Tuesday 11th May,200411548العددالثلاثاء 22 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
النساء.. وراء ملايين العمالة..
عبد الرحمن بن سعد السماري

** في الأسواق التجارية.. لا تشاهد إلا النساء.. فهن اللاتي يشغلن هذه الأسواق الضخمة.. التي ملأت مدننا الكبرى.. وهن الزبائن المستهدفات من كل المحلات بدون استثناء.
** المحلات .. كل المحلات.. والأسواق .. كل الأسواق.. تضع نصب عينيها.. النساء أولاً.. حتى أسواق بيروت والقاهرة ودبي وباريس ولندن وسائر أسواق العالم.. تستهدف (المستهلكة) العربية.. القادمة من هناك ومعها الشيكات والفلوس والبطاقات.. وتشتري بنهم ولا تسأل.. وما تشتريه اليوم بمائة ألف. هو بعد أسبوع.. بثلاثة آلاف.
** النساء.. يشغلن كل المحلات.. وهن وراء أرتال البضائع التي ملأت أسواقنا.. وملأت بيوتنا.. وملأت (نفايات البلدية).
** وهن وراء تشغيل مئات الآلاف من الباعة والسائقين والموزعين والمسوِّقين الأجانب.. وليس غير الأجانب..
** النساء.. وراء هذه الأسواق العملاقة.. التي تُزيِّن الشوارع والطرق الرئيسية.. ووراء هذه المعارض التي صارت أكثر من محلات البنشر..
** تذهب إلى الأسواق وتشاهد أرتال النساء.. وهن يحملن فوق طاقتهن من (أكياس المقاضي) بل إن بعضهن يسير وراءها عامل ومعه (عربة) كبيرة يدفعها.. وقد ملئت بالمشتريات وكأنها ستسافر اليوم.. أو كأن الأسواق ستغلق يوم غد.
** وهل تصدقون.. أن نسبة (30%) إلى (50%) من هذه المشتريات يبقى في أكياسه حتى يُرمى دون الاستفادة منه؟
** وهل تصدقون.. أن بعض النساء.. تقلِّب مشترياتها بعد وصولها للمنزل وتستبعد بعضه.. باعتباره لا يصلح.. وأنه كان في المحل في وضع مبهر.. ولم يصمد أمام الحقيقة.. أو أن لونه (مهوب زين) وبالتالي.. هو الآن.. لا ينفع.
** وهل تصدقون.. أن رواتب بعض المعلمات تتجاوز ال (14) ألف ريال عداً ونقداً.. وأنها كلها تُصرف في الأسواق.. بل إن بعض البنوك.. منحت المعلمات بطاقات ائتمان من أجل (نهم شراء أكثر) وعدم الاعتماد على الرصيد البنكي.. ولذلك.. تجد بعض النساء.. مطلوبة لبطاقات الائتمان بمبالغ باهظة.. وكله.. ذهب في الأسواق..
** والنساء.. لم يغفلن عن المستشفيات والمراكز.. إذ تجد أكثر المراجعين في المستشفيات والمراكز.. نساء.. وليس معنى ذلك.. أنهن أكثر أمراضاً من الرجال.. بل إن بعضهن يراجعن من أجل أمور تتعلق بالزينة.. مثل البشرة والشعر.. والدهون.. والشد.. والنشاط والحيوية.. واليدين والظَّهر والبطن.. والبراطم.. والخشم.. وبعض التعديلات التي تندرج تحت باب التَّزيين.. والسمكرة..!!
** ولهذا.. فأطباء عمليات التجميل.. وأطباء البشرة.. وأطباء الجلدية.. وأطباء الجراحة.. والأسنان أيضاً.. قام سوقهم بشكل منقطع النظير.. ومواعيدهم بالأشهر.. إن لم يكن بالسنوات.. وليس لأن هناك حاجة طبية.. بل من أجل التَّزين..
** فبعضهن.. تغيِّر وجهها.. مثلما تُغيِّر جوالها أو حقيبتها التي تحملها.
** ولهذا.. متى زرت بعض المستشفيات أو المراكز.. وشاهدت هذه الأرتال من النساء لا تظن أنهن كلهن مريضات .. أبداً.. ولا تنزعج وتتصور أن عدد المرضى من النساء أكثر من الرجال.. ذلك أن بعضهن يراجعن من أجل أمور (تجميلية) فقط.
** حتى المطاعم.. صارت الأجزاء المخصصة (للعائلات) مزحومة وبالحجز.. وصار أكثر المطاعم.. تبدِّل وضعية المطعم.. وتأخذ من المساحة العامة للمطعم.. وتضيفه لقسم العائلات.. حتى صار قسم العائلات أكبر من المطعم نفسه.. ذلك أنه يشهد تزاحماً نسائياً.. وفوق التزاحم.. فإن النساء يطلبن ولا يسألن.. وتملأ الواحدة منهن الطاولة ثم تحاسب وتمشي.. وتأكل في بيتها (سندوتش جبن) وببسي.. أو (تمرُّ) بمحلات الوجبات السريعة وهي خارجة من المطعم وتأخذ هامبرجر وكولا.
** إن نساءنا .. جزاهن الله خيراً.. وراء تشغيل الأسواق والمطاعم والمراكز وأكثر المناشط التجارية.. ولولا بذخهن. لما احتجنا لملايين العمالة.. من سائقين وخادمات وباعة في الأسواق وموزعين وطباخين في المطابخ.. وصيادلة وممرضين.. الخ.
** فالنساء.. يقفن بكل (ثقة) وراء ملايين العمالة.. التي ملأت بلادنا.. لأنهن.. هن المشغِّلات الحقيقيات لهذه العمالة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved