كثيراً ما يصاب الأطفال وخاصة مع اقتراب فصل الصيف بحالة من الاقياء والإسهال وعندما يراجعون الطبيب يقال إنه مصاب بالتهاب معدة وأمعاء (نزلة معوية).
* ما هو التهاب المعدة والأمعاء وكيف يحدث وما طرق العلاج؟
- يحدث التهاب المعدة والأمعاء بعوامل متعددة تشمل الجراثيم والفيروسات والطفيليات وتختلف المظاهر السريرية باختلاف العوامل الممرضة واختلاف المريض، فتتراوح بين أن يكون غير عرضي أو إسهالاً مائياً أو إسهالاً مدمياً أو إسهالاً مزمناً وقد تحدث بعض الأعراض غير الهضمية كالحرارة والإعياء أو أعراض عصبية كالتشنج.
* كيف تحدث الإصابة؟
- أكثر طرق العدوى هي الطريق البرازي - المعوي وذلك بتناول الطعام أو الشراب الملوث بالعوامل الممرضة وفي حالات قليلة قد يحدث بالانتقال من شخص لآخر وتزداد احتمال الإصابة عند الأطفال الصغار وفي حالات سوء التغذية - الحصبة - نقص المناعة أو عند السفر للأماكن الموبوءة وفي نقص الإرضاع الوالدي وبالتعرض لبعض الظروف غير الصحية كتناول الطعام أو الماء الملوث أو لدى الأطفال في دور الحضانة.
* ما هي العوامل الممرضة؟
- كما ذكرنا قد تكون عوامل جرثومية كالسالمونيلا والكولونيات أو طفيليات كالزحار والجيارديا أو فيروسية ومن أشيعها الروتا فيروس ثم الأدنيو فيروس.
*ما الأعراض التي يمكن أن يشكو منها الطفل المصاب؟
- عادة تحدث أعراض هضمية مثل الاقياء والإسهال والمغص وقد يرافقها أعراض عامة كالحرارة والإعياء وقد تحدث أعراض عصبية كالاختلاجات.
* كيف نعالج الطفل المصاب بالتهاب معدة وأمعاء؟
-عندما نتعامل مع مريض مصاب بالتهاب معدة وأمعاء، هناك ثلاثة أهداف للعلاج :
1- تحديد نسبة الجفاف ونقص السوائل وتزويده بالسوائل والأملاح اللازمة. 2- منع انتشار المرض.
3- في بعض الحالات الخاصة نحتاج لتحديد العامل الممرض وإعطاء المعالجة الخاصة به إذا تطلب الأمر ذلك ويجب أخذ قصة سريرية كاملة تتضمن تقبل الطفل للتغذية والسوائل عن طريق الفم.
- عدد مرات وحجم البراز المظهر العام للطفل.
- مدى نشاطه.
- عدد مرات التبول، ويجب معرفة إن كان قد سافر إلى إحدى المناطق الموبوءة أو تعرض لأحد مصاب بأعراض مشابهة وهل استعمل أي مضادات حيوية أو تناول طعام بحري أو خضار لم تغسل بشكل جيد أو حليب غير معقم أو ماء ملوث أو لحم غير مطبوخ ويجب السؤال عن مدة وشدة الإسهال وقوام البراز وهل يحوي مخاطاً أو دماً وإذا كان هناك أي أعراض أخرى مرافقة كالحرارة والإقياء والاختلاجات.
* هل يفيد إجراء فحص للبراز في هذه الحالة؟
- فحص البراز يمكن أن يظهر لنا وجود مخاط أو دم أو كريات بيض قيحية وهذا يدل على التهاب في الكولون، كما أن وجود الكريات البيض في البراز دليل على غزو الجراثيم للغشاء المخاطي للكولون.
زرع البراز يجب أن يجرى باكراً في المرضى الذين يعتقد أنهم مصابون بالمتلازمة الانحلالية اليوريميائية وفي حالة البراز المدمي أو إذا وجد كريات بيض قيحية في البراز يجب أن يجرى في حالة انتشار حالات الإسهال كوباء وفي الأشخاص المصابين بنقص المناعة.
* ما العلاج الذي يحتاجه الطفل المصاب بالتهاب المعدة والأمعاء الحاد؟
- أهم وأول علاج يجب تقديمه للطفل هو تعويض السوائل المفقودة عن طريق الاقياء والإسهال والذي يمكن أن يتم عن طريق الفم في الحالات الخفيفة أو يحتاج إلى إعطائها عن طريق الوريد في حالات الجفاف الشديدة أو المرافقة لوجود إقياءات متكررة. ثم وبعد أن يتم تعويض السوائل نبدأ بتقديم الطعام (حمية مضادة للإسهال)، بالإضافة إلى استمرار إعطاء السوائل لتعويض الضائع عن طريق البراز وحاجة الطفل اليومية للسوائل.
بالنسبة للحمية المضادة للإسهال فتتلخص في كلمة Brat أي B (موز) وR (رز) وA (تفاح) وT (توست) ويمكن إعطاء البطاطا المسلوقة والزبادي.
وبالنسبة للأطفال الذين على رضاعة طبيعية يجب الاستمرار بها بأسرع ما يمكن.
* ما رأيكم حول استخدام الأدوية المضادة للإسهال؟
المركبات المضادة للإسهال عادة غير مستطبة عند الأطفال المصابين بالإسهال بسبب قلة فائدتها وكثرة التأثيرات الجانبية لها.
* هل يحتاج الطفل العلاج بمضاد حيوي؟
- يحتاج الطفل إلى المضادات الحيوية في حالات خاصة قليلة وذلك في الحالات الجرثومية بهدف تقصير فترة الإصابات وإنقاص طرح العوامل الممرضة أو لمنع الاختلاجات، فمثلاً تعتبر مستطبة في حالات الإصابة بجرثوم الشيغلا والكوليرا ويمكن في حالة التهاب الأمعاء بالسالمونيلا إذا كان الطفل المصاب أقل من 3 أشهر أو في المضعفين مناعياً أو حمى التيفوئيد أو تجرثم الدم أو الإصابة المعوية.
* ما طرق الوقاية؟
- يجب تثقيف الأهل حول انتشار المرض وطرق تفادي ذلك أو في الحالات المقبولة في المشفى، فيجب اتباع الاحتياطات اللازمة كغسل اليدين قبل وبعد التعامل مع المريض.
- لبس القفازات عند التعامل بالمفرزات الملوثة ولبس الملابس العازلة. وعند إصابة طفل في دور الحضانة يجب أن يبعد لفترة أو الاعتناء به في مكان منفصل حتى يتوقف الإسهال. وينبغي أن نذكر بعض الشيء عن التسممات التي تحدث بتناول الطعام أو الشراب الملوث التي تعتبر من أكثر الأسباب في المرض والوفيات في البلاد المتطورة والتي يتم تشخيصها بوجود شخصين أو أكثر تناولوا نفس الطعام وتتطور لديهم أعراض متشابهة من اقياء
- غثيان وإسهال وقد تحدث أعراض عصبية كاختلاجات ويختلف بدء ظهور الأعراض بعد الإصابة باختلاف العامل المسبب، فبعد التسمم الكيماوي أو تناول السمك والمحار تحدث الأعراض خلال ساعة أما في حالة الجراثيم المذيفنة أو الغارية أو التسمم بالفطر فتحدث بعد عدة ساعات تصل إلى 72 ساعة كما في السالمونيلا أو التسمم بالفطر وقد تحدث أعراض عصبية تشمل الاختلاج - اضطراب الرؤية - أعراض شللية هلوسة - وحتى قصور كبدي أو كبدي كلوي بعد 6- 24 ساعة وذلك في التسمم الوشيقي أو بالفطر معظم هذه الحالات تحتاج فقط إلى معالجة داعمة وتشفى عفوياً ما عدا التسمم الوشقي والمحار والتسمم بالفطر طويل الأمد وكل هذه التسممات قد تكون قاتلة وعند حدوث مثل هذه الحالات يجب إعلام الصحة للقيام بالحد من هذه الإصابة. وفي النهاية ينبغي أن نقول: (درهم وقاية خير من قنطار علاج)
د. هنادي عبد الإله الدروبي
إخصائية طب الأطفال مستشفى المركز التخصصي الطبي |