|
|
|
في وقتنا الحاضر بدأت الكتابة للأطفال تنحسر وقل الكتَّاب المتميزون الذين يكتبون للطفل بالشكل المطلوب وقد يكون من أسباب ذلك الوسائل التقنية وما وفرته من ألعاب وبرامج تعليمية بالإضافة إلى استخدام بعض أساليب الكتابة التي لا تتفق مع بيئة الطفل وتكوينها العقلي والمعرفي وإهمال الجوانب الحسية التي طغت عليها الجوانب المعنوية التي تتخطى تفكير الطفل وتخيلاته وهنا أتساءل عن الذين يملكون قدرة الكتابة لماذا هذا التقوقس والتقوقع في حق الأطفال الذين هم أمل هذه الأمة باعتبارهم يمثلون لبنة صالحة إذا أحسن التعامل معها وهذا لا يتم إلا من خلال منظومة متكاملة تخاطب بيئة الطفل وقدراته العقلية والحسية والمعنوية فنظرة إلى الكثير من الكتَّاب السابقين الذين كتبوا في قصص الأطفال تباينت الأسلوبية في كتاباتهم بحكم الفلسفة التي يؤمنون بها والتي - في معظمها - لم تحترم خصوصية الطفل فجعلته يعيش تحت تأثير القراءة الخرافية والمغامرات مما جعل تفكير بعض الأطفال جامداً غير قابل للنمو وتطور فكره ليعانق مستقبلاً فكر الكبار فعملية تعويد الطفل على الامساك بالكتاب والقصة بصرف النظر عن مضمون ما تغرسه فيه من قيم ونبل ولى زمانها لأننا في عصر يتطلب منا إيجاد أرضية مناسبة نستطيع من خلالها الارتقاء بعقلية الطفل وتوظيف الكتابة في جوانب إيجابية وعدم إهمال الأمور الأخرى التي تشوق الطفل والتي يجب ألا تكون على حساب القراءة المفيدة ولعل ما استجد من وسائل الإيضاح كفيلة بأن تغرس في الطفل التعايش مع اللغة العربية في وقت مبكر لأن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر فلماذا نهمل اللغة العربية بحجة صعوبتها في هذه المرحلة ونحن نملك الوسائل المبسطة لها لو تمعنا في الحكايات والقصص التي تسردها علينا الجدة لوجدنا أنها مازالت عالقة في أذهاننا نتيجة للأسلوب الذي قدمت فيه لنا بالرغم من عدم إجادتها اللغة العربية وهي في ذلك الوقت تمثل قصة للطفل تقرأ من شخص آخر وهي الجدة |
![]()
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |