(أكاديمية الشيطان).. شريط كاسيت نزل الأسواق مؤخراً يتناول بلغة احتجاجية ما جاء في البرنامج الفضائي الشهير (ستار أكاديمي) ويبيّن كيف تحوّل أعضاء البرنامج إلى آفاق مظلمة.. وعند قراءتنا للأكاديميتين: أكاديمية الشيطان، وستار أكاديمي نرى أن كلتيهما تمر بمأزق في الخطاب.
ستار أكاديمي يحوّل وظيفة الجمال إلى سلعة باهظة الثمن بغض النظر عن الأعراف والقيم والأخلاق، وأكاديمية الشيطان يحوّل وظيفة الوعظ إلى لغة مأزومة احتجاجية.. الأمر الذي يغيب معه خطاب نفتقده كثيراً وهو (الخطاب) الذي يؤسس فكر وثقافة، الخطاب الوعظي الذي - يقرأ - الظاهرة وفق تعاليم الدين، الخطاب الذي يعكس إدراكنا الواسع، الخطاب الذي يعطي القيم الإسلامية بريقاً حضارياً، الخطاب الذي ينافس وليس يحتج فحسب.
ما الذي يمنع - مثلاً - أن يُعاد اسم شريط (أكاديمية الشيطان) إلى (أكاديمية الرحمن) وتُعاد صياغة الخطاب إلى لغة غير متشنجة تقرأ ثقافة ستار أكاديمي، في حين تؤسس لنهج رباني بلغة جميلة متفائلة يتحلّق حوله الجميع.
إن المفردات السياسية الاحتجاجية (نشجب ونستنكر) هي الأخرى باتت بلا دلالة سوى دلالة الضعف الذي يلبسنا على مستوى الخطاب وعلى مستوى الواقع وعلى مستوى الفكر.
حتى الانقلابات العربية والثورات الطائفية جاءت محتجة ليس إلا، ولكنها لم تأت بمشروعات ثقافية فكرية اجتماعية إصلاحية، ولم تحمل في يدها فكرة يعم خيرها الجميع بقدر ما اختزلت الحياة في حزبها وجماعتها وأعضائها.
إعلامياً ما زلنا نحتج على الرؤوس النووية الإسرائيلية، ونستنكر السياسة الأمريكية المتعاطفة مع اليهود، في الوقت الذي نحتج فيه على بعضنا البعض على مستوى المؤسسات الاجتماعية والتربوية والدينية والسياسية.
* قال تعالى: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}.
|