* تقرير- سامي اليوسف:
** لم يكن هنالك ثمة مبررٍ كافٍ.. أو مقنع لحكم بحجم خبرة ودولية وحماسة عبد الرحمن العمري.. حتى يقع في أخطاء جسيمة أثناء إدارته للمباراة المهمة والمصيرية بين فريقيّ الأهلي والنصر (2 - 1) على حجز المقعد الرابع في مربع الأقوياء الذهبي.. تمثَّلت في إغفال ثلاثة ركلات جزاء واضحة تماماً للنادي الأهلي.. وقراريّ طرد للاعبيّن على العبدلي ونشأت أكرم..!.
فالجزائيات الثلاث كانت واضحة.. والحكم كان متابعاً وقريباً.. والمخالفات التي تستوجب الطرد كانت تشكل (ألف.. باء) تحكيم.. بمعنى أن ما سبق قراءته وشرحه في كتاب القانون ومواده.. رأيناها في الملعب بعينها.. فلماذا غاب القرار الجريء.. والسليم.. والذي لم يستوجب صدوره إلى اختراع أو ترجمان؟!وما ذنب الأهلي وأنصاره لو خرج متعادلاً أو خاسراً ولم يحتسب الحكم للاعبين ثلاث جزائيات لا غبار عليها..؟!.
***
ففي الدقيقة (12) من الشوط الأول يقفز اللاعب النصراوي نشأت أكرم كعادته على ظهر لاعب الوسط الأهلاوي تيسير الجاسم ويرتكب معه مخالفة اللعب العنيف من الخلف.. والحكم يأمر بمواصلة اللعب دونما قرار.. رغم أن اللعبة تستوجب الطرد أو على الأقل الإنذار بالبطاقة الصفراء..!.في الدقيقة (17) يتعرض لاعب الوسط النصراوي فيصل سيف إلى عرقلة من لاعب الوسط الأهلاوي صاحب العبد الله على خط منطقة الجزاء في حالة تستوجب ركلة حرة مباشرة لأنها أحد الأخطاء العشرة.. كان يمكن فيها إنذار اللاعب الأهلاوي بالبطاقة الصفراء.. والحكم أيضاً يأمر بمواصلة اللعب دونما قرار وسط استغراب الجميع.. وكأنه غير معني بمادة الأخطاء وسوء السلوك وهي المادة رقم (12) من مواد القانون..!.
إصرار على الخطأ
** يعاود الحكم الدولي العمري إصراره على الخطأ وسوء التقدير مجدداً عند الدقيقة (27) من الشوط الأول حينما تعرض المهاجم الأهلاوي كيم إلى عرقلة واضحة من المدافع النصراوي أحمد العجمي داخل الصندوق النصراوي تستوجب ركلة جزاء وبطاقة صفراء للمدافع ومع ذلك أذهلنا الحكم بحالة لا مبالاة جديدة.. رغم أن الحالة واضحة والقرار المطلوب واضح وضوح الأضواء الكاشفة لاستاد الأمير عبد الله الفيصل في سماء جدة..!
ولعل معلِّق المباراة أحسن صنعاً عندما علّق على موقف الحكم المتفرج بقوله: (وحدة.. بوحدة).. يقصد أن الحكم أغفل اتخاذ القرار المطلوب كحالة تعويض للنصراويين لأنه أغفل احتساب الركلة الحرة المباشرة الصريحة على خط منطقة الجزاء الأهلاوية.
وطالما أن الحكم الدولي العمري لم يتخذ القرار المناسب والمطلوب تحكيمياً في الحالات الثلاث الآنفة الذكر.. فقد كان حرياً به أن يتعامل بالمثل مع حالة (مسك الخصم) التي قام بها المدافع النصراوي محسن الحارثي مع المهاجم الأهلاوي روجيريو داخل منطقة الجزاء النصراوية عند الدقيقة (37) من الشوط الأول عندما كانت الكرة في اللعب بحوزة المهاجم الأهلاوي كيم قبل خروجها إلى الكورنر والتي احتج عليها كثيراً روجيريو وهو يتجه صوب المساعد الدولي الأول علي الطريفي..
وكنّا قد شاهدنا حالات مماثلة في مونديال كوريا واليابان قد احتسب فيها الحكام ركلات جزاء بسبب (مسك الخصم) والكرة في اللعب أثناء ركلات الزاوية والركلات الحرة المباشرة وغير المباشرة.. حتى إن الحكم الدولي عبد الرحمن الزيد دعا عموم الحكام في برنامج (صافرة) إلى ضرورة تحذيرهم للاعبين المدافعين بعدم مسك المهاجمين أثناء تنفيذ الفاولات والركنيات..!فمن ناحية قانونية تستوجب مثل هذه الحالات احتساب ركلات جزاء طالما أن الكرة في الملعب حتى لو لم تكن في حوزة اللاعب المهاجم الذي تعرض للشد أو المسك من المدافع داخل منطقة الجزاء..
إنذار وطرد
* على مدار الشوطين.. ارتكب مدافع الأهلي وظهيره الأيمن علي العبدلي عدة أخطاء كان يستحق بسببها نيل بطاقتين صفراوين مما يعني وجوب طرده من ملعب المباراة.. لكن نجد من الواجب الإشادة بإنذار الحكم العمري للحارس النصراوي محمد خوجلي العائد بعد طول غياب للملاعب قبل نهاية الشوط الأول لتعطيله اللعب أو تأخيره استئناف اللعب..
وكذلك الحال بالنسبة لإنذاره للمدافع النصراوي عماد النحاس في الشوط الثاني
.. إلاّ أن الحكم عاد لاتخاذ قرارات لا ينبغي لحكم خبرة أن يتخذها أو يطلق صافرته عليها.. كما وقع في الدقيقة (35) من الشوط الثاني عندما أنذر بالبطاقة الصفراء اللاعب ماجد الدوسري في وسط الملعب بالقرب من دائرة المنتصف لتحايله على الحكم بتمثيل السقوط.. فكان من الأجدى أن يأمر الحكم بمواصلة اللعب دونما تعطيل.. أو إعطاء المخطئ فرصة للاستفادة من خطئه..كما أن الحكم عاد ليغفل ركلة الجزاء الثالثة للأهلي في اللعبة المشتركة بين طلال المشعل والكابتن النصراوي عبد العزيز الجنوبي.. وهي التي لا يتردد حكم دولي في احتسابها ركلة جزاء.
توتر
* الحكم الدولي عبد الرحمن العمري ظهر أثناء إدارته للمباراة متوتراً نوعاً ما.. بدليل عدم تركيزه في التقدير للأخطاء والذي انعكس على وقوعه في أخطاء فادحة بسبب عدم احتسابه ثلاث ركلات جزاء للأهلي، اثنتان منها كانتا واضحتيّن للعيان وضوح الشمس.. وعدم اتخاذه قرار حازم.. وجريء في أخطاء كانت تستوجب قراراً تحكيمياً واضحاً.. أضف إلى ذلك أن الصافرة وقعت منه قبيل إطلاقه صافرة نهاية الشوط الأول بثوانٍ مما يعكس حالته النفسية والعصبية المتوترة والتي كانت مشحونة.. وتأكد لنا عدم مقدرته من جهة.. واللجنة من جهة أخرى على تهيئته التهيئة اللازمة والمطلوبة لإدارة مثل هذا اللقاء الحاسم والمصيري.. بدليل وجود ثلاثة مراقبين في ملعب المباراة دفعة واحدة شاهدهم الحكم في غرفة الحكام وعلم بوجودهم وهم: عمر الشقير رئيس لجنة الحكام، محمد الشريف وإبراهيم جمعة الرفاعي.. ويكفي أن يوجد هؤلاء أمام ناظريّ الحكم كي يتعرض للشحن النفسي والتوتر العصبي وهذا خطأ لا يغتفر من لجنة الحكام.. فلقد كان من الواجب على الثنائي الشريف وجمعة عدم إشعار الحكم ومساعديه بوجودهما في الملعب إلاّ عقب المباراة لكن العكس وقع فكان أن توتر الحكم لتسقط صافرته تارة وتصطدم به الكرة تارة أخرى لتداخله في اللعب.. ويغيب قراره المطلوب في حالات ولعبات واضحة لا تتطلب اختراعاً تحكيمياً..!
ولطالما تحدثنا في (الجزيرة) عن جانب وأهمية التهيئة النفسية لحكام المباريات النهائية والمصيرية الحاسمة.. لكن لا حياة لمن تنادي.. فالأخطاء تتكرر دونما استفادة من دروس الماضي..
|