Wednesday 12th May,200411549العددالاربعاء 23 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مصدر شيعي في مجلس الحكم: مصدر شيعي في مجلس الحكم:
بريمر يستخدم ورقة إعادة البعثيين لترويض الشيعة والسنة معاً!

* بغداد - د.حميد عبد الله:
نقل عضو شيعي في مجلس الحكم العراقي عن الحاكم المدني الأمريكي السفير بول بريمر قوله خلال جلسة ساخنة لمجلس الحكم (أنا في العراق المسؤول الأول حسب قرار مجلس الأمن ولن تصدروا أي قرار، ولم ولن تتخذوا أي موقف لا أوافق عليه وما أوافق عليه عليكم قبوله) وعندما سمع أعضاء المجلس هذا الكلام صمتوا وكأن على رؤوسهم الطير عدا السيد محمد بحر العلوم الذي علّق بصوت أقرب إلى الهمس قائلاً: وما هو دورنا.. هل نحن (زعاطيط) ؟!
وقال المصدر الشيعي ان بريمر كان منزعجاً جداً من أعضاء مجلس الحكم الأكثر تطرفاً في معارضتهم لعودة البعثيين وهم محمد بحر العلوم واحمد الجلبي وعادل عبد المهدي موضحاً ان بريمر، وخلال الاجتماع العاصف الذي خصص لمناقشة موضوع عودة البعثيين، وصف إجراءات لجنة اجتثاث البعث بأنها غير عادلة وبطيئة وبيروقراطية مستخدماً وصف (لجنة سلحفاتيه) للتدليل على بطئ إجراءاتها معلناً انه قد اتخذ قراراً شجاعاً عندما توجه لمخاطبة العراقيين مباشرة لرفع الظلم عن الكثيرين الذين لحق بهم ظلم بسبب إجراءات الاجتثاث غير العادلة.
وافاد المصدر ان معلومات موثقة وصلت الى السفير بريمر تفيد بأن بعض الأحزاب السياسية تمنح صكوك غفران للراغبين في التعيين في الوزارات التي تسيطر عليها تلك الأحزاب لقاء مبلغ 200 دولار بل يوجد من يسرع بإنجاز معاملات العودة الى الوظيفة ومن خلال متواطئين في مكاتب الوزراء مقابل 30 دولاراً (50 ألف دينار عراقي) بما يعكس حالة غير مسبوقة من الفساد الإداري منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في مطلع العشرينات من القرن الماضي!!
وكشف عضو مجلس الحكم عن أن بريمر على علم تام بوجود مكاتب واسواق لتزوير خطابات التأييد المزورة وبإمكان أي شخص ان يحصل على تأييد يثبت ان خمسة من أشقائه قد اعدموا في عهد صدام وأن أملاكه المنقولة وغير المنقولة مصادرة من قبل أجهزة النظام السابق ليستثمر ذلك في قطف الامتيازات والمكاسب.
واكد المصدر الشيعي ان الامريكان يريدون استمالة البعثيين من دون البعث وتوظيفهم كورقة لترويض الشيعة والسنة على السواء وفي اللحظة المناسبة ولم يعد يعنيهم اعتراض هذا العضو أو غضب ذلك الحزب على عودة البعثيين، فالأمريكان لا تعنيهم الانتماءات الحزبية والسياسية بقدر ما يعنيهم قدرة الاشخاص على تنفيذ السياسة الامريكية في العراق وربما يكون بريمر قد اكتشف ان البعثيين السابقين هم الأقدر على تحقيق الأهداف الأمريكية فأستدار باتجاهمم بزاوية 180 درجة. وما يؤكد ذلك ان بريمر لم يجد من يحل له أزمة الفلوجة غير البعثيين السابقين وعناصر الحرس الجمهوري في حين توارت الأحزاب الأخرى خلف شعاراتها واختفت في مقراتها من غير ان تفلح في ترك بصمة واضحة ومؤثرة في العملية السياسية التي تجري في العراق.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved