صَدَح البشيرُ مهنِّئاً ومُطَمْئناً
شُفِي الأميرُ وطابت الأقْدارُ
فازَّينت هذي المرابعُ والرُّبى
وَبَدَتْ على أرْجائها الأنوارُ
وتمايلَتْ تِلكَ السُّهولُ بحُسنِها
مُزْدانَةً تَزْهو بها الأزهارُ
لِلْبَدْرِ في كَبِدِ السَّماءِ تلألؤٌ
حيّا بِهِ والنَّجمُ والأقمارُ
وَعَلَتْ عَلَى وَجْهِ الجميعِ بَشَاشَةٌ
بَعْدَ الكآبةِ وانتشى السُّمارُ
وَتَوَجَّهتْ كلُّ القُلوبِ بِشكْرِها
للهِ تَحْمِدُ إنّهُ الغفَّارُ
فاللهُ قَدْ وَهَبَ الجزيلَ بفَضْلِهِ
والشّاكرونَ لفَضلِهِ الأبْرارُ
حزْمٌ وَعَزْمٌ في فِعالِ أَميرِنَا
والحِلْمُ طَبْعٌ والكلامُ وقارُ
جَمَعَ المكارِمَ والمَعَالي كلَّها
بَطَلٌ هُمَامٌ باسِلٌ كَرَّارُ
والله سخَّرَهُ لخير عباده
يُؤتِيهُمُ وجزاؤُهُ الإكثارُ
مَلَكَ القُلوبَ بِبسْمَةٍٍ وتَلَطُّفٍ
وبَشَاشَةٍ فكأنَّهُ النُّوارُ
وفؤادُهُ وَسعَ الرعيَّةَ مُشفقاً
والجارَ والقاصي فلا يختارُ
نَبَضاتُه روحٌ لكل مُؤمِّلٍ
المعتفونَ ومَنْ به إقتارُ
قلبٌ به تحلو حياةُ محبِّهِ
فالعيش عذبٌ والعنَا إدبارُ
قلبٌ تشبَّعَ بالحنان وبالتقى
وعلى الأنام حنانُه إظآرُ
قلبٌ له من كل قلبٍ دعوةٌ
بالحفظِ والعُمر المديدِ تُدارُ
يحنو على كل العُناةِ فعطفه
من فضلِ رَبه هاطلٌ مدرارُ
سحّاً وتسكاباً فما من حاجة
عُرِضَتْ عليه أصابها الإعْسارُ
لا يعرفُ الحِقدَ اللئيمَ وطُرْقَهُ
وسبيلُ صفحِهِ ما به أوْتارُ
هَفَتِ الصَّحارى كيْ تعود لصَدرِها
والقَنْصُ والشَّاهينُ والأطْيارُ
وَرِمالُ بَرّ، أزْهَرَتْ أعشابُها
تَرْجو رُؤاكَ كأنَّك الأمْطارُ
سُلطانُ يا فَرْدَ الزَّمانِ ونُورَهُ
أنتَ الفُراتُ وماؤُهُ نمْتارُ
سُلطانُ يا زَيْنَ الرِّجالِ تحيةً
منّي إليْكَ تصوغُها الأشْعارُ
يا رافعاً علمَ المحبَّةِ خافقاً
وجميعُ أمرك عَقْدُهُ الإيثارُ
تسعى إلى خير البلاد وترتقي
نحو العلا وجهودُك الإعمارُ
حُيِّيتَ مِنْ رَجُلٍ وعزَّ نَظيرُهُ
أنْتَ الأميرُ وإخوةٌ أحْرارُ
حَكَموا الجزيرة فاستطالَتْ للعُلا
النَّهْجُ دينٌ والسَّبيلُ فَخَارُ
فاقْبلْ قَصيدي من فؤاد مُحبّكُمْ
عَرَفَ الجَميلَ وما لَهُ إنْكارُ
ما كَانَ قَوْلي بالقيام لِفَضْلِكُمْ
نَبَضَاتُ قَلْبٍ ما لَهُنَّ سِرَارُ