* الرياض - واس:
عرضت القناة الأولى بتلفزيون المملكة العربية السعودية مساء أمس فيلماً وثائقياً قصيراً بعنوان (الحقيقة)، قدم حقائق عن العمليات الإرهابية التي اقترفتها الفئة الضالة في مبنى الإدارة العامة للمرور بالرياض.
واستهل الفيلم بآيات من القرآن الكريم من سورة البقرة من الآية السابعة حتى الآية الحادية عشرة {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ، يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ، فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ، وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ}.ثم عرض صورة للجنائز بعد الصلاة للذين قتلوهم بعد أن كانوا يعيشون حياة آمنة مطمئنة في مجتمع يجسد معنى التلاحم والترابط والمحبة.
ثم أورد كلمة لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية استهلها بقول الله تعالى: {وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا}، فليصبروا وليحتسبوا وليعلموا ان هؤلاء قتلوا وهم يمارسون أعمالاً شريفة وأعمالاً فيها مصالح الأمة في حاضرها ومستقبلها، ونرجو من الله ان يجعلهم إن شاء الله ملحقين بالشهداء، ونسأل الله لهم المغفرة والتجاوز، وان يجعل هذه المصيبة كفارة لذنوبهم ورفعاً لدرجاتهم. بعد ذلك عرض لقطات للمقبرة والعزاء وظهور المعزين بالمقبرة؛ حيث جاءت الجموع محتشدة هنا لتعبر عن حزنها وآلامها لما حدث رافضة هذا الفعل المشين، ومعلنة ان الجميع كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. وقال أحد أفراد الجمهور: هؤلاء الذين يمارسون هذه الأعمال لا تمت للاسلام بصلة، والله عز وجل والرسول صلى الله عليه وسلم منهم براء، نسأل الله عز وجل ان يأخذ بأيدي ولاة الأمر وكذلك العلماء والدعاة للوقوف في صف واحد ضد هؤلاء. كما قال شاب آخر: نحن جميعاً رجال أمن مهما كان، مهما صار، مهما حصل سوف نقضي على هذا من جذوره. وقال شاب آخر: هذا شيء لا يصدق، دخيل على مجتمعنا، دخيل على ديننا، أنا لا أعرف كيف ينتسب هؤلاء إلى الإسلام.
بعد ذلك تحدث ناصر كنديري والد وجدان قائلاً: عندي ولد عمره سنتان ونصف، يقول صباحاً: وجدان في بيتها فوق والله العظيم.. صاحي من النوم وهو يقول: وجدان في بيتها فوق.. وين فوق! أنا أتيت في حالة هستيريا لم أفكر بها كأنها ليست ابنتي لا أعرف ماذا حدث.. أحمل أبناء الناس وأترك ابنتي ميتة.. ما هو ذنب وجدان.. ما هو ذنب رجال الأمن، هذه إدارة مرور.. ماذا يوجد بها.. لا يوجد بها شيء.. هذا مرور ينظم لك حركة السير ما ذنبي.. وما ذنب وجدان.
أنا أسأل هذه الفئة الضالة أو الباغية أو مهما أردنا تسميتها فهم أكثر من هذا، فأسألهم ما ذنب رجال الأمن هؤلاء؟ ما ذنبهم؟ ماذا فعلوا بك يا أخي؟ أنت مسلم؟ لا لست بمسلم مع هذه الأعمال والاسلام بعيد عنك.. أنا إذا فقدت وجدان فقدتها في الدنيا.. هذا صحيح.. ولكن ان شاء الله لن أفقدها في الآخرة.. ثانياً أنا عندي عشرة أطفال؛ خمس بنات وخمسة أولاد، مستعد أقدمهم كلهم فداء للوطن، بالاضافة إلي أنا وأقاربهم جميعاً وجميع عائلتها التي تمتد من الجنوب (جازان) إلى الشمال، ومن الشرق إلى الغرب، وأريدهم أن يروا ان الشعب مترابط ولا يمكن ان يهدد.
وقال متضرر مقيم أردني: قمت بطريقة وأنا غير واعٍ، انكسر زجاج البيت، غرفة النوم تكسرت، أصابني الزجاج بجروح، طاحت المكيفات عليَّ لم يبق شيء على شيء، صحيت أنا بطريقة غير طبيعية.
كما قال متضرر مقيم مصري: نزلت جريت حتى أستطيع الوصول إلى مكان المنزل، وجدت زوجتي تقف في الشارع تحمل الطفلة الصغيرة، وطبعاً في حالة خوف وهلع وبكاء، وما هم عارفين ماذا حصل؟
بعد ذلك وردت كلمة للشيخ عبدالله بن أحمد السويلم: يا أخي تقتل مؤمناً راكعاً ساجداً مصلياً، هذا المبنى الذي صار عنده التفجير أعرف أنا شخصياً فيه أناساً أحسبهم والله حسيبهم من أهل الخير.. وممن يصوم الاثنين والخميس، وممن هو يدعو إلى الله سبحانه وتعالى، وله جهد مشكور في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وله ما يبذله من ماله ودعوته وعمله، أمثل هذا يقتل؟ أيحمل عليه السلاح؟ أيردع في مكانه؟ يا أخي، انظر بعين البصيرة لذلك، قال الله في قضية القتل؛ أول قضية على وجه الأرض: {فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، خسر أخاه وخسر دينه وخسر آخرته، والقاتل لا يمكن ان يهنأ بحياة أبداً.
ثم أورد لقطات للمبنى المنهار مبيناً ان هذا لن يزيدنا إلا تماسكاً وإصراراً، فكلنا رجال أمن نحمي بعقولنا وأجسادنا مسيرة النماء والخير.
ثم أورد الفيلم قول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية: وما أنا إلا واحد منهم، وأعرف تصميمهم -يعني رجال الأمن- وأقول: الثقة بالله ثم بهم قوية، وهي أقوى الآن؛ لأننا نعرف عزيمتهم ونعرف تصميمهم على مواجهة هذا مهما استشهد منهم.
ثم عرض حواراً لسمو وزير الداخلية مع أحد المصابين..
الأمير: سلامات.. سلامات.
المصاب: الله يطول عمرك ويسلمك.
الأمير: سلامتك.
المصاب: تسلم والله.
الأمير: الظاهر إنه شملكم حتى رجال المرور!
المصاب: نحن منظومة واحدة.
الأمير: كلكم واحد.
المصاب: كلنا فداء لهذا الوطن، سواء المرور أو الشرطة أو المباحث أو أي قطاع.
الأمير: رجال الأمن كلهم واحد.
المصاب: وما يحدث هذا لن يزيدنا إلا إصراراً وقوة لمتابعة هذه الفئة.
الأمير: وأكثر من قبل.
ولمصاب آخر مع سمو وزير الداخلية:
الأمير: سلامات.. ما تشوف شر ان شاء الله.
بعد ذلك كلمة للدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل قال فيها: إن المحدث الذي سعي في الأرض خراباً، إن المحدث الذي ارتكب جرماً ثم فر وأواه مَن أواه من الناس وستر عليه، إن المحدث مَن عليه حد من الحدود مَن عليه ظلامة للناس ثم تستر عليه لكي لا يقام عليه الحد ولكي لا ينتصر منه، إن المحدث مَن شق جماعة المسلمين، ان المحدث مَن سعى إلى تفريق كلمتهم أو الخروج على جماعتهم أو السعي في المسلمين في المستأمنين في الآمنين قتلاً وسفكاً للدماء ونيلاً من الأعراض وأخذاً وسرقة وظلماً للناس.
وقدم الفيلم شرحاً لعمليات التشريك، هذا التشريك داخل السيارة بمعنى ان الشخص الذي يفجر يفجر وهو موجود داخل السيارة، نلاحظ هنا وجود زر هذا زر التوصيل أو الأمان والزر الآخر زر التفجير حيث يقوم السائق بعملية التفجير -التيار الكهربائي هنا- والبطارية موجودة بالداخل، نلاحظ بالخلف عملية تشريك الاسلاك ودخولها إلى الصندوق الذي يحتوي على المادة المتفجرة داخل الصندوق وهي داخلة عن طريق الغمارة وبجوار السائق.
الصندوق مغطى ومموه ببطانات من التبن وكأنها سيارة صاحب أغنام، لاحظ هنا ان السيارة معبأة بالكامل هذه المادة عبارة عن نترات الألمونيوم ومسحوق الألمونبيوم والفحم، وهي مغلفة بفلين وطباشير لمنع الرطوبة والتغليف محكم.
وعرض لقطات للسيارات المفخخة؛ حيث لا يكتفون بأن يملأوا السيارة بمئات الكيلوجرامات من المواد شديدة الانفجار، بل يضيفون إليها مواد تزيد من تأثير الانفجار وتوسع دائرته بغرض إحداث أكبر قدر من الأضرار في الأرواح والممتلكات، فضلاً عن استخدام كافة وسائل التمويه لإخفاء الحمولة الحقيقية للسيارة، محاولين خداع رجال الأمن الذين تمكنوا بفضل الله من ايقاف الكثير من مخططاتهم الاجرامية قبل الوصول إلى أهدافها.
وأورد كلمة للدكتور حامد العامري من قسم العلوم الأمنية كلية الملك فهد الأمنية قائلاً: كما تلاحظون هذه الكميات من المتفجرات التي ضبطت في السيارة الجيمس، والتي تزن حمولة كل سيارة من هذه السيارات بين 1300 إلى 1450 كيلو جراماً، لنا ان نتخيل ونتصور لو ان هذه السيارات اخترقت الحاجز الأمني ونقاط التفتيش ونفذت عملياتها الاجرامية كم من الدمار ستخلفه من قتل للأنفس ودمار للأبنية وتخريب ودمار في المواقع؟ هذه الكمية تكفي لتدمير أحياء بأكملها، لكن رجل الأمن استطاع ان يقف أمام هذه المخاطر وهو على مدار الساعة يقف في وجه هذه المخاطر، واستطاع ان يتلافى الكثير من هذه الأحداث الاجرامية. لقد أثبتت الأحداث الماضية هشاشة فكر هؤلاء الذين قادهم فكرهم إلى معاداة دينهم ومجتمعهم، ولقد أثبتت الأحداث أيضاً بأن هؤلاء الجماعات قد لا يعرفون أهداف هذه المخططات الاجرامية ومن يقف وراءها وما غاياتها وما مقاصدها، وقد حقق رجال الأمن مجموعة انجازات امنية تحسب لهم وتسجل لهم، وهذا يدل على ان هناك متابعة دقيقة من القيادات الأمنية ومن الجهات الأمنية المنفذة، وان هناك خططاً أمنية محكمة، وأيضاً يدل على ان رجال الأمن يمتلكون زمام الأمر، وان الأمن مستتب، وهذا تم بحمد الله وتوفيقه وأيضاً بمواقف المواطنين مع رجال الأمن؛ حيث كان هناك التعاطف وكان هناك التعاون والتكاتف حتى أصبح الأمن عندنا تكاملياً بين رجال الأمن والمواطنين، وهذا العمل التكاملي الذي أصبح ميزة للمجتمع السعودي في تحقيق الأمن ليس بغريب، ولأن الوطن للجميع والأمن خدمة تقدم للجميع.
ثم أورد لقطات للأسلحة؛ حيث يتآمرون في أوكار أعدوها لتمرير الموت والكذب والكراهية، ثم لقطات الأطفال مع والدهم، إنهم زينة الحياة ولا يملكون سوى البراءة، ولكن أين هم منها؟!
بعد ذلك تحدث الشيخ عبدالعزيز محمد السدحان قائلاً: يا مَن فعل هذا الفعل الحذر الحذر من الاستمرار في مثل هذه الأمور، والله إني لكم ناصح، أقسم بالله ثلاثة أيمان مغلظة، والله لا أرجو من كلامي مبلغاً، والله إني لكم ناصح، وليس من كلامي أنا، بل هذا كلام علمائنا من السابقين والمتقدمين والمعاصرين، هذا العمل محرم لا يرضاه الله جل وعلا، ولا يرضاه النبي صلى الله عليه وسلم في سنته كما بين لنا صلى الله عليه وسلم، ولا يرضاه المؤمنون من عباد الله، بل والله تأنف منه الفطر السليمة والعقول المستقيمة. وعرض الفيلم لقطات بعنوان الأمن والأمان؛ حيث تبرهن الأحداث أنه حين تعصف بالوطن عاصفة تتجمع السواعد والقلوب الكبيرة والصغيرة في نسيج واحد ليبقى هذا الوطن شامخاً وآمناً تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
وتضمنت المشاهد صورة أحد الإرهابيين مع أطفاله تم قتله من قِبَل جماعته، وتجربة تفجير فرضية لعبوة 100 كيلو جرام.كما عرضت القناة الاولى بتلفزيون المملكة العربية السعودية مساء أمس ندوة تلفزيونية على الهواء مباشرة تحت مسمى (ما وراء الحقيقة) وذلك عقب الفيلم الوثائقي الذي عرضته القناة مساء أمس بعنوان (الحقيقة) وقدم للندوة الشيخ عادل العبد الجبار وشارك فيها الشيخ راشد بن عثمان الزهراني الداعية الاسلامي المعروف والدكتور ميسرة طاهر استشاري نفسي واسري والدكتور سليمان العقيل استاذ علم اجتماع واللواء الدكتور خالد الخليوي عضو هيئة التدريس في كلية الملك فهد الامنية.
بعد ذلك تحدث الشيخ راشد الزهراني عن الجانب الشرعي حيث قال: حسبنا الله ونعم الوكيل يعني كما قال الشاعر.. ماذا اقول في وصف ما قاموا به عجز اللسان وجفت الاقلام نحن نتحدث عن وطن وعن بلد ننتمي له جميعا وننتسب اليه ونفتخر به بلد رفع رؤوس الكرام واذل الطغاة بلد يحكم اهله بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وحينما نشاهد امثال هذه الاعمال التخريبية وهذه الاعمال الافسادية انما يعني من يقوم بها هم من ابناء هذا الوطن من ابناء هذا البلد ولعل هذا ما يحز في النفس ويؤلم القلب ان يخرب الانسان بيته بيده ولعلي ان اتحدث عن قضية مهمة دائماً يتحدث فيها الناس بعلم وبغير علم وهي قضية محبة الوطن والانتماء الى الوطن يا اخي الكريم لو تأملت في ابن عثيمين رحمه الله تعالى حينما سئُل عن حديث يروى عن النبى صلى عليه وسلم انه قال حب الوطن من الايمان قال الشيخ رحمه الله هذا الحديث لا يصح عن النبى صلى الله عليه وسلم ولكن حب الوطن اذا كان هذا الوطن وطن اسلام يحكم بكتاب الله وسنة رسوله وينتمي اليه اهل الاسلام والسنة وفيه مكة والمدينة فلا شك ان محبة هذا الوطن مما يتقرب به الانسان الى الله عز وجل ليس هذا فحسب تأمل في الصحابة الكرام رضي الله عنهم حينما هاجروا من مكة الى المدينة كانت مكة في ذلك الوقت بلد شرك وكان الصحابة ينتقلون الى بلد الاسلام وهي مدينة النبي صلى الله عليه وسلم وتضمنت الحلقة العديد من المداخلات .
|