* الظهران - حسين بالحارث:
وقعت أمس ارامكو السعودية وشركة سوميتومو كيميكال المحدودة، مذكرة تفاهم شاملة تتضمن البدء في إعداد دراسة جدوى مشتركة، بخصوص مشروع تطوير مجمع ضخم ومتكامل للتكرير والبتروكيماويات في مدينة رابغ على ساحل البحر الأحمر.
وسيكون مشروع مجمع رابغ الصناعي للتكرير والبتروكيماويات المقترح واحدا من أكبر مشاريع التكرير والبتروكيماويات التي يتم إنشاؤها في وقت واحد، حيث سينتج هذا المشروع ما إجماليه 2.2 مليون طن من الأوليفينات إلى جانب كميات كبيرة من البنزين والمنتجات المكررة الأخرى.
وتقدر التكلفة المباشرة للاستثمار في هذا المشروع حاليا بنحو 4.3 بلايين دولار (16.125) مليار ريال غير أن هذه التقديرات قابلة للتغير استنادا إلى دراسة الجدوى المشتركة التي ستجريها ارامكو السعودية وسوميتومو، كما يتوقع أن يتيح هذا المشروع فرصا استثمارية عديدة للقطاع الخاص في مجال المنافع والبنية الأساس ذات الصلة.
ويمثل المشروع بالنسبة للشركتين فرصة للشراكة بين أكبر شركة بترول في العالم، وواحدة من شركات البتروكيماويات العالمية الرائدة لتحقيق معدلات إنتاجية لم يسبق لها مثيل في أي مشروع آخر، فيما يمثل المشروع بالنسبة للمملكة فرصة مهمة لتوسيع قاعدتها الصناعية وأساسا لتطوير صناعاتها التحويلية، كما يعد تجسيدا لاستراتيجية المملكة الرامية إلى جذب الاستثمارات الأجنبية لتوسيع اقتصادها وتوفير المزيد من فرص العمل للمواطنين السعوديين، ويحقق هدفها في توفير الفرص الاستثمارية للقطاع الخاص في مجال الخدمات والصناعات الأخرى ذات الصلة.
وتعمل سوميتومو بصورة أساس في مجال البتروكيماويات وخاصة الاوليفينات المتعددة، وتسعى إلى توفير اللقيم بصورة مستمرة لدعم قدراتها التنافسية على المدى المتوسط والبعيد.
وينسجم هذا المشروع مع استراتيجيتها في هذا الشأن، ويشكل خطوة مهمة إلى الأمام على طريق تعزيز أعمالها البتروكيماوية العالمية، ومع أن سوميتومو تقوم منذ عام 1984م بتشغيل مجمع كبير للبتروكيماويات في سنغافورة، التي تعد أحد مراكز تكرير البترول المهمة، إلا أن هذا المشروع يعد التوجه الأول من جانبها للفوز بموطئ قدم في دولة منتجة للزيت والغاز تستطيع توفير إمدادات اللقيم الأساسية للمشروع، وعليه فإن هذا المشروع يعد إيذانا بمرحلة جديدة في استراتيجية العمل الدولية لسوميتومو.
وتملك أرامكو السعودية، حاليا مصفاة كبيرة في مدينة رابغ وتقوم بتشغيلها، حيث تبلغ طاقتها التقطيرية 400 الف برميل في اليوم، وتتكون من عمليات تكرير أساس، ويعد الموقع الحالي للمصفاة وبنيتها التحتية بمثابة الركيزة الكبرى لتطوير مشروع رابغ المقترح، وكانت ارامكو السعودية قد قامت بدراسة العديد من الخيارات لتطوير المصفاة منذ آلت إليها ملكية هذه المصفاة في عام 1995م، وخلصت هذه الدراسات إلى أن أفضل خيار للاستفادة من مزايا توفر بنية تحتية في الموقع وقابلة للتطوير مع توفر إمدادات طاقة كبيرة من الزيت الخام، هو تحويل هذا الموقع وتطويره إلى مركز ضخم ومتكامل للتكرير والبتروكيماويات.
وقد استطاع الطرفان من خلال مفاوضات ناجحة التوصل إلى مذكرة تفاهم تنص على اتفاق ارامكو السعودية وسوميتومو على الخطوط العريضة للمشروع ومواصفاته، والاتفاق على مجموعة كبيرة من الشروط الفنية والتجارية والقانونية والمالية الرئيسة.
وكخطوة تالية على طريق المشروع، اتفق الطرفان على إجراء دراسة جدوى مشتركة شاملة تتضمن إلى جانب أشياء أخرى، تحديد التكاليف التمويلية والتشغيلية للمشروع المقترح، وسوف يتم التفاوض بشأن الاتفاقيات النهائية للمشروع بالتوازي مع إجراء دراسة الجدوى.
وقد اتفقت ارامكو السعودية وسوميتومو على تأسيس شركة للمشروع المشترك يملكانها مناصفة، وانطلاقا من خبراتها وقدراتها العالمية في إنتاج المواد الهيدروكربونية وأعمال التكرير، وتعاونها الوثيق لعقود طويلة مع صناعة البتروكيماويات في المملكة، ستقوم ارامكو السعودية بإمداد مشروع رابغ بنحو 400 الف برميل في اليوم من الزيت الخام، و 95 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الإيثان، و 10 آلاف إلى 15 ألف برميل في اليوم من البوتان، فيما ستسهم سوميتومو في المشروع بتقنياتها وخبراتها البتروكيماوية الهائلة إلى جانب قاعدتها التسويقية العريضة.
وتشمل الخطط الأولية للمشروع أن يتم بصورة أساس إنشاء معمل تجزئة بالوسيط الكيمياوي المميأ لإنتاج كميات كبيرة من الأوليفينات بالتكامل مع معمل آخر عالمي المستوى يعتمد على الإيثان في إنتاج نحو 1.3 مليون طن سنويا من الإيثيلين و 900 ألف طن سنويا من البروبيلين و 80 ألف برميل يوميا من البنزين، إلى جانب منتجات مكررة أخرى، كما سيتم إنشاء وحدات بتروكيماوية لتحويل إنتاج الاوليفينات بالكامل إلى مشتقات تسويقية، ومن المتوقع أن يبدأ المشروع في أواخر 2008م.
ومن بين ما تم إدراجه في المشروع، مرافق إنتاج مشتقات الاوليفينات، التي تتضمن وحدتين لإنتاج البولي ايثيلين الخطي منخفض الكثافة، تعتمد إحداهما على التقنية التي تمتلكها سوميتومو، وهي وحدة إنتاج البولي إيثيلين سهل المعالجة، وتبلغ الطاقة الإجمالية للوحدتين نحو 750 - 900 ألف طن سنويا.
كما تتضمن وحدتين لإنتاج البولي بروبيلين، بطاقة إجمالية تبلغ 700 ألف طن سنويا لإنتاج مجموعة كاملة من بوليمرات البولي بوبيلين، والبوليمرات التماثلية والمشتركة والثلاثية، كما سيتم إنشاء وحدة لتركيب البولي بروبيلين، تحدد طاقتها أثناء دراسة الجدوى المشتركة.
وسيضم المجمع كذلك وحدة لاكسيد البروبيلين، باستخدام تقنية الاكسدة المتوفرة لدى سوميتومو أو وحدات أخرى لمشتقات البروبيلين، تحدد طاقاتها أثناء دراسة الجدوى المشتركة.
كما يقترح إنشاء وحدات أخرى لتحويل الايثيلين، مثل وحدة فليكول الايثيلين الاحادي، واوليفينات الفا لاستهلاك الايثيلين المتبقي، وسوف يتم البت في إنشاء هذه الوحدات وتحديد أحجامها من خلال دراسة الجدوى المشتركة.
وستعهد الشركتان بأعمال خدمات إدارة المشروع إلى مقاول متخصص، إلى جانب توفير المستشارين الآخرين اللازمين للإسراع بأعمال التنفيذ في أقرب وقت ممكن.
وفي مؤتمر صحفي عقده عبد الله صالح بن جمعة رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين عقب توقيع مذكرة تفاهم بين أرامكو السعودية وشركة سوميتو اليابانية لدراسة جدوى تطوير مجمع عملاق للتكرير والبتروكيماويات في رابغ ، أكد بن جمعة أن الحادث الإرهابي الذي وقع مؤخراً في منشآت أرامكو في ينبع يظل حادثاً فردياً لن يؤثر على سمعة الأمن في المملكة ولا على نظام أمن المنشآت في أرامكو، وعلق بن جمعة بأن توقيع العقد مع شركة سوميتو يؤكد عدم تأثره الشركة بهذا الحادث.
وحول استثمار أرامكو في مجال البتروكيماويات كشف بن جمعة بأن شركته قامت مؤخراً بتكوين إدارة للمشاريع الجديدة من ضمن أهدافها البحث في فرص الاستثمار في البتروكيماويات.
ورداً على بعض الأسئلة المتعلقة بأسعار النفط قال ابن جمعة : انه لا يحب الحديث عن أسعار النفط بحكم أن شركة أرامكو شركة منتجة فقط ، ولكنه أرجع أسباب ارتفاع الأسعار بأنها تعود إلى وجود طلبات متزايدة على النفط وأن التوقعات والتنبؤات تلعب دوراً رئيساً في رفع الأسعار.
| 
