لقد كان لفقد والدنا أعمق الأثر في نفوسنا وليس لنا سوى التحلي بالصبر والاحتساب وقول: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} التماساً للأجر الذي بشَّر الله به الصابرين.. اللهم رضينا بك رباً ورضينا بك مُدبِّراً.. إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع وإنا لفراق والدنا لمحزونون، ولئن آلمنا فقده فلعل من السلوان وفاته مسلماً كما قال الله تعالى: {وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} .. كان رحمه الله مثالاً في المحافظة على الصلوات في أوقاتها ليلاً ونهاراً حضراً وسفراً وكان خير مُربٍّ وموجه لنا ولغيرنا وصولاً لا بين أفراد أسرته وأقاربه فقط بل جميع شرائح المجتمع على اختلاف طبقاتها ومساعداً على كل عمل جليل متعاطفاً مع الكبير والصغير مجداً في أعماله تنفيذياً لايكل ولا يمل.. مواظباً على ما فيه الخير بأمور الدين والدنيا، فالأعمال الخيِّرة الوفيرة التي ينفذها منفرداً أو مشاركاً للآخرين أكبر شاهد على نبل اتجاهه إلى سبل الرشاد والعطف على المحتاجين، إنه -وأيم الحق- يُعد قدوةً حسنةً في كل نهج قويم.. رحمه الله وأعاننا على تتبع خطواته البناءة النبيلة وأفعاله الجليلة التي نرجو من العلي القدير أن يجزل له ثوابها.
ولقد كان رحمه الله شعلةً متقدةً من الجد والنشاط والسبق إلى كل عمل قويم لايكل ولايمل متابعاً إنجاز عمله مهما كان كبيراً أو صغيراً.. يُسجل منهاجه اليومي ثم يُتابع تنفيذه أولاً بأول الأهم فالمهم، فقد كنتُ وأنا أشاهدُ وأسمعُ توجيهاته أعجب من قدراته الذهنية الفائقة وجلده وفطنته وعزيمته.
وأخيراً فإن مما هَوَّنَ علينا مصابنا بفقده ما غمرنا به الكثيرون من التعازي والدعاء له بالمغفرة والرحمة ولنا بالصبر لنيل الأجر، راجين من العلي القدير أن يجزل لهم أجر خطواتهم وأن يتقبل دعواتهم للفقيد وإنه ولي ذلك والقادر عليه.. آمين.
|