Wednesday 12th May,200411549العددالاربعاء 23 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يعقد للمرة الثانية على شاطئ البحر الميت يعقد للمرة الثانية على شاطئ البحر الميت
الملك عبدالله يفتتح أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي منتصف الشهر الحالي

* عمان - عبدالله القاق:
يفتتح الملك عبدالله الثاني عاهل الاردن في منتصف الشهر الحالي اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي، وهو الثاني من نوعه الذي يعقد في منطقة البحر الميت بالأردن، ويتصدى على مدار أيامه الثلاثة لقضايا الامن العالمي والاصلاح في الوطن العربي.
ويلقي جلالته خطابا رئيسيا في جلسة الافتتاح التي يحضرها اكثر من 1200 مشارك في المنتدى بينهم زعماء دول وقادة سياسيون ورجال اعمال واعلام ودين وثقافة وفكر ويتوقع ان يتابعها اكثر من نصف مليار مشاهد على شاشات التلفزة العالمية.
وتركز مناقشات المنتدى الذي يعقد لهذا العام بعنوان (مواجهة التحديات الحقيقية من اجل نهضة مستقبلية في العالم العربي) على محورين، الاول اقليمي ويتناول الاصلاحات في العالم العربي، والثاني عالمي ويتناول دور الاقتصاد في تعزيز الاستقرار العالمي.
وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور باسم عوض الله للصحفيين امس، ان (اي من البلدان العربية لن تتغيب عن المنتدى) مؤكدا ان المشاركة العربية (ستكون واسعة وفاعلة وقوية).
ورغم تصديه لقضايا اقتصادية الطابع، إلا ان ايقاع قضايا المنطقة السياسية والتوتر الاقليمي والعالمي، ستفرض نفسها على اعمال المنتدى الذي يحمل لهذه السنة عناوين كبيرة تعني بصفة كبيرة العالم العربي.
وقال عوض الله: ان محاور المنتدى اقتصادية في اساسها، لكن الملفات السياسية والأمنية المفروضة ستكون مطروحة بقوة، واضاف (لا يمكن تجاهل قضيتي الصراع العربي الاسرائيلي والعراق) رغم التناول العميق للتحديات الاقتصادية وكذلك تحديات الامن والاستقرار في المنطقة والعالم، وهما ذات اتصال مباشر بالقضيتين السياسيتين وفي استثمار محكم لأكبر حشد دولي من نوعه، سيطرح الاردن في المنتدى مبادرات لم يشأ الوزير عوض الله ان يكشف عنها، لكنها ذات صلة بالاصلاحات الاقتصادية والسياسية، وهي التي استحوذت على اهتمام الدوائر العربية والعالمية في الآونة الاخيرة.
وقال الدكتور عوض الله في مؤتمر صحفي عقده امس اعلن فيه الملامح الرئيسية لأعمال المنتدى ان مبادرات الاردن التي ستطرح ستكون تحت الاضواء وفي الجلسات المتعددة للمنتدى وتتعلق بخطوات جديدة على صعيد الاصلاحات التي ينفذها في قطاع التعليم والتنمية السياسية، مؤكدا ان (الاردن سيقدم نفسه كدولة معاصرة قيادته حكيمة، وبلد قائم على التعايش والسلام، اقتصاده حر، والحقوق المدنية وحرية الرأي فيه مصانة).
واضاف ان المنتدى يعد فرصة، تمكن الاردن من ان يقدم نفسه للعالم، كجزء آمن وبيئة هادئة في الصورة الكاملة لشرق اوسط متوتر.
كما سيوقع الاردن وسنغافورة اتفاقا للتجارة الحرة على هامش الاجتماعات ولم تتم صياغة جدول الاعمال بصورته النهائية، والذي سيكون جاهزا نهاية هذا الاسبوع لكن عوض الله عرض ملامح القضايا التي سيبحثها المنتدى، والتي تتوزع بين الساخنة والمثيرة، وتلك التي تسعى لرسم معالم لمستقبل المنطقة والعالم الذي مر بمفاصل مربكة، اهمها اعتداءات 11 ايلول في اميركا وحربان في افغانستان والعراق، وحرب مستمرة على الارهاب، مع قرب تسلم العراقيين مقاليد السلطة في بلدهم المنهك مع تعالي هدير محركات اعادة الاعمار.
وتسبق جلسة الافتتاح الرئيسية التي ستعقد يوم الخامس عشر من الشهر الحالي، جلسات عمل تمهيدية، اكد وزير التخطيط انها ستناقش عناوين مثل المجتمع المدني والاقتصاد العالمي والعراق والاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والصراع العربي الاسرائيلي، والطاقة والسياحة.
أما الجلسة الرئيسية فتبحث في التحديات التي تواجه الشرق الاوسط، وتحدي الامن الذي يواجه العالم، وفي ذات اليوم، يدعو الاردن المشاركين الى امسية اردنية، وفي ثاني ايام المنتدى، تعقد على هامش الجلسة الرئيسية جلسات متوازية، ستبحث في الاصلاح القضائي، والاقتصادي وبناء القدرات المؤسسية والاصلاحات في الدول العربية والتجارة ودور المجتمع المدني في الاصلاحات.
ومن المتوقع ان تشهد اروقة المنتدى اجتماعات سياسية، من بينها واحد للجنة الرباعية، وهو ما لم يؤكده وزير التخطيط الذي قال انه لا معلومات حول اجتماع من هذا النوع، لكن احتمال عقده، امر قد يتضح في غضون الايام القادمة، مذكرا بما حدث في اجتماعات المنتدى العام الماضي، عندما قررت اللجنة الرباعية ان تلتئم في اجتماع مماثل.
وسئل عوض الله ما اذا كانت مجموعة الثمانية ستعقد اجتماعا في المنتدى، يمهد لاجتماعها المقبل، قال ان (لا قرار بهذا الشأن بعد).
وربما ستكون هذه هي المرة الاولى في تاريخ المنتدى فلن تتغيب اي من البلدان العربية عن هذا الاجتماع العالمي الاكثر اهمية، وقال وزير التخطيط، (سيكون هناك تمثيل عالي المستوى من بلدان مثل سوريا وليبيا ومصر والخليج العربي الى جانب اسرائيل، التي تشارك في اعماله دوريا بدعوة من ادارة المنتدى نفسه، واكد عوض الله ان قيادة المنتدى هي المسؤولة عن توجيه الدعوات ودور الاردن هو انه بلد مضيف).
ولا يمتاز الاجتماع القادم للمنتدى بمشاركة عالمية وعربية واسعة فحسب، بل ان التمثيل العراقي فيه سيكون الأكبر، خصوصا وان قضية الوضع في العراق، ستهيمن على غالبية جلساته، وقال وزير التخطيط ان الوضع في العراق سيبحث من كافة جوانبه بمشاركة العراقيين على اختلاف اطيافهم، رسميين وأهليين، الى جانب مشاركة الحاكم المدني الامريكي للعراق بول بريمر وكذلك مشاركة ذات تمثيل عال من الولايات المتحدة الامريكية واوروبا وامريكا اللاتينية.
وبحسب عوض الله فان تأثير القلق الامني والتوتر في المنطقة بدا باهتا على حجم المشاركة، لكنه في ذات الوقت اثار تساؤلات حول الاوضاع الامنية، وهي التي تمت الاجابة عليها بمزيد من التأكيدات حول استتباب الامن في بلد معروف بأنه آمن مثل الاردن، تحميه اجهزة أمنية كفؤة مقللا من شأن تأثير اكتشاف الخلية الارهابية في الاردن على حجم المشاركة في المنتدى.
وتعقد جلسات المنتدى كما العام الماضي في منطقة البحر الميت التي تضم ثلاثة فنادق رئيسة، وقد تم تشييد خيمة ملكية للجلسات الرئيسية، اضافة الى قصر المؤتمرات الذي يحمل اسم الراحل الحسين بن طلال، والذي اكد عوض الله انه سيكون جاهزا للافتتاح رسميا بالتزامن مع الامسية الاردنية التي يقيمها الاردن فيه في اليوم الاول.
وعظّم عوض الله من الفوائد التي ستجنيها الدول العربية المشاركة جراء تبادل الخبرات واللقاءات التي ستجمع رجال اعمال عربا وعالميين.
وقال ان المنتدى فرصة ثمينة للقطاع الخاص العربي الذي سيمثل بقوة فيه، لأخذ دوره الاساسي ازاء ملفات مثل الاصلاح والتنمية السياسية، لافتا الى مسودة كان اعدها مجلس الاعمال العربي الذي انشىء برعاية ودعم جلالة الملك ويضم مئة من اكبر رجال الاعمال على مستوى العالم العربي.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved