في مثل هذا اليوم 10 مايو من عام 1998م، صوت اعضاء ال (سين فين)، الجناح السياسي للجيش الجمهوري الأيرلندي، لصالح اتفاقية السلام المسماة (الجمعة الحزينة) التي اعترفت بالحدود الشمالية والجنوبية لايرلندا.
وكانت هذه الاتفاقية تحولاً واضحاً في النظام الجمهوري الحديث، لأنه حتى ذلك الوقت كان اعضاء سين فين لا يزالون يرون ان المشاركة في هيئة ايرلندية شمالية هو قبول ضمني للتجزئة.
وقعت الاتفاقية في المؤتمر السنوي للحزب، والذي شهده 30 سجيناً من الجيش الايرلندي الجمهوري تم منحهم تصريحاً خاصاً من أجل التصويت. وقد رحبت الحكومتان البريطانية والايرلندية بالتصديق الرسمي على اتفاقية السلام التي وقعت في ستورمونت في شهر أبريل لإنشاء المجلس الايرلندي الشمالي ومؤسسات جديدة عبر الحدود.
واعرب رئيس الوزراء الايرلندي بيرتي أهيرن عن أمله في حصول الاتفاقية على تأييد كاسح في الاستفتاء الذي كان من المقرر إجراؤه في وقت لاحق من الشهر نفسه.
بينما اثنت الحكومة البريطانية على جيري آدمز زعيم حزب (سين فين)، مشيرة إلى أن هذا القرار يؤكد أنه ادرك اخيراً ان العنف لا طائل منه.
كما أبدت مو مولان وزيرة الخارجية الايرلندية سعادتها بالحدث ووصفت الافراج عن باتريك ويلسون قائد الجيش الايرلندي الجمهوري في سجن (مايز بريزون) ضمن الـ30 سجيناً الجمهوريين الذين تم الإفراج عنهم لكسب تأييد الاتفاقية بأنه (قرار استثنائي).
وصوت سين فين كذلك لتعديل دستوره للسماح لأعضائه بالانضمام إلى المجلس الايرلندي الشمالي على أمل فرض تأثير سياسة الحزب والسعي نحو توحيد ايرلندا.
في 22 مايو عام 1998، أبدى 71% من ناخبي ايرلندا الشمالية و94% من الجمهوريين تأييدهم لاتفاقية (الجمعة الحزينة). ولكن خلال الثلاث اعوام الأولى للاتفاقية، اتهم الوحدويون الجمهوريون بالفشل في تطبيق روح المعاهدة فيما يتعلق بنزع السلاح، بينما اتهم سين فين الحكومة البريطانية بالفشل في التجرد من صفتها العسكرية بالسرعة الكافية.
وأدت الخلافات بين الطرفين إلى حل المجلس الايرلندي الشمالي مرتين في خلال 18 شهراً كانت الأولى في فبراير - مايو 2000 والثانية في أغسطس 2001.
|