الأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
لقد قرأت ما كتبه الأخ عبدالعزيز الدباسي في عدد الجزيرة 11511 وتاريخ 14-2-1425هـ حول قرار معالي وزير الصحة بتمديد فترة الزيارة للمرضى من الساعة الثانية حتى الساعة التاسعة ليلا والسماح كذلك لجميع الأعمار بالدخول لزيارة المريض بمن فيهم الأطفال ، حيث يرى الأخ الكريم الدباسي أن فترة الزيارة طويلة جدا كما أنها متواصلة مع أن المريض في هذه الفترة يكون في حالة استرخاء بل وينتظر الزيارة بفارغ الصبر ليجد من يواسيه ويبعد عنه الوساوس ، بل إنك لو وضعت استفتاء من المرضى أنفسهم حول الفترة لأجمعوا أنها مناسبة جدا وتلبي رغباتهم .. كما أن الأخ عبدالعزيز غير مقتنع بالسماح للأطفال بالدخول لزيارة المريض بحجة أنهم لا يقدرون وضع المستشفيات وضرورة الهدوء ، بالإضافة إلى أنهم يتميزون بكثرة الحركة والصراخ .
وهنا أود أن أطرح على الدباسي سؤالا: ما هو شعورك عندما تذهب إلى المستشفى لزيارة صديق أو قريب عندما تدخل عليه في الغرفة التي يرقد فيها وتجد بين ذراعيه طفلته الصغيرة يداعبها ويقبلها وهي تلعب بين ذراعيه اللتين أنهكهما المرض والأب وابنته تعلو محياهما البهجة والسرور فماذا ستكون ردة فعلك عندها ؟ أقول للأخ العزيز الدباسي لماذا تثبط من فعالية هذا القرار وحكمت على عدم جدواه مع أنه لا يزال في مهده ولم يحن الوقت للحكم بنجاحه أو فشله فهو الآن في أيامه الأولى ويحتاج إلى فترة ليست بالقصيرة حتى تصدر الحكم ، فلماذا أصدرت حكمك بهذه السرعة ؟ مع أنه لم يئن الأوان لمثل ذلك ألا تعلم أن هذا القرار أسعد الكثير واستبشر الناس خيرا خاصة المرضى منهم كيف لا وهذا القرار سيجمعهم بفلذات أكبادهم وحتى لا يفتقد الأطفال إلى الحنان عندما يبقى الأب أو الأم فترة طويلة في المستشفى فكلنا يعلم أن المريض بحاجة إلى من يسليه ويؤنس وحشته أما كان الأجدى بك قبل أن تنطق بالحكم أن توجه اقتراحاتك إلى شؤون المرضى في جميع المستشفيات لمتابعة دخول وخروج الأطفال بحيث يكون الأطفال محط أنظارهم وحتى يتحقق المطلوب الذي من أجله صدر هذا القرار.
أنا لا أكتب دفاعا عن هذا القرار لكن الحق يجب أن يقال بأنه لم يأت الوقت للحكم على نجاحه من عدمه ولعل السرعة في إصدار الحكم سببها الروتين المتبع في نظام الزيارة سابقا والمعمول به منذ عدة سنوات وكأن هذا القرار الذي سنته وزارة الصحة أحدث خللا في نظام الحياة اليومي وغير نمط الحياة لدينا لذا كان رد الفعل سريعا من البعض .. لذا يجد علينا أن لا نحكم بجدوى هذا القرار من عدمه حتى نرى ذلك خلال فترة التجربة المرسومة له فما صدر هذا القرار من معالي وزير الصحة إلا بعد دراسة مستفيضة.
خالد بن صالح اللميلم
معلم - ثانوية محافظة عيون الجواء /ص.ب: 33 |