في مباراة حساسة جداً.. التقى عصر يوم الجمعة الماضية فريقا الهلال واليمامة.. وأخرجا مباراة لن يقال عنها إلا أنها كانت عادلة للفريقين استحقا عليها التعادل السلبي الذي تقاسما بموجبه النقطتين بالإنصاف.. مع العلم أنه كان من الممكن فوز أحد الفريقين لولا سوء التركيز من جانب الهلال.. وجمود هجوم اليمامة وخموله.. وبالأخص خير الله - الذي يجب أن يستريح - وكذا الوثلان.
ومن أسباب حساسية هذه المباراة أنها تأتي بالنسبة للهلال بعد فوز النصر على الشباب وتقدمه بنقطتين.. مما كان يشجع الهلاليين - على الأقل - على إخراج مباراة تؤدي به إلى كسب النقطتين التي تقدم عنه النصر بمثلها.. ولكنه في ذلك فشل فشلا ذريعا تاركا النصر في أمان وسلام.. أما بالنسبة لليمامة فمكمن الحساسية في كونها متأخرة عن الهلال بنقطتين كان من الممكن أن يحصل عليها لو لم ينصرف لاعبوها إلى التحرش والازعاج وبالأخص مع - سلطان المناحي - وهو دور يلعبه معه - كرداش - في مباريات الهلال والنصر. والمؤسف حقاً كان في انصراف معظم لاعبي اليمامة إلى هذا النوع من التعامل..
مما أضاع عليهم كل الفرص الممكنة وهم وأن نجحوا في شل حركة - سلطان - إلا أنهم لم يوفقوا للغرض الرئيسي من هذه المهمة.. وهنا الخطأ القاتل الذي وقع فيه لاعبوها إلى جانب - خير الله - الذي أكل جميع فرصهم.
بدأت المباراة بهجمة يمامية جميلة قادها مبارك الناصر والوثلان وما أن وصلت الكرة خير الله حتى أكلها بعناد وزملاؤه جياع أمامه يتفرجون عليه.
أما الهلال فقد نزل في هذه المباراة كما نزل أمام النصر وكان صيداً سهلاً دفاعه لارتكابه وهجومه غير فاعل، ومما زاد في إبطال فاعلية استقرار السلمان في مركزه وتعوده عليه وعودة اليحيى إلى دفاع اليمامة. والغريب العجيب في هذه المباراة أن اليمامة كان متفوقة لعباً وأقل تهديفاً على المرمى من الهلال إذ صد طارق التميمي - الذي كان يقظاً - أضعاف ما صد بن نصير وذلك بسبب سلبية المهاجمين الذين أضاعوا على مبارك كل الجهد الذي بذله.
وإذا خرجنا عن مجال الحساسيات على اعتبار أن فرص الكسب قد ضاعت على الفريقين، فلنعد إلى شيء مهم جداً وهو الهبوط المفاجئ في مستوى الهلال نتيجة لهبوط تتابع في مستوى الأفراد، وكنموذج لنأخذ شمروخ مثلا هذا اللاعب كان في العام الماضي يمثل 50% من طاقة الهلال.. ثم اصبح في هذا الموسم لا يوازي جهده جهد لاعب عادي مستجد على قائمة الفريق..
واسمحوا لي في هذا الحيز مناقشته على اعتبار أن المباراة لا تحتاج إلى تناول بأكثر مما تناولنا خاصة وأن الصحف اليومية قد تولت عرضها بما فيه الكفاية.. ولذلك أسباب منها هو أنه ضائع بين مستواه الحقيقي وبين تقليده ل(علي أبو جريشة) في تحركاته الباردة.. وليس في ألعابه الساخنة.. وهناك نقاط يجب توضيحها لشمروخ حتى لا يستمر في هذا التخبط ويتمادى فيه.
أولا: إن علي أبو جريشة دقيق في تحركاته.. ولديه ميزة تتناسب وهذا التحرك.. لا نجدها في شمروخ.. ولا في ألعابه..
ثانيا: إن علي أبو جريشة ليس في كل المباريات بنفس اللعب.. وبالذات الذي لعبه هنا.. وأخذ عنه منها.. فهو يعطي جهداً وتحركاً في المباريات الودية.. ويعطي جهداً وتحركاً آخر في مباريات الدورات الرسمية.. وهو ما لم يندر لشمروخ مشاهدته.. لأنه.. وبالمستوى الذي ظهر به هنا لا يستحق لقب أحسن لاعب في إفريقيا.
ثالثا: إن علي أبو جريشة في فريق الإسماعيلي يمثل دوراً لم يوكل به بعد لشمروخ ضمن مجموعة الهلال.
رابعاً: هناك جو من اللعب في الإسماعيلي يحيط بعلي أبو جريشة والتفاف حوله من اللاعبين لم يتوفر بعد لشمروخ في الهلال وبين لاعبيه.
خامساً: يتم تحرك أبو جريشة.. ويتم كذلك لعبه.. وفق الدور الذي تمليه عليه خطة اللعب عموماً.
ونحن في الواقع لا نمانع في التحرك.. ونفس الطريقة في أخذ لاعب عن لاعب آخر عملاق وفنان موهوب.. وإنما الشيء الذي نمانع فيه هو أن يأتي التقليد على حساب المباريات الرسمية بعيداً عن التمارين مكانه الحقيقي ومصدر التأكد من النجاح فيه.
فاروق بن زيمة |