خدمة القرآن شرف وعزة ومكانة رفيعة في الدنيا والآخرة، إذا خلصت النية، وصدق القصد، فالقرآن الكريم هو مائدة الله سبحانه وتعالى في أرضه، يغذي القلوب ويملأ النفوس بالإيمان واليقين، ويَرقَى بشعور الإنسان وفكره، ويسمو بخلقه، ويهيئه للمواطنة الصالحة، والإصلاح ونشر الخير، وعمارة الكون.
ونحن - بحمد الله - نسعد كل السعادة بما نعيشه من نعمة العناية بكتاب الله طباعةً، ودراسةً، وحفظاً، ولقاءات قرآنية تضيء العقول، وتفتح آفاق اليقين، والعلم والمعرفة للدارسين.
جمعيات تحفيظ منتشرة في أنحاء البلاد، ومسابقات متعددة تقام هنا وهناك، دولية ومحلية يتنافس فيها المتنافسون صغاراً وكباراً، رجالاً ونساءً في مضمار الحق واليقين ( القرآن الكريم) الذي تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظه ليحفظ به الحق ويحمي به كيانه على مدى الزمن، مهما حاول أهل الباطل نشر باطلهم وفسادهم في الأرض.
وما دامت الأمة الإسلامية في هذا العصر على صلة بالعناية بكتاب الله الكريم، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن جميع المؤامرات التي تحاك ضدها من الصليبية المتعصبة، واليهودية المتطرفة، ومن دعاة الإلحاد والانحراف الخلقي والفكري، ستؤول بإذن الله إلى الخيبة والخسران.
القرآن كلام الله عز وجل، وحبله المتين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، المحفوظ بحفظ الله الذي قال:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، ولن يضيع أو ينهزم منهج تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظه.
هنا نقف وقفة شكر وإعجاب، وإشادة وتقدير لكل من يسهم بجهد مشكور في رعاية كتاب الله سبحانه وتعالى، والعناية به، وتشجيع قارئيه، وحفظته، والمقبلين على تعلمه، ودراسته، وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - وفقه الله - الذي يرعى ويدعم ويشرف على جائزة الأمير سلمان لحفظ القرآن الكريم، هذه الجائزة التي يتنافس في مضمارها المبارك عدد كبير من حفظة القرآن يتلونه حق تلاوته ويتعلمون أحكام قراءته، ويعيشون فصاحته وبلاغته وإعجازه، وحسبك بهذا العمل الجليل مجالاً من أعظم مجالات الخير، وعملاً صالحاً مبروراً مأجوراً يمتد أثره الجميل إلى الآخرة حيث ترتقي درجات القراء المخلصين لربهم، ومقامات رعاة القران والقائمين على مدارسه ومراكزه وجمعياته، والداعمين لمسابقاته الجليلة التي تعد مصادر إضاءة في ليل هذا العصر المعتم.
نحيي هذه الجائزة، وراعيتها تحية تقدير، وندعو له بالأجر الوفير، والإخلاص في النية، كما ندعو لمن يشترك في هذه المسابقة بصلاح نياتهم، وأن ينفعهم بما يحفظون من كتاب الله عز وجل، وأن يجعله شاهداً لهم، لا عليهم، ونوصيهم بمراجعة النفس وتعهد النية، وإبعاد أي شعور بالإعجاب بالنفس، أو إحساس بحب الظهور والمباهاة، فإن ذلك يحبط العمل، ويقلب الموازين.
قارئ القرآن المخلص يرقَى ويرقَى في درجاته عند الله، ومن أعانه ورعاه، ودعمه يرقَى أيضاً برقيه، وهذا فضل عظيم يستحق الشكر والعرفان لمن أنزل على نبيه القرآن.
جائزة سلمان للقرآن مناسبة سنوية رائعة ما أسعدنا بها وبأمثالها.
إشارة
اقرأ لعل الله يوقظ غافلاً
من قومنا، ويُلين قلب عنيدِ |
|