تأخذ الأحلام والأمنيات عادة وقتاً طويلاً لتتحول الى واقع ، ولكن وزارة الشؤون الاجتماعية اختارت أسرع الطرق وأكثرها نبلاً واستجابة لطلبات المجتمع، على اعتبارها جهة رسمية معنية بالمحافظة على الجوانب الانسانية وتنظيمها وضبطها بداخل غابة تسمى.. المدينة.
فلطالما كتبت هنا في هذه الزاوية عن أهمية وجود جهة تنفيذية، أو جهة تدخل سريع ومتابعة للعفن الذي يتعرض له الطفل أو المرأة، (لاسيما وأن الاحصائيات الأخيرة التي أصدرتها وزارة الداخلية تشير بوضوح وصراحة (ودون مواربة) الى وجود حالات عنف كبيرة موجهة ضد الأطفال والنساء في مجتمعنا)، ولطالما كتبت عن أهمية سحب الوصاية من الوصي إذا لم تكتمل به شروط الوصاية، بحيث تحول الى ولي أمر المسلمين، ولم أكن أنا الوحيدة التي كتبت في هذا الموضوع بل شاركني نخبة كبيرة من الزملاء والزميلات الذين سخروا اقلامهم اتجاه هذه المهمة الملحة والعاجلة، ولم يقتصر الأمر على الصحافة بل تجاوزه الى المؤتمر الأخير الذي نظمته (مؤسسة أجفند) بمشاركة العديد من الجهات الرسمية.
جميع هذا أنتج الادارة التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، والتي من مهمتها سحب الوصاية عن ولي الأمر غير المؤهل للوصاية، والمحافظة على الأوصياء من قبل جهات رسمية معروفة ومسؤولة ومؤهلة على المستوى التربوي.
هذا المقال أحيي فيه الادارة الجديدة وأرجو لها كامل التوفيق في مهامها ومسؤوليتها الكبيرة، وأحيي صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز لتبنيه قضية العنف ضد الأطفال، وتفعيلها مجتمعياً واعلامياً، وجميع الجهات الرسمية التي سعت لولادة هذه الادارة، والى معالي وزير الشؤون الاجتماعية، والى وجه رانية الباز، الذي لطم المجتمع وكشف المختبئ خلف ستار العيب والخجل والتردد، والى جميع أجساد الأطفال الرقيقة البضة التي تتعرض للعنف الأسري دون رادع أو وازع، الى جميع الجنود المجهولين الذي سعوا وساهموا في انشاء هذه الادارة.
نشرع أيدينا وأكفنا الى أقصاها مرحبين بادارة تنطلق من الواقع وتعبر عنه وتعترف بأن أجواء المدينة العنيفة تختلف عن تلك التي كانت لقرية يغلفها الخجل والعيب.
|