Monday 10th May,200411547العددالأثنين 21 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بوابة القراءة المفيدة بوابة القراءة المفيدة

كتب عدد من الإخوة عن القراءة، ونشرت الجزيرة عن مشروع (القراءة للجميع) وهنا أحببت أن أقف هذه الوقفات السريعة عبر عزيزتي الجزيرة، لنبدأ من أقرب شيء إلينا الآن، وهي صفحة عزيزتي باعتبارها نواة لحب القراءة، فهل تتم قراءتها بشكل عام، وهل كل من يطلع عليها يقرأها بسرعة ومن هو الذي تعلم أن يقرأها بسرعة، وبقدر أكبر من الفائدة والخلفية عمن يكتب فيها، والخلفية السريعة عن المواضيع التي تناولتها في أسبوع؟ أسئلة كثيرة ويتبع الموضوع كطرح علمي آخر في غير موضوعنا، هذا إن بوابة القراءة هي أن يكون الكتاب صديقك العزيز، ومن المعلوم أن الكتاب اليوم لم يعد وحده هو مصدر المعلومة، وليس هو فقط محل القراءة، فهناك المجلات المتخصصة، وهناك الكتب الجديدة والقديمة، وما في عالم الحاسب الآلي والصحف اليومية والأسبوعية والشهرية، وما شابه، يردد البعض (خير جليس في الزمان كتاب) ونقول في هذا العصر (خير جليس في الزمان ما تقرؤه) القراءة للجميع هل تتحقق أم لا؟ أظن أننا بحاجة إلى شعار آخر وهو (اقرأ) وبحاجة إلى توصيف كامل لكيف تقرأ، والسؤال لمن ينظم برنامج القراءة للجميع هل واكب هذا البرنامج دورات في القراءة السريعة والقراءة المهنية الدقيقة، لا نريد الطرق التقليدية في الطرح بل نريد التجديد في الطرح بعيدا عن أسلوب الوعظ، أساسيات القراءة السريعة هي بوابة القراءة للجميع والقراءة السريعة ثمة خطوات مهمة للقراءة السريعة والمفيدة منها مثلا كيف تستخدم هذا أو ذاك الكتاب، وضرورة فحص فهرس المحتويات وقراءة المقدمة وتصفح الكتاب بسرعة وبتفحص، وفي النهاية وضع جدول للقراءة السريعة، والبوابة الكبرى للقراءة السريعة والمفيدة هو حب الكتاب وحب مصدر المعلومة، وهذا ما يفقده الطالب، نعم نسبة كبيرة من طلابنا لا يحب القراءة ولا يساعد الوقت الذي يمنح له في قاعات الفصول إلى تنمية حب القراءة، وهنا يمكن أن يبدأ برنامج القراءة للجميع، نعم طريقة التدريس والوسائل والأدوات لا تتوفر في كل مدرسة من أجل (القراءة للجميع) ونحن بحاجة إلى إعادة النظر في هذه الحال سريعاً، وعبر مشاريع قوية وشاملة، إذا أردنا أن نطبق مشروع القراءة للجميع فلنبدأ بالبوابة الرئيسة وهي (حب القراءة) ولكن كيف سينمو لدى الطالب والمتعلم حب القراءة، وهو يجلس على كرسيه الخشبي في الفصل خمس ساعات وربع، وهو لم يقرأ لمدة ساعة متواصلة أو حتى لمدة ساعتين متقطعة فقط يستمع ويرى ويكتب، وهنا أقول: إن كلامي هذا بحاجة إلى دراسة كم يقرأ الطالب من كلمة داخل الفصل؟!، لتسمح لنا وزارة التربية والتعليم في عودة المعلمين أن نبدأ خطة كيف يقرأ الطالب في الفصل، وكيف يتعلم داخل الفصل، يذكر لي أحد المشرفين بأن المعلمين في أمريكا لا يتحدثون كثيرا، والمعلمون عندنا ربما راجع بعضهم الطبيب كل شهر بسبب مشاكل في الأوتار الصوتية، ويقول إن لدى كل مدرسة عددا هائلا من الطابعات، ولدى كل معلم ملزمة (مذكرة) يضعها أمام الطالب كل درس ليقوم الطالب بالبحث والإجابة، ومن ينتهي قبل زملائه فما عليه إلا أن يفتح آخر المذكرة ويتناول الورق الأبيض بالرسم والكتابة، وفي النهاية ينظر المعلم فيما كتب الطالب أو رسم ويحلله وينظر فيما يفكر الطالب وربما استدعى الأب بسببها، ويذكر أنه استدعي بسبب رسومات رسمها أولاده، نحن في المدارس ربما نعاقب الطالب لأنه رسم في وقت يظنه فراغاً كأول دقيقتين دخل فيهما المعلم على طلابه في الفصل، المهم أن الطالب عندهم يقرأ ويقرأ ويكتب، وليس يكتب ويكتب ولا يقرأ، ولا نود أن نقول: إن برنامج القراءة للجميع أخذ حجماً أكبر من الدعاية ولكنه لم يأخذ حجمه من التنفيذ، ولو أن المدارس رفعت شعار (اقرأ) وشعار (بوابة القراءة حبها) لمدة أكبر لأثمرت الجهود بشكل مختلف، نحن التربويين حالياً لسنا بحاجة إلى شعار القراءة للجميع بل بحاجة إلى برامج عملية للقراءة داخل الفصول، ولو سألنا وزارة التربية والتعليم كم هي المدارس التي لا توجد بها مكتبات؟ هل ستجيب عن السؤال بسرعة أم ستلجأ إلى (تعميم) إن فقدان المعلوماتية عن المدارس والطلاب والمعلمين أحد أسباب التقصير فمتى تعلن مثل هذه الأرقام لعلها أن تساعد في حث الموسرين في دعم مكتبات المدارس ودعم مطابع التصوير، ومما نحتاجه على الأقل إلغاء دفتر الواجب واستبداله بكتاب نشاط مفصل لكل مادة بشرط أن يكون من إعداد من هم بالميدان وليس من إعداد من هم على كراسي (الأكاديمية) لأن أهل مكة أدرى بشعابها، وأذكر هنا أنني قدمت نماذج لنشاط مادة الفقه والتوحيد على وكالة التطوير التربوي ولم يرد علي أحد، ولم يشكرني أحد على ما طلبت، وأنا متأكد بأن ما عرضته سيساعد الطالب على القراءة المتفحصة.. ولم يسأل زملائي ما هي ملاحظاتكم على كل موضوع، وعلى كل نشاط موجود في كل كتاب في وقت محدد وقياسي وعبر استطلاع مقنن ومحدد الوقت وبشكل دوري.. ولم يجتمع المعلمون في عودتهم لتقصي هذه الحقائق مع بعضهم ومن ثم تقديمها للوزراة في وقت محدد أيضا، كتاب النشاط الذي تحضر له وزارة التربية والتعليم بحاجة إلى أن يكون بديلا لدفتر الواجب، وأن يستثمر لصالح الوزارة بحيث تبيع كتاب النشاط للطالب بسعر الدفتر، حتى لو تعدد لأن الطلاب تعودوا على تعدد دفتر الواجب والفصل لكل مادة، إن كتاب النشاط يمكن أن يكون بديلا لما يسمى مذكرة النشاط أو ورق النشاط والتي تكلف الكثير عند طباعتها وهو جانب من جوانب التعليم التعاوني، والتعليم التعاوني بحاجة إلى آلات تصوير كبيرة وكثيرة وليست آلة واحدة مرة تخرب (معمل تصوير في كل مدرسة) وهذا محال لذا يبدأ من عند كتاب النشاط، أوقل هذا لأن كتاب النشاط المقنن هو بوابة جميلة لجعل الطالب يقرأ ويقرأ ثم يجيب ويكتب، مما أتمناه كولي أمر طالب أن يأتي ابني، وهو لا يحمل معه كلمة اسمها (واجب) والسؤال الأكبر ما هو الواجب الذي تلقاه في المدرسة هل هو واجب (السماع والتلقين) في الختام أقول إذا كان الطالب يصل إلى الصف الثالث الثانوي، وهو لا يعرف فك حروف الكلمة فكيف سننجح مع برنامج القراءة للجميع، عالجوا هذه المشكلة أولاً مع الطلبة والمعلمين، نعم إنها بوابة القراءة الكبرى.

شاكر بن صالح السليم
معلم في عوف بن الحارث المتوسطة بالرياض


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved