وجه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الكلمة التالية إلى المواطنين اثر التفجيرات التي حدثت منذ عام بالرياض..
بسم الله الرحمن الرحيم.. والحمد لله والصلاة والسلام على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الاخوة المواطنون..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إن الأحداث الدامية الأليمة التي وقعت في قلب عاصمتنا الغالية الرياض وذهب ضحيتها عشرات الأبرياء بين جريح وقتيل من مواطنين ومقيمين أثبتت من جديد أن الإرهابيين مجرمون سفاحون تجردوا من كل القيم الإسلامية والإنسانية وخرجوا عن كل القيم الأخلاقية واصبحوا وحوشاً ضارية لا هم لها سوى سفك الدماء وترويع الآمنين، وان هذه الأحداث الأليمة يجب أن تنبه الغافلين وتعيد سراب المخدوعين وتضع الأمور في نصابها الصحيح فهناك من جهة قلة منحرفة مجرمة تحاول ضرب هذا المجتمع بضرب أمنه، وهناك من جهة أخرى الشعب السعودي بأكمله بشيوخه وأطفاله ونسائه ورجاله يقف صفاً واحداً متماسكاً يدين هذا العمل الشائن ويتبرأ من فاعليه ويدافع بالنفس والنفيس عن هذا الوطن الكريم مهد الإسلام ومهد العروبة.
وإذا كان هؤلاء القتلة المجرمون يعتقدون أن إجرامهم الدموي سيهز شعرة واحدة من جسد امتنا ووحدتها فهم واهمون وإذا كانوا يتصورون انهم سيزعزعون الأمن والامان في بلادنا فهم يحلمون وذلك ان الشعب السعودي الذي ارتضى القرآن منهجاً والشريعة أسلوب حياة والتف حول قيادته التي التفت حوله لن يسمح لعدد قليل من المفسدين في الأرض بسفك الدماء البريئة التي عصمها الله الا بالحق وترويع الأطفال والنساء وسوف يكون الشعب السعودي كله مع قوى الأمن الباسلة وحدها في مواجهة القتلة المجرمين، فلا مكان للإرهاب بل الردع الحاسم له ولكل فكر يغذيه ولكل رأي يتعاطف معه وإننا نحذر بصفة خاصة كل من يحاول أن يجد لهذه الجرائم الشنعاء تبريرا من الدين الحنيف ونقول: إن كل من يفعل هذا يصبح شريكاً حقيقياً للقتلة ويجب أن يواجه المصير الذي يواجهونه.
لقد قال رب العزة والجلال: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (93) سورة النساء .
وقال نبينا صلى الله عليه وسلم (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة)، وهذه النصوص الصريحة الواضحة التي لا تحتمل التأويل أو الاجتهاد دليل على أن هؤلاء القتلة ملعونون في الدنيا ومصيرهم في الآخرة النار وبئس القرار.
إننا نعد اخوتي وأخواتي المواطنين والمواطنات ونعد ضيوفنا الكرام من أشقاء وأصدقاء أن الدولة ساهرة على حمايتهم حريصة على أمنهم وهي قادرة بحمد الله أولا ثم بتكاتف المواطنين ثانياً على أن تقضي على هذه الطغمة الفاسدة وعلى من يواليها ويناصرها قضاء مبرماً ان شاء الله لا تقوم لها بعده قائمة وما ذلك على الله ثم على عزائم المؤمنين الموكلين على ربهم بعزيز.
|