Monday 10th May,200411547العددالأثنين 21 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الرنتيسي.. في قافلة الخالدين الرنتيسي.. في قافلة الخالدين
د. وليد قصاب



لم تشبعي بعدُ أمواتاً وتأبينا
ولا سيوفاً وجزاراً وسكينا
ولا شبعتِ من الأوغاد مذبحةً
لم يرقبوا فيكمُ دُنيا ولا دِينا
ما عاد أرخصَ من أرواحنا ثمناً
غلا الجميعُ وما نحن بغالينا
فكم نعوشٍ على الأكتاف قد حُمِلتْ
ورائحين بها ليلاً وغادينا
حتى متى وسيوفُ البغي ماضيةٌ
وبيتُنا هدفٌ والكلُّ يرمينا؟
هذي دمانا بحيراتٍ قد اندفقتْ
وما سللتِ على الجاني مواضينا
قبورنا حُفِرتْ في كل زاويةٍ
لكنها ما شَجَتْ أبداً بواكينا
مازال شارونُ عربيداً أخا صلفٍ
فقد رآنا قطيعاً غاب راعينا
وقد رآنا كما الأخشاب مُسنَدَةً
ما عاد شيء يُلَظِّي نخوةً فينا
وبوشُ سعرانُ لا يشفيه من كَلَبٍ
أشلاؤُنا كالحصا غطَّت صحارينا
أماتَ قومي ولم أعلمْ بموتِهمُ
من هؤلاء إذن حولي ملايينا؟
منْ هؤلاء يسدُّ الأفق جمعُهمُ
أهمْ غثاءُ سيولٍ في روابينا؟
سيوفُهمْ صدِئَتْ من طول نومتِها
ما عاد سيفٌ لنا منها ليحمينا
ما بالُ ثَدْيٍ غذانا دائماً شرفا
ما عاد إلا حليبَ الذلِ يغذونا؟
ما بال أمتنا نامتْ على وجعٍ
ما عاد فيهم لردّ الظلم ساعونا؟
أَمَيِّتُونَ هُمُ لا الجرحُ يؤلمهم
لا الذبحُ يوقظهم من جبنهم حينا؟
شعري! ويا بؤس ما صاغتْ قصائدنا
يمضي هباءً وما في القوم واعونا



أشلاء أحمدَ * مازالتْ مبعثرةً
فوق التراب، وما جفَّتْ مآقينا
حتى فُجِعْنا برنتيسيْ، فيا عجباً
حتى متى كأسُ شارونٍ ستسقينا؟
عبدَالعزيز هنيئاً لم تخنْ وطناً
ما كنت إلا جبيناً شامخاً فينا
ما كنت إلا الفتى في عصر ذِلتنا
وحادي المجد لمّا غاب حادينا
أنتم نجومٌ لنا في ليل غربتِنا
ما عاد نجمٌ لنا في الليل يَهدينا
اهنأ إلى جانب الياسين إنكمُ
أهلُ الخلود، وأهلُ الجبنِ فانونا

*الشيخ أحمد ياسين الذي اغتالته إسرائيل قبل الرنتيسي بأسبوعين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved