لا يمكن لأي برنامج توعوي او مشروع إصلاحي ان ينجح أو أن يكون قادراً على ترسيخ مفاهيمه وتوسيع دائرة قبوله وانتشاره بمعزل عن الشريحة الأكثر عدداً والأسهل تأثراً والاسرع فعلاً وتفاعلاً، وأعني بذلك فئة الشباب وما تمثله هذه المرحلة السنية من أهمية بالغة وقوة هائلة في تشكيل الواقع الحقيقي للمجتمع ونوعية أفكاره واهتماماته، وبالتالي مستوى مخرجاته سلبية كانت أو إيجابية.
حالياً وفي ظل الحملة الوطنية لمكافحة الإرهاب واجتثاث جذوره والإلمام بأسبابه ومسبباته وتعرية أهدافه وممارساته والتنويه عن مخاطره وانعكاساته، سيكون للقطاعات ذات العلاقة المباشرة بالشباب وفي مقدمتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب دور حيوي في احتواء الأزمة وتفعيل الحملة بطريقة أكثر وصولاً وتواصلاً واقناعاً من الجهات والمؤسسات الأخرى البعيدة في مسؤولياتها وطريقة تفكيرها عن هموم واحتياجات ومدارك الشباب.
كلنا نتذكر كيف استطاعت الرئاسة العامة لرعاية الشباب عبر الاتحادات والأندية واللجان والمراكز الشبابية والثقافية والأدبية التابعة لها قبل سنوات أن تدعم وتساهم بقوة في بث التوعية ونجاح الحملة الوطنية لمكافحة المخدرات، وكيف اختصرت بمناشطها وشعبيتها الكثير من الجهد والوقت والانفاق لدرء أخطار هذه الآفة المهلكة.. لذلك هي اليوم مؤهلة وقادرة على القيام بذات الدور في مكافحة الارهاب والتصدي له متى ما توفرت لها الإمكانات والموارد التي تساعدها على تنفيذ برامجها الشبابية ومشاريعها الرياضية التنموية الكفيلة باستثمار طاقات وأوقات فراغ الشباب بما يضمن لهم وللوطن عدم الوقوع بكارثة الأفكار المدمرة والممارسات الهدامة..!
أهلاً بالأهلي
فوز الأهلي على النصر وتأهله للمربع الذهبي، لم يكن حدثاً كروياً غريباً ومستغرباً لمن يدرك بعقله ويرى بعينه حجم العمل ومستوى التحرك الأهلاوي وفق خطط جادة وصادقة ومنضبطة جعلت الفريق الأخضر يتجاوز عثراته ويرتقي بادائه ونتائجه، ويستعيد ثقته وهيبته ومكانته حتى أصبح اليوم - بلا مجاملة وبحسب الحقائق والأرقام - الفريق المتميز في جماله وامتاعه وابداعه، والمحتفى ببلوغه المربع الذي يتزين به ويتشرف بانضمامه ويستمد قوته واثارته من وجوده وليس العكس..
النقلة الأهلاوية السريعة في الفترة الأخيرة كانت بمثابة الانصاف والتثمين لبذل وخبرة وحنكة الأمير الحكيم خالد بن عبدالله، وهي كذلك رسالة واضحة وصريحة ومعبرة لاولئك الذين يعالجون العلل بالوهم والاخفاق بالخداع والانهيار بالمكابرة، الأهلاويون اجادوا وتحمسوا لتشخيص واقعهم ثم بادروا لتصحيح أخطائهم فلم يدم الأمر طويلاً وانتقل الأهلي بزمن قياسي الى فريق آخر اكتسح الجميع محلياً وعربياً، وصل المباراة النهائية لكأس سمو ولي العهد وتصدر مجموعته العربية وتقدم بثبات وقفز بابهار ليكون ضمن مربع الأقوياء.. مما يدل على ان ما صنعه وتحقق له لم يأت من فراغ او بضربة حظ بقدر ما هو تتويج عملي لتحركاته النابهة وشاهد اثباتاً لمعنى وقيمة حسن إدارته وسلامة تصرفاته.
سر النصر!
في المقابل، وعلى النقيض من الأهلي.. نجد ان خروج النصر عبارة عن حدث متوقع ومفروغ منه، ومن يرى غير ذلك فهو مخطئ في حساباته ومتفائل أكثر من اللازم في أحلامه وخيالاته.. أو أنه يجهل ويتجاهل في فهمه لحقيقة ما كان عليه الفريق الأصفر وما سوف تسفر عنه اوضاعه المتردية كفريق لم يعد مؤهلاً للمنافسة على البطولات، ومن الظلم مطالبته بأن يتفوق على نفسه ويتخطى المعدل الطبيعي لقدراته..!
ما يتردد هذه الأيام بعد مغادرة النصر هو تكرار مشابه تماماً في أسلوبه ومضامينه وقياساته لما سمعناها نهاية الموسم الماضي والمواسم السابقة وهنا يكمن الخلل في توجيه اللوم فقط للإدارة في الوقت غير المناسب وبعد ان اصبح كل شيء في خبر كان.. عن النصر هناك صمت مطبق وترحيب بالغ واحياناً دفاع مستميت وتستر مكشوف حينما يكون للكلمة الصادقة دورها وواجبها في توضيح الأخطاء وتعديل المسارات لحظة وقوعها وقبل تفاقمها وزيادة تعقيداتها، ومعظم الوجوه الإعلامية النصراوية لم تفشل في تقديم ما هو مطلوب منها فحسب وانما ظلت تقاتل من أجل تحسين صورة الإدارة وتبرير اخطائها والتفرغ للدفاع عنها ومحاربة من ينتقدها ويخالف رأيها بأساليب فاضحة ومهينة لها تترفع عنها وتخجل منها ولا تقوم بها رابطة المشجعين في المدرجات..!!
يا جماهير النصر.. قبل ان تحملوا الإدارة مسؤولية ما جرى ويجري، حاسبوا أولاً الأقلام العابثة والمستخفة والمتورطة بعدم احترام عقولكم ومراعاة مشاعركم، هي الشريكة الدائمة في تنامي المعاناة وتكرار الاخفاقات، والعاجزة عن مزاولة الصدق، والخائفة من قول الحق، هي ببساطة وبكل أمانة أقلام تكتب بلغة مقلوبة ولأهداف مكشوفة وبأفكار غير موثوق بها، لدرجة جعلتكم تتخيلون وتبالغون في تهويل وتصوير نصركم العالمي بطل الأبطال وسيد الألقاب..!!
غرغرة
* قياساً بغياب عدد غير قليل من نجومه، عاد الهلال من بالقاهر فائزاً بالتعادل مع الزمالك، ومتمسكاً بصدارة مجموعته.
* إذا كان هناك قرار يتعلق بتقليص عدد اللاعبين غير السعوديين في الموسم المقبل كما نقرأ ونسمع هذه الأيام، فمن الافضل أن يتم الاعلان عنه أو نفيه حالاً وقبل ان تلتزم الأندية بعقود جديدة مع لاعبيها الحاليين..!
* في زحمة الإطراءات الصحافية لرجال الأهلي علينا ألا ننسى دور الرئيس العقلاني والمتوازن الدكتور أيمن فاضل..
* بين النجم عبدالرحمن البيشي وبقية لاعبي النصر الفرق واضح وكبير..!
* نفسيات الحارثي والحقباني بعد الهزيمة لا تبرر اقناعهما عن إجراء كشف المنشطات، ولا تعني عدم اتخاذ العقوبة التي تحفظ للجنة المختصة مصداقيتها وعدالة وقوة قراراتها..!
* ما قيل عن الحكم العمري على الرغم من اخطائه ضد الأهلي، دليل على ان العبارات كانت جاهزة ومتفق عليها قبل المباراة..!!
| 
