بينما أقلّب القنوات الفضائية بحثاً عن برنامج يستحق المتابعة، ويوافق أهوائي ورغباتي ويشبع شيئاً من نهم الذائقة لديّ، لفتت نظري جملة كُتبت أسفل (قناة الأردن الفضائية) فحواها: (المشهد الثقافي يتألق في الشارع الأردني) شدتني العبارة وحرضت مزية الفضول لديّ لفهم ما ترمي إليه الجملة.
حشدٌ من البشر أمام كشك لبيع الكتب، امرأة ورجل بيدهما قلم يوقعان به على نسخٍ من كتب عرفتُ فيما بعد أن الكتب تخصهما وقد صدرت حديثاً وأتيا هنا (المؤلف والمؤلفة) إلى الشارع الأردني بقرب الكشك، حيث تجمع البشر، لعرض مؤلفهما وسمعت أحدهم يقول: يجب أن نأتي للقارئ ولا ننتظر أن يأتي إلينا.....
إذا ما علمنا بأن القارئ ينظر لبعض المؤلفين في أبراجهم العاجية وينتظر وقت نزولهم..!! لذا أتت فكرة هذين الأديبين بنشر ثقافة الكتاب في الشارع وعدم انتظار مجيء البعض لاقتنائه من دور النشر والمكتبات فربما لن يأتوا..!!
كان المكان في الشارع الأردني يشي بتظاهرة ثقافية تجلّى فيها التواضع في أبهى صوره.. تمكن فيها الفرد من رؤية مبدع الكتاب على الطبيعة، والتحدث معه ومناقشته واقتناء مؤلفه ممهورا بإهدائه وتوقيعه.
قد يكون القارئ من علية القوم وأصحاب الوجاهة الاجتماعية، والمؤلف خلافه ورغم هذا من الصعب الوصول له من قِبل قرائه ليس انشغالاً بقدر ما أنه علو وتكبر لا داعي له.
لذا أكبرت تصرف الأديبين (المرأة والرجل) وهما يجعلان - بتصرفيهما - المشهد الثقافي يتألق في الشارع الأردني.
شوارعنا ضاقت بلهو العابثين والمتجمهرين في الطرقات وعلى الأرصفة، وبعمالة تقطع الشوارع جيئةً وذهاباً دونما حاجة ترتجى.. ماذا لو اختير شارع تميز بساحة واسعة في أحد الأحياء لتوقيع كتاب بأنامل مؤلفه صدر حديثاً، بجانب ما يصاحب التوقيع من برنامج وترتيبات تدعم الكتاب وترفع من قدر مؤلفه لدى الفرد وتعرفه به.
ربما سكان هذا الحي والأحياء المجاورة لا يعرفون للمكتبات سكة ويكون لهذه التظاهرة دور في جذبهم إليها، والإعلاء من شأن القراءة والاطلاع والتثقيف لديهم، وتطبيقاً لمقولة (يجب أن نأتي للقارئ ولا ننتظر أن يأتي إلينا) أيضاً هذه المقولة ينبغي تطبيقها على من يصدرون الكتب ويبخلون بها على القارئ حينما يكون أمر نزولها للسوق صعباً، وأخص بالذكر زملاء الحرف والكلمة والجملة المكتوبة وهم يصدرون الكتب ويضنون بها علينا، ولا نجدها في المكتبات ونخجل من سؤالهم عنها خشية أن يعتقدوا أننا نشحذها منهم.
عشاق الكتب يثمنون كل كتاب يصل إليهم هدية مباشرة من مؤلفه ويكبرون تواضعه ويعتبون عندما تضمهم مطبوعة واحدة كما يضم المنزل الأسرة ثم يبخلون بتبادل مؤلفاتهم فيما بينهم، وأرى بأنها وجه من أوجه القطيعة أنتظر أن تطرح للنقاش على طاولة هيئة الصحفيين السعوديين، بجانب موضوع آخر هو خدمة الرسائل القصيرة عبر الجوال لأعضاء الهيئة عن كل ما استجد من أخبار ورؤى وأفكار، وعندما يصدر عضو كتاباً يتلقى باقي الأعضاء الخبر برسالة قصيرة ليستمر التواصل ويثمر بإذن الله.
ولاء ..
- كيف لجسد طفلة تبلغ من العمر 3 سنوات أن يستوعب 43 طعنة..؟؟
- وأي يدٍ مارقة استطاعت أن تسدد هذا الكم من الطعنات..؟؟
- وما الذنب الذي اقترفته تلك الزهرة الآخذة في التفتح حتى تشوّه الطعنات معالمها..؟؟
- هل هو الثأر..؟؟ أو ربما الانتقام من ذويها..؟؟
- ولماذا الانتقام ضحاياه - في الغالب - الأطفال..؟؟
(ولاء) طفلة مصرية نزلت من شقة الأسرة في حي الخليج بالدمام بعد صلاة العشاء دون علم من والدتها.. بحثوا عنها في كل مكان فلم يجدوها.. وحينما عثروا عليها، وجدوها في حديقة الملك عبدالعزيز في الحي نفسه وقد مزقت الطعنات الـ 43 جسدها.
فبربكم هل من عقاب ترونه مناسباً لإيقاعه على مرتكب هذا الجرم الشنيع في جسد (ولاء)..؟؟ نخشى تهاوي صروح الرحمة عن القلوب بفعل نار الثأر المتأججة.. فهلاّ عجلنا بسكب الماء البارد...!!
فاكس: 8435344- 03
|