سياحة عالية المستوى هناك. وفي نهاية اللقاء، أهدت وزيرة السياحة الأمير الوليد حيواناً محنطاً من الحيوانات المحلية، ودعت سموه إلى قضاء إجازته في تنزانيا للصيد وتسلق جبل كلمنجارو.
وتجول سموه بعد الاجتماع في العاصمة دار السلام متفقداً مواقع بعض الفنادق، زار بعدها فرع مجموعة سيتي Citigroup الذي بدأ نشاطه في الجمهورية عام 1995م حيث تم تقديم عرض موجز لسموه عن الاقتصاد المحلي والاقليمي. مدير الفرع استعرض وضع البنوك في المنطقة والقارة الإفريقية وأكد للأمير الوليد (المستثمر الأكبر في مجموعة سيتي Citigroup عبر صناديق استثمارية لصالح سموه وصالح عائلته) أن الاستقرار الاقتصادي في تنزانيا انعكس إيجاباً على أداء البنك. كما تحدث مدير الفرع عن تركيز البلاد على الخصخصة، ونشاط البنك الذي يدعم مجالات الاستثمار المختلفة في تتنزانيا في عدة قطاعات أهمها التعدين. هذا وأكد مدير الفرع أن البنك قام بطرح أول اكتتاب عام في تنزانيا. وفي رأي مدير البنك، يمثل كل من قطاعي السياحة والزراعة فرصة ذهبية للاستثمار في تنزانيا.
ومن ثم توجه الأمير الوليد والوفد المرافق إلى القصر الرئاسي حيث رحب فخامة الرئيس التنزاني بنجامين مكابا بسموه وشكره على زيارته متمنياً أن تكون الزيارة مثمرة. ورد الأمير الوليد على فخامته مؤكدا إعجابه بما شاهده وبفرص الاستثمار المتوفرة في تنزانيا.
|