Monday 10th May,200411547العددالأثنين 21 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الضرب في المدارس لم يعد مجدياً!! الضرب في المدارس لم يعد مجدياً!!

أصاب الرسام المرزوق قلب الحقيقة في كاراكاتيره المنشور في عدد الجزيرة يوم السبت بتاريخ 12-2-1425هـ، حيث أشار في ما رسمه إلى موضوع مهم لطالما تجاهله البعض منا، الا وهو موضوع الضرب في المدارس ومخالفة القانون الذي ينص على منع الضرب في المدارس. حقيقة أنا اعلم أن هذا الموضوع فيه نوع من الحساسية لأن هناك من يرى أن الضرب لا بد منه في كل الأحوال وهذا خطأ جسيم، وأيضا هناك من يرى - وهم كثير - أن الضرب في هذا الوقت عملية غير تربوية لما لها من أضرار كبيرة سواء النفسية أو البدنية لأننا في وقت نحتاج فيه إلى الفهم لماذا اخطأ هذا الطالب وهل حاله فعلاً يحتاج إلى الضرب أنا أجزم أن تسعين في المئة من أخطاء الطلاب أو مخالفتهم لا تحتاج أبداً إلى الضرب إنما يحتاج الطالب إلى نصيحة وإن لم تجد النصيحة فيوجد هناك درجات المواظبة والسلوك البديل الناجح للضرب العقيم والسبب أن الخصم من درجات المواظبة يبقي الطالب في حسرة طوال أيام الدراسة من تلك الدرجة التي خصمت عليه لكن الضرب عقاب وقتي ويؤجج عداوة الطالب للمدرسة ويجعل الطالب ينتظر انتهاء الدراسة للانتقام سواء بالتخريب أو الاعتداء. وها نحن نسمع ونرى كل يوم حالات شنيعة يتم فيها الاعتداء على بعض المعلمين كل ذلك بسبب الضرب وما ترتب عليه من كراهية الطالب للمعلم ولا بديل ناجح إلى العقاب النظامي أو الحوار الذي يحصل من خلاله الوصول إلى لماذا أخطأ الطالب وأعتقد أن المرشد الطلابي الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يتوصل إلى أسباب وقوع الطالب في بعض الأخطاء والمخالفات.
والضرب رغم أنه ممنوع إلا أننا نراه وبأساليب غريبة جداً وبكل شيء ممكن أن يسبب ألماً للطالب وهذا مهما كان لن يؤدب الطالب كما يقولون لأنه أسلوب لا يصلح أبداً أن يكون وسيلة ناجحة للعقاب ولا أدل على ذلك سوى منعه في المدارس من قبل وزارة التربية والتعليم. والاقتراح المطلوب من الوزارة أن يكون هناك مشرفون يشرفون على ذلك حتى لا يحصل هناك مخالفة للنظام لأن الوزارة تدرك تماماً خطر استفحال هذا الأمر ووجود المشرفين سيجعل عملية الضرب في نطاق ضيق فقط لمن يستحق فعلاً للضرب، أما غير ذلك فالمواظبة والسلوك يكفيان عقاباً للطالب لذلك لا بد من وجود إشراف على تطبيق منع الضرب والسبب في طلب الإشراف على تطبيق المنع أننا نرى مخالفات لا يمكن أبداً السكوت عليها فيها ظلم لبعض الطلاب ومساواتهم بالطلاب السيئين.. ولنأخذ مثلاً التأخر الصباحي وقد تناولناه في موضوع سابق ولكن هنا للمثال فقط وليس حقيقة وهو عندما يأتي مثلاً خمسة طلاب متأخرين ثلاثة من هؤلاء الطلاب دائمو التأخر وأخلاقهم سيئة واثنان لم يعهد عنهما التأخر ومجدان ومؤدبان ويقوم المسؤول عن التأخر بضرب الخمسة الطلاب بالعصا ضرباً متساوياً في العدد والقوة أليس هذا ظلماً ومساواة غير عادلة؟؟ ما ذنب هذين الطالبين اللذين لم يعهد عنهما التأخر بمساواتهم بهؤلاء الثلاثة، اذاً هذه إحدى سلبيات الضرب الكثيرة والتي دائماً وخصوصاً في الوقت الحاضر تخلو من الإيجابيات وقد ذكرت ذلك للمثال فقط لا غير لأبين مدى قوة تلك السلبية.
ويكون الضرب أكثر تأثيراً في المرحلة الابتدائية أو المتوسطة لأنه يجعل الطالب كثير الخوف والاضطراب أثناء ذهابه للمدرسة غير ما يترتب على ذلك مستقبلياً من تردد وخوف وغيرها من الآثار السلبية الناتجة عن الضرب لذلك مسك العصا في هذه المرحلة ممنوع وخطأ يرتكبه المعلم داخل المدرسة ويا ليته يرى بعض النماذج التي تردى حالها بسبب الضرب وأصبحت تكره شيئا اسمه مدرسة كل ذلك من أجل ما يسميه البعض تأديباً أو تخويفاً ونحن لا نعلم أنه سيتخرج من هذه المدرسة جيل لا يستطيع اتخاذ القرار ودائم التردد والاضطراب بسبب تلك المخالفة التي لا أظن أن أحداً تضرر منها أنه سيغفر لمن تسبب بها عليه.. لذلك هل انعدم التفكير لدينا في ابتكار وسيلة تربوية يمكن أن نعاقب الطالب فيها إذا لم تملأ درجات السلوك والمواظبة أعين بعضنا، بل هل هناك وسيلة أنجح من درجات المواظبة والسلوك لا أظن ذلك وإلا لماذا وضعت كعقاب، فالنظام النظام أيها المربون الأفاضل لما في ذلك من مصلحة الطالب والمعلم.

فهد بن سعد بن زهيان العتيبي
ثانوية الملك فهد بالخرج


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved