لم تشبعي بعدُ أمواتاً وتأبينا
ولا سيوفاً وجزاراً وسكينا
ولا شبعتِ من الأوغاد مذبحةً
لم يرقبوا فيكمُ دُنيا ولا دِينا
ما عاد أرخصَ من أرواحنا ثمناً
غلا الجميعُ وما نحن بغالينا
فكم نعوشٍ على الأكتاف قد حُمِلتْ
ورائحين بها ليلاً وغادينا
حتى متى وسيوفُ البغي ماضيةٌ
وبيتُنا هدفٌ والكلُّ يرمينا؟
هذي دمانا بحيراتٍ قد اندفقتْ
وما سللتِ على الجاني مواضينا
قبورنا حُفِرتْ في كل زاويةٍ
لكنها ما شَجَتْ أبداً بواكينا
مازال شارونُ عربيداً أخا صلفٍ
فقد رآنا قطيعاً غاب راعينا
وقد رآنا كما الأخشاب مُسنَدَةً
ما عاد شيء يُلَظِّي نخوةً فينا
وبوشُ سعرانُ لا يشفيه من كَلَبٍ
أشلاؤُنا كالحصا غطَّت صحارينا
أماتَ قومي ولم أعلمْ بموتِهمُ
من هؤلاء إذن حولي ملايينا؟
منْ هؤلاء يسدُّ الأفق جمعُهمُ
أهمْ غثاءُ سيولٍ في روابينا؟
سيوفُهمْ صدِئَتْ من طول نومتِها
ما عاد سيفٌ لنا منها ليحمينا
ما بالُ ثَدْيٍ غذانا دائماً شرفا
ما عاد إلا حليبَ الذلِ يغذونا؟
ما بال أمتنا نامتْ على وجعٍ
ما عاد فيهم لردّ الظلم ساعونا؟
أَمَيِّتُونَ هُمُ لا الجرحُ يؤلمهم
لا الذبحُ يوقظهم من جبنهم حينا؟
شعري! ويا بؤس ما صاغتْ قصائدنا
يمضي هباءً وما في القوم واعونا