Monday 10th May,200411547العددالأثنين 21 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

كيف نكتب للطفل ؟ كيف نكتب للطفل ؟
منصور إبراهيم الدخيل / مكتب التربية العربي لدول الخليج

في وقتنا الحاضر بدأت الكتابة للأطفال تنحسر وقل الكتَّاب المتميزون الذين يكتبون للطفل بالشكل المطلوب وقد يكون من أسباب ذلك الوسائل التقنية وما وفرته من ألعاب وبرامج تعليمية بالإضافة إلى استخدام بعض أساليب الكتابة التي لا تتفق مع بيئة الطفل وتكوينها العقلي والمعرفي وإهمال الجوانب الحسية التي طغت عليها الجوانب المعنوية التي تتخطى تفكير الطفل وتخيلاته وهنا أتساءل عن الذين يملكون قدرة الكتابة لماذا هذا التقوقس والتقوقع في حق الأطفال الذين هم أمل هذه الأمة باعتبارهم يمثلون لبنة صالحة إذا أحسن التعامل معها وهذا لا يتم إلا من خلال منظومة متكاملة تخاطب بيئة الطفل وقدراته العقلية والحسية والمعنوية فنظرة إلى الكثير من الكتَّاب السابقين الذين كتبوا في قصص الأطفال تباينت الأسلوبية في كتاباتهم بحكم الفلسفة التي يؤمنون بها والتي - في معظمها - لم تحترم خصوصية الطفل فجعلته يعيش تحت تأثير القراءة الخرافية والمغامرات مما جعل تفكير بعض الأطفال جامداً غير قابل للنمو وتطور فكره ليعانق مستقبلاً فكر الكبار فعملية تعويد الطفل على الامساك بالكتاب والقصة بصرف النظر عن مضمون ما تغرسه فيه من قيم ونبل ولى زمانها لأننا في عصر يتطلب منا إيجاد أرضية مناسبة نستطيع من خلالها الارتقاء بعقلية الطفل وتوظيف الكتابة في جوانب إيجابية وعدم إهمال الأمور الأخرى التي تشوق الطفل والتي يجب ألا تكون على حساب القراءة المفيدة ولعل ما استجد من وسائل الإيضاح كفيلة بأن تغرس في الطفل التعايش مع اللغة العربية في وقت مبكر لأن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر فلماذا نهمل اللغة العربية بحجة صعوبتها في هذه المرحلة ونحن نملك الوسائل المبسطة لها لو تمعنا في الحكايات والقصص التي تسردها علينا الجدة لوجدنا أنها مازالت عالقة في أذهاننا نتيجة للأسلوب الذي قدمت فيه لنا بالرغم من عدم إجادتها اللغة العربية وهي في ذلك الوقت تمثل قصة للطفل تقرأ من شخص آخر وهي الجدة
وعندما أضرب هذا المثال الذي قد يتبادر إلى ذهن القارئ صعوبة ربطه بتعلم اللغة الجادة فإنني أقصد بذلك أن عقل الطفل قابل للاحتواء إذا استغل حسب خصوصيته فمن هنا أدعو المهتمين بالكتابة للطفل أن يرسموا لنا استراتيجية تمكن الآخرين الذين يرغبون في الكتابة له من السير عليها حتى يستطيعوا التعامل معها وتنعكس على تنمية المعارف عنده في وقت مبكر وبهذه الطريقة سوف يصبح لدينا شعب قارئ متفاعل مع الحياة كلها يستمتع بها وتستمتع به هذا ما نرجوه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved