Monday 10th May,200411547العددالأثنين 21 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
ماذا يحدث في سجن غوانتانامو بعد معرفة ما حصل في أبوغريب..؟
جاسر عبدالعزيز الجاسر

فضيحة سجن أبوغريب التي هزت أركان الإدارة الأمريكية، وأجبرت الرئيس جورج بوش على إعلان أسفه إلى مستوى الاقتراب من الاعتذار، ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد على الاعتذار علناً وإعلانه تحمل المسؤولية والوقوف تحت القسم أمام لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الأمريكي حيث استجوب استجواباً عسيراً قد يؤدي به إلى الطرد إن لم يستقل من تلقاء نفسه، بعد أن يجد أن من مصلحة التيار الذي يمثله (المحافظون الجدد) الابتعاد عن الأضواء حتى ينجح الرئيس بوش الذي يعمل التيار ويتوسع نفوذه خلال حكم هذا الرئيس.
هذه الفضيحة والفضائح الأخرى التي أظهرت معتقلين عراقيين آخرين في سجون البصرة يتعرضون للتعذيب على أيدي الجنود البريطانيين تفجرت عندما قام مجندون أمريكيون وآخرون بريطانيون بتصوير الانتهاكات بكاميرات الفيديو والكاميرات العادية الأخرى. وقد ظلت هذه الصور تتداول بصورة سرية بين الجنود وأسرهم حتى وصلت إلى أجهزة الإعلام التي قامت بواجبها ونشرت الوقائع على الملأ والتي ما كان لها أن تظهر ويعرفها الناس لولا (شجاعة) أو يقظة ضمير بعض الجنود، أوحتى ممارسة نوع من هواية تسجيل الذكريات..!!
هؤلاء الذين صوروا جرائم التعذيب والاغتصاب والإهانة في سجن أبو غريب وسجون البصرة وأم قصر، مهما كان هدفهم فإنهم كانوا (الشرارة التي أشعلت فتيل حريق الفضيحة) التي لا بد من أن تسلط الضوء على ما يحدث في السجون التي أقامتها قوات الاحتلال الأمريكي في أفغانستان وفي جزيرة غوانتانامو، وإذا كانت الإجراءات الصارمة وعدم السماح بزيارة السجون الأمريكية في أفغانستان وغوانتانامو حتى للمنظمات المتخصصة مثل جمعيات حقوق الإنسان والصليب الأحمر والتكتم الشديد من قبل السجانين في تلك السجون، مع الحرص الشديد على تفتيش كل من يدخل ويخرج من تلك السجون، وكثيراً ما صادرت المخابرات العسكرية الأمريكية أي وثائق تخرج من تلك السجون وخاصة سجن غوانتانامو الذي تعرض بعض العاملين إلى الفصل من الجيش والمحاكمة بحجة احتفاظهم بوثائق تحمل أسماء وصور وخرائط عن السجن ولا أحد يعرف هل كانت هناك صور لتجاوزات وممارسات كالتي ارتكبها السجانون في سجن أبو غريب، ولكن وبما أن هدف السجانين كان انتزاع اعترافات ومعلومات من المعتقلين حسب أوامر الاستخبارات العسكرية فإن احتمال تعرض المعتقلين في أفغانستان وغوانتانامو لضغوط قد تتجاوز ما تعرض له نظراؤهم في أبو غريب فالحاجة إلى معلومات من معتقلي غوانتانمو أكثر وأهم من معلومات معتقلي أبو غريب.. ولهذا فإن التساؤلات بدأت تتزايد عما حدث في سجون أفغانستان وغوانتانامو وهل كانت صوره مماثلة لما حصل في سجن أبو غريب أو أشد.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved