إن خروج المرأة للعمل لم يكن حدثا عاديا وتلقائيا في تاريخ المرأة عبر العصور، بل يعتبر من أبرز التغيرات التي تقاطعت مع أدوارها التقليدية والمعروفة منذ مئات السنين.
ومن هنا يبدو بأن خروج المرأة لميدان العمل كثيرا ما يكون محاطا بالعدد الوافر من الصعوبات والتحديات التي تترصد بمسيرتها وإصرارها على التميز والنجاح بل والتفوق القادم من قلب العقبات.
فالأدوار المتعددة التي تطالب بها المرأة العاملة، تجعلها في حالة صراع دائم، وكثيرا ما ينتهي هذا الصراع على حساب أحد الأطراف.
فإما تقصير في أدوارها التقليدية تجاه أسرتها وأطفالها، وإما تقصير على مستوى الأداء الوظيفي من خلال ضعف الإنتاجية وقلة الإبداع والابتكار، وغياب روح المبادرة والانتماء إلى محيط العمل، وأيضا ظاهرة.... الغياب. وهي الظاهرة التي أحببنا أن ناقشها اليوم في صفحة آفاق وأجنحة ولا سيما بعد أن باتت تشكل مأزقا كبيرا لجهات العمل التي تنتهي إليها المرأة العاملة.
حاولنا من خلال هذا الطرح المدعم بالدراسات والأرقام أن نكون موضوعيين بحيث لا نغفل حق أي طرف من الأطراف على حساب الآخر... آملين بأن يكون هذا من الأمور التي تسهم في توضيح أسباب هذه الظاهرة، وإيجاد الحلول الملائمة.
*مديرة وحدة الإعلام التربوي والعلاقات النسائية |