* عمان - عبدالله القاق:
وصف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تفكير الجانب الإسرائيلي اعتقاله ونقله الى إسرائيل بالتصرف الغبي والتفكير المظلم.
وقال: هذه خطة غبية فهم يعرفون أنني افضل الشهادة على الاعتقال.
وفي تعقيبه على ما تقوم به إسرائيل من تدريب لفرق الكوماندوز الإسرائيلي تمهيدا لاعتقال عرفات من داخل مقره في المقاطعة وتقديمه للمحاكمة في إسرائيل قال (أبو عمار) لن يروا ذلك اليوم فالشهادة ما اطلب ولن ادعهم يتمكنوا مني.
واكد عرفات من وسط دمار مقره في رام الله: انه لم يتخذ اي استعدادات لمواجهة احتمالات اقتحام قوات الاحتلال لمقره من أجل اعتقاله وقال (اعقل وتوكل).
وقال نضال (س) احد مرافقي الرئيس عرفات ل(الجزيرة): هذا تصرف الرئيس الطبيعي عندما يعلم بوجود تهديدات إسرائيلية يقف شامخاً ويتجدد نشاطه.
واضاف: نحن نقف هنا مشدودي الأعصاب وهو في الطابق الثاني متوقد يتابع ويجتمع ويتصل بقادة وزعماء العالم دون اكتراث للدوريات الإسرائيلية التي ترمق المبنى شبه المدمر من بعيد وقريب.
فيما قال أحد مقربي الرئيس عرفات بعد إلحاح شديد من قبلنا ليحدثنا عن برنامج الرئيس عرفات اليومي كيف يتعامل مع من حوله في المكتب وماذا يفعل على مدار الـ20 ساعة من العمل اليومي في مكتب مغلق ومحاصر: نحن نتجنب الحديث عن هذه الجوانب في شخصية الرئيس لعدة اسباب ولكن يكفي ان تعلم ان الرئيس ليس بالشخصية العادية بل أصبحت رمزا للقضية الفلسطينية فأبو عمار أكثر من قائد يقود الرجال في المعركة لأنه ببساطة فاق الدور الذي رسمه لنفسه ليتحول إلى رمز لآلام شعبه ورمز لتطلعاته إلى الحرية والاستقلال.
وتابع وهو يحدق في المبنى المدمر حولنا ويراقب نوافذ المقاطعة التي مازالت شامخة: أبو عمار يقود السفينة بصمت وشجاعة.. وحده واصل الكفاح مستخدما كل الأساليب المتاحة.. الكفاح المسلح تارة، والتفاوض تارة أخرى وتخندق وتمترس خلف مواقفه ورفض التنازل عن الثوابت الفلسطينية رغم الضغوطات التي مورست عليه عربياً واقليمياً وأمريكياً وخاصة من قبل الرئيس الأمريكي السابق بيل كلنتون ووزيرة الخارجية السابقة مادلين اولبرايت.
وقال أحد أعضاء اللجنة المركزية القريبين جداً من (أبو عمار) ل(الجزيرة) عن العديد من الحوادث التي استهدفته خلال رحلة النضال: ان (ابو عمار) يحفظ عن ظهر قلب بعض الآيات القرآنية الكريمة أوصاه والده بقراءتها كلما شعر بأن حياته في خطر.
واضاف :ابو عمار حالة نادرة فيها الكثير من التناقضات وتتسم بالكثير من الإيجابيات والسلبيات ولا شك انه قيادي محنك ويعرف كيف يتعامل مع نفسيات وشخصيات لها دور ومكانة في المجتمع الفلسطيني ويزن الأمور بصورة مختلفة عن من حوله وهذا هو سر نجاحه وبسط سلطته واحترامه من قبل الجميع.
وأشار الى ان اعضاء المركزية يختلفون ويتفقون مع (أبو عمار) ولكنهم يشهدون له الموقف الشجاع والصلب الذي وقفه في محادثات (كامب ديفيد 2) ورفضه التخلي أو التنازل عن الثوابت الفلسطينية الخمسة وفي مقدمتها قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك وما يسمى ب(الحوض المقدس) وما هو اسفل وأعلى المسجد.
وعن طريقة عمل الرئيس عرفات في غرفة مغلقة لا يوجد فيها نوافذ وانعكاساتها على حياة الرئيس في هذا المقر المدمر قال: لا شك ان هذه الطريقة جعلت من حياة الرئيس قاسية وصعبة واثرت على اعصابه حيث اصبح عصبياً بعض الشيء ولكن أبو عمار يبقى ذلك الرجل الحنون الدافئ الذي يدير الأمور بأسلوبه الخاص ولمساته المميزة.
فتراه كالطفل الصغير يطعم من حوله بيديه ويصر على تقريب الضيوف ويعشق الاطفال لدرجة انه لا يغفل التذكير في كل مناسبة تقريباً بالشهيد الطفل فارس عودة الذي وقف في وجه الدبابه الإسرائيلية في وسط مدينة رام الله وفي يده حجر واستشهد وهو قابض على ذلك الحجر.
|