* أريحا - القاهرة - القدس المحتلة - الوكالات:
دعا وزراء الخارجية العرب المجتمعون في القاهرة للتحضير للقمة العربية المقبلة الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى الالتزام بتعهداته حول قيام الدولة الفلسطينية، في وقت انتقد فيه وزير الخارجية الإسرائيلي احتفاظ الكيان الصهيوني بمستوطنات قطاع غزة مشيراً إلى أنها غير شرعية، لكن ذلك يوحي كما لو أن هناك أصلاً مستوطنات شرعية، وفي ذات الوقت تواصلت الاعتداءات الإسرائيلية التي كانت حصيلتها استشهاد فلسطيني وهدم منزل.
ففي القاهرة دعا وزراء الخارجية العرب في مشروع قرار تبنوه يوم الأحد وسيحال إلى القمة العربية التي ستعقد في تونس في 22 و23 أيار - مايو الجاري الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى الالتزام بتعهداته حول إقامة دولة فلسطينية قابلة للاستمرار ودانوا عمليات اغتيال القيادات الفلسطينية من قبل إسرائيل.
وحسب نص مشروع القرار الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه (يطالب القادة الرئيس الأميركي بالالتزام بما ورد في رؤيته لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة بجانب إسرائيل والالتزام بمرجعيات عملية السلام المتمثلة في قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبدأي الأرض مقابل السلام وعدم جواز اكتساب الأراضي بالقوة واعتبار أن كل ما يتصل بالوضع النهائي يتم التفاوض عليه بين الطرفين).
ورحب مشروع القرار بالرسالة الموجهة من الرئيس الأميركي إلى الملك عبد الله الثاني عاهل الأردن والتي تؤكِّد أن (الولايات المتحدة لن تستبق نتائج مفاوضات الوضع النهائي).
وأكد مشروع القرار أنه (لا يحق لأي جهة مهما كانت أن تجري أي تعديل على أي من المرجعيات التي قامت عليها العملية السلمية لغايات التنصل من التزاماتها أو التراجع عما وقَّعت عليه من اتفاقيات).
كما أكَّد مشروع القرار أن القادة (يدينون جميع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية والأراضي العربية والعمليات التي تستهدف المدنيين دون تمييز وكذلك العمليات التي تستهدف القيادات الفلسطينية والتي لا تخلف إلا العنف والعنف المضاد) في إشارة إلى اغتيالات القيادات الفلسطينية.
ومن جانب آخر وصف وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز مساء الأحد المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة بأنها (خطأ تاريخي) مضيفاً أنه سيتم إخلاؤها في غضون خمسة أعوام سواء تم توقيع اتفاق للسلام أم لا.
وقال موفاز في خطاب ألقاه أمام مؤتمر لاتحاد المحامين عقد في مدينة إيلات وبثته الإذاعة الإسرائيلية إن قطاع غزة لم يكن موطن الأجداد الأوائل للشعب اليهودي ومن ثم لا يمكن أن يكون (أرض الميعاد).
وحث موفاز رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون على صياغة خطة فك ارتباط جديدة بعدما رفض حزب ليكود اقتراحه السابق في نهاية الأسبوع الماضي.
ويذكر أن شارون وعد بأنه سيطرح على حكومته مبادرة بديلة خلال ثلاثة أسابيع.
وعلى الصعيد الميداني استشهد الفلسطيني فهدي بحار (19 عاما) برصاص جنود إسرائيليين فتحوا النار عليه مساء الأحد في أبو ديس، شمال القدس بالضفة الغربية، وفقاً لما أعلنه مصدر طبي فلسطيني، قال أيضاً إن سيارة إسعاف نقلت بحار إلى مستشفى إسرائيلي، حيث قضى متأثراً بجروحه.
وأفاد مصدر أمني فلسطيني، من جانب آخر أن جيش الاحتلال هدم مساء الاثنين منزلاً من أربع طبقات في قطاع غزة يخص فلسطينيين. وفجَّر الجنود الإسرائيليون بالديناميت هذا المنزل الواقع في مخيم دير البلح للاجئين على مقربة من حاجز للجيش الإسرائيلي.
وعلى صعيد آخر وجَّه قائد الاوركسترا الإسرائيلي الأرجنتين دانييل بارينبويم انتقادا شديد اللهجة يوم الأحد للسياسة التي تتبعها إسرائيل حيال الفلسطينيين وذلك خلال تسلُّمه جائزة وولف في مدينة القدس المحتلة، حسب ما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية.
وقال (على الرغم مما حققناه يتوجب علينا أن نسأل ما إذا كنا قد طبقنا مبادئ شرعة استقلالنا (1948) في وقت نحتل فيه شعبا آخر).
وقد أثارت هذه الأقوال استياء شديدا لدى الرئيس الإسرائيلي موشيه كاتساف ووزيرة التربية ليمور ليفنات اللذين شاركا في الاحتفال.
يشار إلى أن دانييل بارينبوم (60 عاماً) المولود في بوينس آيرس هو مواطن إسرائيلي والمدير الموسيقي لاوبرا ستاتسوبير في برلين. وقد اشتهر بتشجيعه الحوار بين العرب و إسرائيل وخصوصا عبر المشاغل الموسيقية التي يشارك فيها موسيقيون عرب ويهود. وأوضح أنه سيتبرع بقيمة جائزته لهذه المشاغل الموسيقية.
|