في الطريق إلى القمة العربية مستجدات تفرض نفسها على جدول الأعمال، بينها بصفة خاصة فضيحة التعذيب الأمريكية البريطانية في سجون العراق إلى جانب التصريحات المتهاونة للرئيس الأمريكي بشأن الدولة الفلسطينية.
فهناك حاجة ملحّة لإظهار الدعم العربي للعراق وهو يواجه الفظائع والأهوال من قِبل قوى تضع مصلحتها في المقام الأول، ولا توجد لديها مقامات ثانية وثالثة، بل إهمال كامل لكل ما لا يتعلق بتلك المصلحة.. فالتعذيب في سجون العراق ليس أمراً جديداً، وإنما جرى تحذير مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية بالانتهاكات التي تحدث لحقوق الإنسان بتلك السجون لكن كان هناك إهمال، وفي ذات الوقت استمر الأمريكيون وغيرهم ينزلون بالسجناء العراقيين أبشع صنوف التعذيب إلى أن ظهرت الصور التي زلزلزت أركان الإدارتين في لندن وواشنطن.
التعامل مع هذه المسألة من قِبل دولة الاحتلال الرئيسة وهي الولايات المتحدة يؤكد أن الاحتلال ليس في وارد الاهتمام بهذا العراقي أو ذاك، وهذا نهج يحتم ويعزز وضع الموضوع العراقي على رأس أجندة القمة العربية المقبلة من جهة إنقاذ هذا الشعب ومن جهة الاطمئنان على مستقبله السياسي.
وفي الجانب الآخر فإن الأوضاع في فلسطين تزداد تدهوراً بينما تتقوى القبضة الإسرائيلية وسطوة الاحتلال على الفلسطينيين مع تشجيع أمريكي غير محدود للعنجهية الإسرائيلية وروح الاستعلاء لدى شارون وزمرته الحاكمة.. فعندما يقول بوش إن موعد قيام الدولة الفلسطينية العام المقبل 2005 هو موعد غير واقعي، فهو يعزز بذلك الدعاوى الإسرائيلية ومزاعم شارون بأنه لم تظهر بعد قيادة فلسطينية مؤهلة تتولى شؤون الدولة، وفي كل ذلك تراجع واضح من بوش بشأن التزامات سابقة قطعها حول قيام هذه الدولة عام 2005م.
ويستطيع بوش وشارون وكل من يطعن في القيادة الشرعية الفلسطينية أن يقول ويفعل أكثر من ذلك إذا أحسوا بأنهم يواجهون شعباً فلسطينياً منعزلاً عن محيطه العربي، ولهذا فإن أولويات القمة لابد وأن تؤكد على التلاحم العضوي بين ما هو فلسطيني وما هو عربي وان المصير واحد وان الصراع هو عربي إسرائيلي.
|