تغنّيتُ في ماضيك (عالي) الشمائل
وغرَّدتُ فوق الأيك شأن البلابل.!!
وقاسمتُ أطياف (الربيع) شميمها
على نغمات (الطير) همس الجداول.!!
كاني من (وهم) الشباب وحلمه
أطير على متن الرياح الحوامل.!!
يهوَّم في الآفاق رهن مداره
أسير (جوى) بين الرُبا والجنادل.!
ليهوي (صريع) الصب جاش حنينه
مهيض جناح من شراك الحبائل.!!
فما أنا من ليلى ولا قيس باكيا
ولكنني أبكي عظيم الفضائل.!!
ينادي وقد أدمى القلوب نداؤه
ويلهث ركضا صوب قفر المجاهل.!!
يئن (كناي) قطعت زفراته
بشجو من الحرمان ليس بزائل.!!
(بعيد) (قريب) دونه الحتف ضاربا
كومض سراب في الهجير المغازل.!!
إلى أين يا أمس الزمان ويومه
بلا أمل نمضي على غير طائل.!!
فلا أمل يهدي إلينا بريقه
ولا نخوة ترجى كنخوة عاقل.!!
فما لك يا قلب الشجيَّ موكل
برسم عفا بين الحمى والمنازل.!؟
أشاقك من ماضيك نوح حمامه
على عتب ناحت لفقد الزواجل.!؟
وأشجاك من صوت القطا صوت ناحب
على شرك يبكي لنضب الشمائل.!
ولو كان قلبي خاليا من شجونه
(لعمت) ضحى وأمسيت دون منازل.!!
ولكنه قلب شجي معذب
تراوحه العتبى وكيد العواذل.!!
فيا قلب لا تلهث لطول مسيرة
وقصّر جناح الأفق دون تواصل.!!
أشاقك حبل الوصل قبل انقطاعه
وليلاك في الوادي الأمين ببابل.!؟
وليل توشَّيه النجوم بزيها
تدور به الهالات من كل جائل.!؟
(سهيل) (وأقمار) الزمان تحوطه
عيون نجوم الليل من كل باتل.!!
تشع وميضا كالحياء يزينه
(فنون) (وسحر) للعيون الهوامل.!!
يباهي بها الحسن البديع زمانه
كتاج جمال فوق رأس مماثل.!!
إليك يتوق القلب في خلجاته
(وجيف) غريب الدار من حب آفل.!!
تمزقه الآهات في كل خطوة
وتوحشه الأحلام من كل صائل.!
ويسعده برق يلوح بليلة
ظلامية الأنوا حقوق المخايل.!!
يفوح شذا (القيصوم) غب مطيره
وتحيا بريح (الشيح) عود الذوابل.!!
هواك هوى الروض (الفتيق) دكاءه
يناغي شفاه الحب نفح الأصائل.!!
يعيش خليَّ الهَّم في غفواته
وان أطبقت حوليه دنيا المشاكل.!!
ويحيا شجي الصب في صبواته
سعيد بما يلقاه عصر الزلازل.!
يسير على نهج من الحب دونه
وعور وأشواك بليلٍ غطامل.!!
تطير على جنح الظلام طيوره
فجائية الأوكار من كف خاتل.!!
فآها لقلبٍ لا يقر مكانه
تلقفه الآلام من كف نادل.!!
كذلك نمضي في الحياة طلائعا
ونقضي على نهج من الوهم قاتل.!!
يطاردنا جيش الشكوك وهمه
ونصب (كمين) للعيون الغوافل.!
حنانيك والآمال تملأ ناظري
بفجر من الإشعاع رحب المداخل.!!
تضيء لها الدنيا على طول ليلها
وتحيا بها (الدارات) من جود وابل.!!
يطارح أصناف الزهور شجيرها
فتروي نشيد الأمس بين الخمائل.!!
فلا هي أن تخشى رقيب حياتها
ولا هو موكول بلوم مسائل.!!
خرافية الآمال تروي همومها
طواعية الليلات دون تثاقل.!!
تطيب كما طابت بنفح عبيرها
معبقة لا تنتمي لفصائل.!!
تمنى عليك (الليل) ورد فنونها
وفي غفوة الليلات سحر القواتل.!!
متى يا رؤى الدنيا وشدو طيورها
يغني هزار الروض طلق العوازل.!؟
وتغمر أصداء اللقاء سماءه
بفيض من (الوسميّ) حي الشواعل.!!
أكن قد ملأت العين من حسن ما بها
وفي خطرات الحسن قتل الشواغل.!
