إن الاهتمام بنوعية التعليم ناحية حيوية لمواكبة التطورات المعاصرة والتقنية الحديثة ومتطلبات العصر الحديث فالهدف الأساسي للتربية هو خلق المواطن الصالح المنتج وإنماء مواهبه وتوجيهها نحو غايات نبيلة ومقاصد كريمة وتحقيق الطموحات وتزويد الطالب بالقيم والتعاليم الإسلامية والمثل العليا وإكسابه المعارف والمهارات المختلفة وتنمية الاتجاهات السلوكية البناءة وتعزيز النشاط الذاتي للطالب ومساعدته في النمو المتكامل لجوانب شخصيته وهي أهداف ليست سهلة ولقد حرصت التربية الحديثة على أهمية تكوين الفرد وتنمية مواهبه واستعداداته من خلال ما يقدم إليه من خبرات ومعارف والتركيز على نوعية التعليم لأهميته وإفساح المجال أمام المواهب واكتساب المعارف على وجه يهدف إلى الصالح العام وتقوية قدرات الفرد على حسن التفكير والابتكار وتنمية ذلك وتوفير المجالات المناسبة للإبداع والعطاء وتكوين الصفات الشخصية الطيبة والاتجاهات النفسية القويمة وغرس الثقة في نفسه وتنمية قدراته وابتكاراته ومعارفه فكل طفل تكمن فيه قدرات وإمكانات واعدة بها ينطلق وتتسع آفاقه ويتبلور مستقبله.
وإن من أهداف التربية في العصر الحديث التركيز على تحقيق النمو المتكامل الشامل للفرد روحياً وجسمياً وعقليا واجتماعياً ويجب أن يكون للمعلم دوره البارز في تنمية ميول واهتمامات التلاميذ وكل ما يحفزهم على التعليم مع الاخلاص في العمل والجد والاجتهاد فذلك من أولى الواجبات، كما أن المناهج التعليمية لها رسالة جليلة في غرس الكثير من القيم والمثل والإبداع وتحتاج إلى كثير من التطور والتحديث بصفة دائمة فهي التي تضع البذور الصحيحة للوعي والتعليم، والمعلم يكمل هذا الدور ويعمل على تطويره وتنميته وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.. كما ينبغي الحرص على القدوة الحسنة ولنركز عليها في البيت والمدرسة والمجتمع.. يجب أن يكون الآباء قدوة لأبنائهم والمدرسة وأساتذتها يجب أن يكونوا القدوة في مجال التربية والتعليم كما إن لوسائل الإعلام دورها الكبير في التركيز على تلك المعاني والفضائل لتعود وتنعكس على المجتمع كله.
ولقد قيل:
والبيت لا يبتنى إلا له عمد
ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
فإن تجمع أوتاد وأعمدة
وساكن بلغوا الأمر الذي كادوا
والأمل كبير في همة ونشاط أخي معالي الدكتور محمد الأحمد الرشيد وزير المعارف وما له من دور وخبرة في ميادين التربية والتعليم بأن يقود مسيرة التربية والتعليم بقوة واقتدار وتطوير مستمر لمناهج التعليم والمعلمين وغير ذلك من أسس التعليم الحيوية وفي مختلف جوانبه وصوره ومعطياته، حقق الله الآمال، نسأل الله العون والتوفيق وهو الهادي إلى أقوم الطريق.
|