Monday 10th May,200411547العددالأثنين 21 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تحية لهدى المنصور تحية لهدى المنصور
فوزية بنت ناصر النعيم /عنيزة

أجزم بأن هذه السيدة الشامخة ليست بحاجة لشهادة مني.. ولا من غيري حتى نعرّف المجتمع على عملها الدؤوب والرائع في مجال التوعية بأهمية الفحص الطبي قبل الزواج ومكافحة أمراض الدم الوراثية التي تسببت في إعاقة أجيال ماضية ونخشى أن تحدد جزءاً من المستقبل الى حين تغير نظرة المسؤولين أصحاب القرار الذي كان حصاده ولله الحمد هو نفس الهدف الذي سعت له هدى المنصور ضمن منظومة جندت نفسها للوصول الى قرار مجلس الوزراء وهو الزامية الفحص الطبي قبل الزواج.. بذلت هدى المنصور لأجل هذا القرار 24 سنة من عمرها تنحت في العقول المتحجرة حتى أصبح هناك شاهد عيان لكل ما كانت تحذر منه وهو ارتفاع نسبة مرضى الثلاسيما والانيميا المنجلية.. وعندما وقعت الفأس بالرأس أصبح لابد من النظر في هذه الرسالة.. وكما قلت في ندوة سابقة بهذا الخصوص أن بعض القرارات تأتي متأخرة ولكنها تأتي.. ورب ضارة نافعة.. صحيح أننا لم نكن نرغب في مزيدٍ من التجارب على بني البشر حتى نملك الدوافع في إصدار القرار او تغييره ولكن لعلها تكون فاتحة خير لجيل قادم نتمنى أن يكون صحيح البدن.. صحيح العقل.. صحيح العطاء.. لقد تحدثت الأميرة نورة بنت محمد (حرم أمير منطقة القصيم) خلال برنامج التوعية الذي أقامته الشؤون الصحية بمنطقة القصيم وخصت بالذات الجهود التي بذلتها هدى المنصور وأفادت سموها بأن الإنسان لابد أن يكون لديه هدف سامٍ حتى يقف شامخاً مثل هدى المنصور وأنا أقول حتى جهودك (يا نورة) لم تكن تخفى على العيان فنحن جميعاً مدركون أنك كنتِ خلف الكواليس وكنتِ تملكين مفاتيح أصحاب القرار وكان لكِ ميدان مليء بالصولات والجولات.. أقلها انك وصلت لأهل العلم واستندت إلى تعاليم شرعية منبثقة من ديننا الحنيف تقول إن أي إجراء مبدؤه دفع الضرر عن المسلم لابد من اتخاذه.. نعم كنا نراك خلف الكواليس وندرك تماماً أنك داعمٌ عظيم لهدى المنصور وكل من تبنى هذه القضية.. ولكن يبقى حاجة في نفس يعقوب.. وهي ماذا دفعت هدى المنصور ثمناً لهذا العراك وهذا العطاء.. ماذا كان نصيبها من نجاح رسالتها.. سوى أن تبقى مكتوفة الأيدي مسلوبة الصلاحيات قابعة في مختبرات الدم التي تشهد لها كل نقطة فيها بعمر طويل من العطاء.. لا بأس مشكلة كثير من الناس يخلصون في أعمالهم ويشكرون بطريقة يراها المسؤول مناسبة.. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ستظل قضية هدى المنصور معلقة في سقف الشؤون الصحية بالدمام وماذا لو طرقت هدى باب الوزير.. هذا الرجل في مجموعة إنسان؟!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved