* الرياض - منصور البراك:
أوضح المشرف على الإدارة العامة لبرامج المنح البحثية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم العبد العالي أن المعايير التي يعتمد عليها في المملكة عند صياغة الأولويات البحثية تشمل تحقيق الأمن الوطني (الدفاعي، الغذائي، المائي، الصحي.. الخ) والاقتصادي (تخفيض الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل الوطني، زيادة معدل رفاهية الفرد عن طريق التوسع في توفير الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم.. الخ) والريادة (بحيث تكون المملكة سباقة في بعض المجالات العلمية الحديثة التي تحظى بالاهتمام العالمي مثل مجالات التقنية الحيوية في العلوم الإحيائية والتطور التقني في العلوم الهندسية). وفيما يلي نص الحديث:
******
* ما أبرز المهام أو الأهداف التي تتطلع إدارتكم إلى تحقيقها؟
- تمثل الإدارة العامة لبرامج المنح البحثية الركيزة الأساس في التوجيه والإشراف على البحوث العلمية التطبيقية والوطنية بالمملكة وذلك من خلال ما تقدمه من برامج منح بحثية متعددة الأهداف. ويأتي إنشاء الإدارة بهدف إعداد الخطط والدراسات المتعلقة بالبحوث ودعمها ومتابعة تنفيذها. ولعل من أبرز مهام الإدارة ما يلي:
- تحديد أولويات البحوث العلمية لبرامج المنح البحثية. ودعم الأبحاث العلمية الموجهة لخدمة قضايا التنمية الوطنية الشاملة ومتابعة تنفيذها. ونشر النتائج النهائية للبحوث المدعمة وإفادة المجتمع منها. وكذلك متابعة أعمال اللجان الوطنية والاستشارية ذات العلاقة بطبيعة الأعمال الموكلة للإدارة.
وتتطلع الإدارة دائماً إلى التلمس الدقيق للمعوقات والمشاكل التي تواجه قطاعات التنمية المختلفة، والعمل على إيجاد حلول علمية لها وإيصال النتائج النهائية للأبحاث المدعمة إلى الجهات المستفيدة وإلى أفراد المجتمع بأسلوب سهل ومفهوم. وفي هذا المجال، يمكن التعريف بأبرز إنجازات الإدارة خلال مسيرتها والتي تمتد إلى نحو ربع قرن من الزمن على:
- دعم 1593 بحثاً بميزانية تقدر بنحو 621 مليون ريال. وإصدار نحو 130 إصداراً وتوزيعها على المهتمين من الأفراد أو الجهات. وتوزيع نحو 4800 تقريراً نهائياً على الجهات المستفيدة. وعقد عشرة لقاءات علمية لنشر نتائج الأبحاث المنتهية على أهل الاختصاص.
* ما أهم الحلول لموضوعات استطاعت البحوث المدعومة عن طريق إدارتكم تقديمها للمؤسسات الحكومية؟
دعمت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ممثلة بالإدارة العامة لبرامج المنح البحثية العديد من الأبحاث العلمية الموجهة لخدمة قضايا التنمية بقطاعاته المختلفة. ولعل من أبرز الأبحاث العلمية المدعمة والتي كان لنتائجها الأثر الإيجابي على المجتمع مايلي:
برنامج الكشف عن الموهوبين ورعايتهم الذي يعد النواة الأساس لإنشاء مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين. وأبحاث السلامة المرورية، وتشمل نحو 54 دراسة تتعلق بالتوعية والسلامة والنظم المرورية المحلية. وأبحاث التعليم العام، وتشمل نحو 11 بحثاً ذات العلاقة بتطوير أساليب ومناهج التعليم.
وكذلك الطب الشعبي، ويهدف إلى التقييم العلمي لمحاسن ومساوئ العقاقير الخام في علاج الأمراض في مناطق المملكة المختلفة، إضافة إلى وضع تصور مبدئي للأدوية العشبية برصد النباتات الطبية المستخدمة في المملكة ووضع المعايير القياسية والأمنية والصحية لهذه النباتات وتنظيم كيفية التداول السليم لهذه الأعشاب.
كما تدعم المدينة حالياً عدداً من الأبحاث الوطنية والتي يتوقع أن تحقق نتائج إيجابية منها:
- حمى الوادي المتصدع: ويهدف إلى إجراء دراسات بحثية لمعرفة وبائية المرض وبناء نظام صحي متكامل لمعالجة حمي الوادي المتصدع واستئصاله من جميع مناطق المملكة بمشيئة الله.
الاحتياجات المائية للمحاصيل الزراعية الاقتصادية بالمملكة العربية السعودية ويهدف البحث إلى تقدير الاحتياجات المائية للمحاصيل الاقتصادية بعدد من مناطق المملكة وتحديد التركيبة المحصولية المثلى في مناطق المملكة في ضوء نتائج الاحتياجات المائية.
* كيف تتم خطوات دعم البحث العلمي؟
- يتم دعم البحوث العلمية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وفق أسس واضحة ومحددة، يمكن تلخيصها في الخطوات:
- استطلاع مرئيات الجهات الحكومية وقطاع الإنتاج عن المشكلات التي تواجهها، حيث تعتمد المدينة في إعداد موضوعات الأولويات على مايردها من القطاعات الحكومية والخاصة، وتوصيات اللجان الفنية والندوات والمؤتمرات، وما تتناوله وسائل الإعلام المختلفة من قضايا، إضافة إلى ما يقترحه المتخصصون من مواضيع.
تحديد الأولويات البحثية، حيث تعمل المدينة بشكل دوري على تشكيل ثلاثة مجاميع عمل تخصصية في مجالات العلوم الصحية، والزراعة والبيئة، والهندسة والصناعة وذلك لضمان اختيار الأولويات المبنية على احتياجات القطاعات المختلفة وفي المجالات المهمة والحيوية للمملكة ولضمان تطبيق النتائج والاستفادة منها، تضم هذه المجاميع في عضويتها متخصصين من ذوي الخبرة والدراية من المدينة والجامعات والجهات الحكومية المعنية والقطاع الخاص. واستطلاع مرئيات الجهات الحكومية والجهات الأخرى ذات العلاقة حول المقترحات البحثية. والدراسة الشاملة للمقترحات البحثية، حيث تقوم المدينة بإجراء دراسة دقيقة ومتأنية للمقترحات البحثية تتركز حول عناصر غير مشمولة في الدراسة العلمية.
* من أين تنبع موضوعات البحث؟
- تحرص المدينة على أن يكون للبحوث العلمية التي تدعمها علاقة مباشرة بالمشكلات التي تواجه القطاعات الحكومية والخاصة في تحقيق أهداف خطط التنمية. ومن هنا التزمت المدينة بالتواصل والتنسيق بينها وبين القطاعات التنفيذية الحكومية والخاصة للتعرف على تلك المشاكل كما تقوم المدينة بالاتصال بالوزارات والهيئات الحكومية ومراكز البحوث والقطاع الخاص لاستطلاع مرئياتهم حول الموضوعات الموجهة لخدمة قضايا التنمية الوطنية الشاملة.
* ما التسهيلات التي تقدم للمكلفين بإجراء البحوث العلمية؟
- في ضوء الميزانية المعتمدة للبحث، تلتزم المدينة بتقديم الدعم المالي لتنفيذ البحث حتى نهايته من مكافآت للباحثين ومساعديهم وأجهزة وتجهيزات واستشارات ورحلات ومؤتمرات علمية وغير ذلك مما يضمن تحقيق أهداف البحث وبلوغ غاياته، إضافة إلى ذلك تقدم المدينة تسهيلات للباحثين في الحصول على المعلومات الضرورية لتنفيذ البحث من خلال قاعدة المعلومات المتوفرة لديها.
* هل توجد آلية معينة لدى المدينة في الإشراف على تنفيذ نتائج الأبحاث العلمية؟
تحرص المدينة على توصيل نتائج البحوث للمستفيدين منها كالجهات الحكومية أو القطاع الخاص بشتى الطرق، فتقوم بنشر نتائج البحوث المهمة على هيئة إصدارات توزع على المكتبات والهيئات والوزارات ذات العلاقة بموضوع البحث. وقد تم نشر نحو 130 إصداراً حتى الآن. وفي حالة عدم نشر نتائج البحوث على هيئة إصدار يتم تزويد الجهات المستفيدة بالتقارير النهائية لتلك البحوث حسب طلبها.
* هل توجد ضوابط أو معايير لتحديد أولويات البحث العلمي على مستوى المملكة؟
تنطلق أولويات البحث العلمي في أي مجتمع من واقع الاحتياجات الوطنية لهذا المجتمع، والتي عادة ما تختلف من مجتمع إلى آخر.وبالنسبة للمملكة فهناك معايير يعتمد عليها عند صياغة الأولويات البحثية وتشمل تحقيق الأمن الوطني (الدفاعي، الغذائي، المائي، الصحي.) والاقتصادي (تخفيض الاعتماد على النفط كمصدر رئيس للدخل الوطني، زيادة معدل رفاهية الفرد عن طريق التوسع في توفير الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم.
* هل الإدارة تقدم خدمات البحث العلمي لجميع الجهات الحكومية؟
- يتم إجراء البحوث العلمية المدعومة بالتنسيق والتعاون بين المدينة والجهات ذات العلاقة مثل الوزارات والمؤسسات الحكومية، والجامعات والقطاع الخاص. فالمدينة تقوم بدراسة هذه البحوث المقدمة لها من الجهات المذكورة آنفاً وتقدم الدعم المادي لإنجاز هذه المشاريع البحثية والجهات الحكومية هي التي تبرز الموضوعات التي لها الأولوية في الدراسة وكذلك القطاع الخاص.
* كيف تتم الاستفادة من الأبحاث العلمية المميزة ونشر نتائجها؟
- البحوث ليست غاية في حد ذاتها، إنما هي وسيلة لبلوغ تلك الغاية ولذلك تسعى المدينة ألا يقتصر دورها على دعم البحث العلمي فقط بل إلى تقديم التسهيلات للإفادة من مخرجات هذه البحوث واستثمار نتائجها على المستويين الحكومي والخاص.
* كيف يمكن تجويد خطوات البحث العلمي من قبل إدارتكم وتحسين نتائجه؟
- تعمل المدينة منذ وقت طويل على تحديث الشروط العامة للمنح البحثية لتكون أكثر ملاءمة وواقعية للبحث العلمي، وقد تم التوصل إلى بعض الأفكار التي تعمل على زيادة كفاءة العمل البحثي ويمكن تلخيصها في الاتي :
إيجاد آلية للتحديد الدقيق والشامل للأولويات، وتعمل هذه الآلية على إجراء حصر شامل للمشكلات التي تواجه خطط وبرامج القطاعات المختلفة.
وإنشاء قاعدة معلومات عن البحوث المنتهية والجارية والمستقبلية وجعلها في متناول المختصين.
وتبني المشروعات البحثية ذات الطابع المشترك بين عدد من الجهات وضمان مشاركة الجهات المستفيدة في عملية التنفيذ.
ومن الأفكار عقد لقاءات علمية لتوعية الباحثين الشباب في كيفية إعداد المقترحات وفق متطلبات المدينة.
* تعلمون سعادتكم أهمية وجود قاعدة لاستيعاب البحوث العلمية لتكون مرجعية سهلة للباحثين. مادوركم في هذا المجال؟
- شهد العالم في العقود الأخيرة تطوراً هائلاً في تقانات الحاسب الآلي ووسائل الاتصال والتي بدورها أوجدت قنوات سريعة وسبل ميسرة للحصول على المعلومات سواء للقراء أو المؤسسة أو مركز البحوث. ونظراً لتأثير التدفق المعلوماتي على وضع أولويات البحوث ومسيرة المشروعات البحثية فقد طورت قاعدة للمعلومات الخاصة بالإدارة العامة لبرامج المنح البحثية والتي من مهامها حفظ المقترحات البحثية لكل البرامج البحثية وتوثيق التقارير النهائية للبحوث المدعومة وحفظ وتحديث السير الذاتية للباحثين والمقيمين.
|