ماذا أقولُ وهل تفي الأشعارُ
ماذا أقولُ وفي الضلوعِ أوارُ
مئة من الأعوام عشتُ سعيدةً
وعلى ضفافي تَنْبُتُ الأشجارُ
مئةٌ من الأعوام ظلي وارفٌ
وعليه من حلل الجمال دِثارُ
البحرُ يرقصُ للحضارة موجُه
والأرضُ ثغرٌ باسمٌ ونضارُ
وعلى يميني فتية عشقوا الوفا
وعلى شمالي رائدٌ مغوارُ
أبحرت في دنيا الحضارة مثلما
عشق الصعابَ مغامرٌ بحَّارُ
ورأيت في عَلَمي الموحد قوةً
هيهات يثني عزمَها التيارُ
هذي المساجد للصلاة مُقامة
وعلى المآذن تسطع الأنوار
هذي صروح الجامعات عريقة
هي للحضارة والعلوم شعار
وأرى المشافي والمدارس شُرَّعاً
يروي الحشاشةَ غيثُها المِدرارُ
أَنَّى اتجهتَ رأيتَ فيَّ جداولاً
طرقاً وفيها تُعشقُ الأسفار
ومن البحار المالحات مناهل
في موجها تتدفق الأنهار
أنا قِبلة الإسلام شع بريقها
من أرض مكة للهدى أسرار
أنا للتضامن كم رفعت شعاره
يسعى إليه الشهم والأخيار
كم دمعة كفكفتها من بائس
وزرعتُ أرضاً مسها الإعصار
ونصبتُ في كنف السياسة رايتي
ورسالتي في الخافقين منار
أَنَّى اتجهت فللمشاعر ثورة
تشدو بها الآمال والأخبار
لي في خضم المجد ألف مواقف
يزهو بها الإيمان والإيثار
لكنني وأنا الجزيرة حرة
أسُد الشرى حولي هم الأسوار
لاحت على أفق السماء غمامةٌ
بالجبنِ تمطر والهوى الغدار
جَهِلَتْ شَرِيْعَتَنَا وإنَّ شِعارَها
القتلُ والتخريبُ والإضرارُ
أَمِن الشجاعة أنْ تقاتلَ نائماً؟!
هذي الرزايا في البلادِ كِبارُ
أَتجاهدون مُوحداً مُتعبداً؟!
هذا الصنيعُ هو الأسى والعارُ
ما ذنبُ طفلٍ آمنٍ في سِرْبِه
والشيخ والأملاك والأزهار
ورجالُ أمنٍ ساهرونَ لأجلِكم
لا يرهبونَ.. جهادُهم إعصارُ
إنَّا جميعاً في الدفاع عساكر
وعريننا لا تحتويه الفار
للمسلمين على التضامن وحدة
فيها الوفا والحب والإيثار
وسطية الإسلام واضحة السنا
إن التطرف منهج منهار
الأمر بالمعروف من أهدافه
وبحكمة قد سَنَّها المختارُ
والمارقون تمزقتْ أحلامُهم
إنا لمحو خطاهُمُ أنصارُ
مهلاً رعاةَ المفسدين توقفوا
فغداً تُقلمُ منكم الأظفارُ
إنَّا نقول إذا العقول تحجرتْ
عمي الفؤادُ وزاغت الأبصارُ
يا أرضنا الكبرى فدتكِ نفوسُنا
الأرضُ أرضي والسما والدارُ
مِنْ أجلِها بعنا النفوسَ رخيصةً
ولأجلِها كم يرخصُ الدينارُ
آمالُ مكةَ تلتقي ورياضُنا
وغداً يُحقِقُ نصَرنا الجبارُ
اللهُ يَنصرُ دينَنَا ورجالَنا
إنَّ الشراذمَ بيننا أَصفارُ