مسئول أمريكي: فضيحة السجناء تترك أثراً سيئاً في العالم الإسلامي
معتقلون عراقيون أفرج عنهم يروون محنتهم في سجن أبو غريب

  * واشنطن - لندن - بغداد - الوكالات:
روى معتقلون عراقيون سابقون في سجن أبو غريب بالقرب من بغداد محنتهم في هذا السجن لمجلة (التايم) التي نشرت تحقيقا حولهم أمس بعد نشر صورهم في العالم أجمع.
وقال حيدر صبار عبد العبادي انه وستة معتقلين آخرين يعتقدون أنهم تعرضوا للعقاب لأنهم شاركوا في شجار بسيط. وأضاف ان الجنود أدخلوهم إلى قاعة ومزقوا ثيابهم.
وأوضح للمجلة أنه الرجل العار والمغطى الرأس الذي كانت جندية أميركية تشير بأصبعها إلى عضوه التناسلي. وقال أيضاً ان صوراً التقطت له أيضاً وهو يقف على معتقلين عراقيين آخرين وذلك تحت أنظار جنود أمريكيين منشرحين.
وأضاف أنه ظهر في صورة أخرى مع معتقل عراقي آخر راكع على ركبتيه أمامه. وأوضح: (شعرت أن فماً يطبق على عضوي التناسلي. وعندما نزعوا الغطاء عن رأسي اكتشفت أنه صديقي)!.
وأشار العبادي الى انه كان يرى أضواء آلات التصوير من خلف غطاء الرأس.
وتابع قائلاً انه خلال تسعة أشهر أمضاها في الاعتقال لم يقدم للمحاكمة ولم يصدر بحقه أي حكم.
أما نبيل شاكر عبد الرزاق الطائي (54 عاما) فقال انه اعتقل بلا ذنب وانه سجن لمدة سبعة أشهر. وأوضح أنه رأى جندياً أمريكيا يضاجع باستمرار سجينة عراقية.
ومن ناحيته، قال محمد يونس حسن انه تعرض للضرب لأنه أخفى سجائر وأن الجنود أوثقوا يديه في زنزانته.واوضح انه تلقى لكمة في عينه أثرت على نظره لمدة ثلاثة أشهر.
أما وليد الديلامي فقال (للتايم) انه عُلق ثلاث مرات على عامود ضخم وهو موثوق الرجلين واليدين وراء الظهر.وأضاف: (كان الجنود يربطونني بحبل ويرفعونني بعصا).
وجاء التحقيق الذي أجرته مجلة (تايم) في وقت نشرت فيه مجلة (النيويوركر) صورة جديدة لتجاوزات ارتكبت بحق معتقلين عراقيين تظهر رجلاً عارٍ وقد أفلت جنود أمريكيون الكلاب تجاهه.
من جهة أخرى ذكر مسؤول أمريكي بارز أمس الاثنين أن فضيحة اساءة معاملة معتقلين عراقيين بيد جنود أمريكيين تركت أثراً (سيئاً جداً) في العالم الاسلامي.وصرح جيمس كيلي مساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا والمحيط الهادىء للصحافيين خلال زيارة إلى اندونيسيا، أكبر بلد إسلامي في العالم من حيث عدد السكان، أن (تلك الأعمال لا تمثل الولايات المتحدة. ولا تمثل الجهود التي يقوم بها جيشنا).
وأضاف أن تلك الانتهاكات (لا تمثل جهودنا في العراق. ويبدو أن تلك الأعمال قد وقعت وهي خاطئة لأنها تعد انتهاكاً لحقوق الإنسان وسنلاحق هذه المسألة إلى آخر مدى في نظامنا القانوني).
ووجهت اتهامات لسبعة أمريكيين من حراس سجن أبو غريب في بغداد لارتكابهم مخالفات جنائية باساءة معاملة معتقلين عراقيين.
وفي لندن أقرت وزارة الدفاع البريطانية بأنها كانت على علم (منذ عدة أشهر) حول تجاوزات ارتكبها جنود بريطانيون بحق معتقلين عراقيين وأن تحقيقات تجري (منذ العام العام الماضي).
ورداً على سؤال حول إعلان منظمة العفو الدولية بانها أبلغت الحكومة البريطانية في آيار/مايو 2003 بهذه التجاوزات، أقرت وزارة الدفاع البريطانية بأنه يتم التداول بهذه المعلومات (منذ عدة أشهر) ولكنها لم تذكر التاريخ المحدد لها.
وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع التي تحقق بـ33 حالة سوء معاملة مفترضة (إننا نحقق في حالات تجاوزات مفترضة منذ العام الماضي). وكانت منظمة العفو الدولية أعلنت أمس الأول أنها ارسلت (مذكرة) إلى وزارة الدفاع في آيار-مايو 2003 تتحدث فيها عن تعرض معتقلين عراقيين للتعذيب والقتل في الاعتقال.
واوضحت المنظمة أن موظفين اجتمعوا مع مسؤولين من وزارتي الدفاع والخارجية في حزيران- يونيو الماضي كما تم ارسال مذكرة أخرى إلى وزير الدفاع جيف هون في تموز-يوليو ورسالة في تشرين الأول-أكتوبر تعرب فيها المنظمة عن مخاوفها في هذا الشأن.
ومن ناحيته، قال متحدث باسم حزب المحافظين البريطاني (معارضة) (كل ساعة تمر تحمل أخبارا عن مزاعم جديدة أو تأكيدات بأن الحكومة البريطانية كانت على علم) بهذه التجاوزات المفترضة.
واضاف (هذا الأمر يجعل من المدهش أن يكون آدم انغرام (وزير الدولة لشؤون القوات المسلحة) لم يشر إليها عندما تحدث الأسبوع الماضي أمام مجلس العموم).
وأوضح أنه (يتوجب على الحكومة الآن أن تدلي ببيان كامل ونزيه ومفصل كي تعيد الثقة ليس فقط إلى البريطانيين ولكن أيضا إلى الشعب العراقي).
وكان توني بلير الذي يقوم بزيارة لباريس قدم اعتذاره عن هذه التجاوزات.
وتطالب المعارضة البريطانية وكذلك أعضاء في حزب العمال البريطاني الذي يتزعمه توني بلير بنشر التقرير الكامل للجنة الدولية للصليب الأحمر الذي تحدث عن سوء معاملة معتقلين عراقيين في سجون التحالف.