الدنيا مليئة بالمشاكل والمآسي.. والمجتمع فيه مساوئ ومحاسن.. والعائلة فيها مطيع وعاص والأفراد ما بين محب للخير وميال للشر.. حقائق لا تحتاج إلى مناقشة وجدال.. لأنها معروفة لكل فرد منا..فالمجتمع لا تهمه المشاكل العالمية متى وجد نفسه في مشكلة.. والعائلة لا تنصت لمشاكل المجتمع إذا كانت تعيش هي في مشكلة.. والفرد قد لا يفكر بمشكلة عائلته (وهذا احتمال).. إذا كان يتخبط في حل مشاكله.. ولكن الأم المخلوقة اللطيفة، والإنسانة الطاهرة.. والشمعة التي تحرق نفسها لتنير الطريق لأبنائها، هي الوحيدة التي لا يمكن أن تفكر بنفسها متى وجدت أن مشكلة أو مأساة أو مصيبة تحدق بأبنائها.. وأنها لا تتقاعس أو تتخاذل.. أو تتوانى لحظة واحدة عن مشاركة أبنائها بما هم فيه من فرح وسرور أو حزن وكآبة.. وتذرف الدمع.. بل دموع الحب والحنان.. وعطف الأمومة.. عندما يكون ابنها مريضا.. تعاف الطعام وتمتنع عن تناوله إذا امتنع الابن عنه.. تبتسم لابتسامته.. تشاركه السعادة.. فهل هناك من يقوم مقامها؟ بالطبع لا.. وألف لا.. ولكن وللأسف الشديد.. البعض منا ما أن يتفهم الحياة.. ويطلع عليها.. فإذا به يجحد وينكر ويتنصل من كل معاني الشكر والعرفان (للشمعة المضيئة) بل ويمتن عليها بما يقدمه لها.. بل يتطاول بكل وقاحة وقذارة.. إلى التكلم معها بوجه غاضب وجبين مقطب.. تذكر يا جاحد الجميل، وناكر المعروف، أنها حملتك تسعة أشهر تطلب الله ليلا ونهارا أن ترى النور سليما معافى، فهل تستطيع أن تحملها على كتفيك تسعة أيام؟؟ وإذا استطعت فإنك - وكلمة حق أقولها - تتمنى بين لحظة وأخرى أن تموت كي تستريح.
عبد الكريم علي الفايز |