هكذا يخرج إلينا قادة الشعوب العربية دائما ، وبعد انعقاد أي قمة عربية اعتيادية كانت أم طارئة يخرجون إلينا ببيان ختامي فيه زبدة لقاء وجلسات استمرت عدة أيام وساعات يكون صدر هذا البيان (السلام هو الخيار الاستراتيجي للعرب). وكما يقال الشيء بالشيء يذكر وبضدها تتميز الاشياء فإن هنا البيان الختامي دائما ما يورد إلى خاطري مقولة شارل ديجول: (من لا يملك خيار الحرب لا يملك خيار السلام) فكيف لنا أن نقرر السلام ونحن لا نملك خيارا معاكسا فهذا ليس خيار ولكنه اضطرار.
لا يليق بهذه الدول الضعيفة في كل مجالات التقدم العسكرية منها والاجتماعية والصناعية والتجارية والاقتصادية وحتى العلمية لا يليق بقادتها ان يقرروا الحرب حيال عدو يتفوق في كل هذه المجالات تفوقاً غير عادي. وصل إلى القمة في كل منها. قبل ان نقرر الحرب يجب أن نستعد لها ونعمل لها. كما يقول العزيز الحكيم: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ}.
اذا كان لنا حق تقرير المصير كشعوب فإننا سنكون قادرين على اتخاذ قرار من شأنه تعديل أوضاعنا الداخلية أولاً ثم التحرير لكل أراضينا المحتلة. لذا يجب ان يكون هدفنا الحالي أو القريب هو تعديل داخلياتنا واصلاح ما أفسده الدهر داخلنا حتى نصل الى المكانة التي عليها من نريد أن نحاربهم ووقتها نملك خيار الحرب أو السلام فهذا أو ذاك ما يخدم مصالحنا ويجمع شتاتنا ويوحد كلمتنا..
|