أقسم إذا كنت القويّ الطلْقَ واحنث في القسم
فلأنت أصدق من مشى في الخافقين على قدم
.. ويلi الضعيف نداؤه في مسمع الدنيا صمم
هذه الأبيات هي مما تبقى في الذاكرة من (عصور!) المرحلة الثانوية، أما عن اسم شاعرها فلا تسألوني فحيثما تقادم الزمان أقدم النسيان..، غير أن مناسبة قولها- رغم قدمها- لا تختلف بشيء عما يجري عربياً في وقتنا الحاضر حيث صاغها شاعرها في أعقاب ما تجلى من خيانة بريطانية -فرنسية لبني العرب في اتفاقية (سايكس بيكو) من عام 1916م التي تم فيها الاتفاق سراً مع الشيطان على احتلال بلاد العرب في وقت كان فيه العرب يبذلون التضحيات تلو التضحيات خدمة لأهداف هذه القوى الاستعمارية التي وعدتهم بتحقيق وحدتهم إن هم بادروا وحاربوا الأتراك.
إن للتاريخ قانوناً مؤداه أن هناك قسماً للقوي وآخر للضعيف ومع أنهما لا يختلفان في الصياغة بشيء فبينهما اختلافات جوهرية على أرض واقع الحقيقة حيث إن الحق للقوي ليحنث في قسمه أما الضعيف فحقه الويل الوبيل سواء أصدق أم حنث، إن القوة هي معيار احقاق الحقيقة مثلما أن الضعف هو السبيل إلى وأدها مهما كانت ناصعة هي الحقيقة.
ختاماً من الممكن القول إن ضعف القَسَم العربي أسبابه ثقافية- قيمية حيث إن القيم القوية تلد القوة بينما القيم الضعيفة تولّد الضعف أضعافاً مضاعفة فويل لقوم دأبهم التناحر الدؤوب على الآخرة في وقت هم فيه قد خسروا الدنيا.. البوابة الوحيدة للعبور إلى الآخرة...
..نعم أقسم بأن قَسَم القوي قوي وإن حنث..
|