إلى من رقد تحت الثرى ونحن فوقه، إلى من شملنا بحبه وعطفه طول حياتنا، إلى من مد لنا يد العون والنصيحة في أمور الدين والدنيا، إلى من نصحنا بالصلاة وحفظ القرآن، إلى من دلنا على الخير وربى أولاده بمساعدة أمِّنا العزيزة أبقاها الله لنا ومتعها بالصحة والعافية، إلى الإنسان الفاضل المحبوب والدنا العزيز (محمد بن ابراهيم الحميدي) رحمه الله وجمعنا به في جنة الفردوس مع والدتنا وجميع المسلمين إنه سميع مجيب الدعوات.
إن القلم يعجز ان يعبر عما يجول بخاطري ولكني أكتب جزءاً من مليون ما تستحقه يا من يذكرك الصغير والكبير، القريب والبعيد.
إنني لن أنساك مدى الحياة وسأظل أذكرك حتى الممات لن أنسى كلامك أو تألمك واستمرارك ومواظبتك على طاعة الله وأنت في أشد المرض.
أرجو من الله ان يحشرنا معك يوم القيامة وان تكون مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا انني أتمنى أنك رأيت اخوتي وهم يبكون عليك، صغيرهم وكبيرهم لتعرف مقدار حبهم لك، وكذلك والدتي التي تدعو لك وأرجو من الله ان يكون ذلك في ميزان حسناتها، وأرجو من الله أن يكون يومك الذي توفيت فيه من أفضل الأيام التي عشتها وأن يكون قبرك مد بصرك.
والدي -رحمك الله - دعاء من كل قلب أدخلت عليه البسمة صغيرا أو كبيرا، فالصغار يذكرونك بمزاحك معهم وتلطفك لهم، والكبار يحبونك لكلامك وافعالك التي تنبع من قلب طاهر مليء بالحب والايمان، أبي إن الدموع تمنعني من مواصلة الكتابة وقلبي يتقطع من ذكراك ولكن مايزيل ويسكن همومنا وعزاءنا الوحيد هو أنك لم تذهب إلا إلى الله وحده لاشريك له فله ما أعطى وله ما أخذ وهو على كل شيء قدير، فطوبى لمن أنت عنهم راض فأنت ذهبت عن الدار الفانية إلى الدار الباقية ونحن إن شاء الله بكم لاحقون.
أرجو ان يختم ربي بالصالحات أعمالنا وان يرحمنا وان لايميتنا إلا وهو راض عنا بعزته وجلاله عظم سلطانه...
| 
