* واشنطن - لندن - بغداد - الوكالات:
تحدث عضو ديموقراطي في مجلس الشيوخ عن صور وأفلام فيديو لم يكشف عنها تعكس انتهاكات وتجاوزات تفوق بكثير ما كشف عنه حتى الآن منها حالات اغتصاب وقتل.
ونسب موقع شبكة (سي. إن. إن) التليفزيونية الأمريكية على الانترنت إلى السيناتور ليندسي جراهام قوله في أعقاب شهادة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد أمام لجنة شئون القوات المسلحة بمجلس الشيوخ (يحتاج الشعب الأمريكي إلى معرفة أننا نتحدث عن حالات اغتصاب وقتل وليس فقط تعريض السجناء لتجارب مهينة).
وذكرت سي. إن. إن أن عضو مجلس الشيوخ جون وارنر رئيس اللجنة قال عند سؤاله عن تصريحات جراهام (لا يمكنني مناقشة ذلك فحتى هذه اللحظة لا توجد أمام اللجنة تفاصيل هذه الادعاءات التي نمت إلى أسماعنا).
وأضافت سي. إن. إن. أن وارنر أكد أن اللجنة ستسعى للحصول على جميع الادلة مهما كانت وستبلغها إلى الشعب (مادامت لن تتعارض بأي صورة مع النظام القضائي).
وكان تقرير أعده الجنرال أنطونيو تاجوبا في إطار تحقيقات الجيش في الانتهاكات بحق السجناء في أبو غريب قد أشار إلى وجود أشرطة فيديو وصور لبعض السجناء والسجينات وهم عراة إلى أن مجموعة منهم أجبرت على القيام بممارسات فاضحة والتقاط صور لهم.
وذكرت سي. إن. إن أنه في حالة أخرى كشف التحقيق عن أدلة تثبت ممارسة أحد أفراد الشرطة العسكرية (الجنس مع إحدى المعتقلات).
وكان وزير الدفاع الأمريكي قد ذكر في شهادته أمام الكونجرس يوم الجمعة أنه لم يطلع على تفاصيل التجاوزات لكنه حذر الكونجرس من أن (الاسوأ مازال في الطريق) مشيرا إلى وجود مزيد من الحقائق والادلة التي تعكس تصرفات وصفها (بالسادية المفرطة والوحشية وغير الإنسانية).
واتهم برلماني أمريكي، قانوني سابق متخصص في المسائل العسكرية، وزارة الدفاع (البنتاغون) بعدم قبول خطته لمراقبة السجون في العراق.
وقال النائب الجمهوري ستيف بويير (انديانا) انه اقترح قبل عدة اشهر ان يقوم بدور المستشار القانوني للشرطة العسكريةالمكلفة الاشراف على سجن ابو غريب حيث مورست بعض التجاوزات بحق معتقلين عراقيين. واضاف لقد كان هذا الامر مذهلا ومخيبا للآمال، كانت للجيش خطة لارسالي إلى العراق ولكن مكتب وزير الدفاع قال: لا.
واوضح ان احدى الامثولات التي يجب استخلاصها من حرب الخليج (1991 ) هي كم من المهم ان يكون هناك مسوؤلون قانونيون عسكريون في المعسكرات.
ومن ناحيته، قال مسؤول في البنتاغون فضل عدم الكشف عن هويته ان اقتراح ستيف بويير لم يؤخذ به لانه كان هناك اشخاص اخرون محترفون ومؤهلون للقيام بهذا العمل وان المخاطر كانت كبيرة جدا بالنسبة لبرلماني.
وفي لندن نقلت صحيفة (الغارديان) امس عن ضابط بريطاني سابق ان تقنيات الاستجواب التي تستخدمها القوات الخاصة شائعة إلى حد كبير وتنطبق على المعاملة المذلة التي تعرض لها المعتقلون العراقيون بانتظام.
وقال هذا الضابط السابق في القوات الخاصة الذي عاد الاسبوع الماضي من العراق رافضا الكشف عن اسمه ان (حراس السجن يستخدمون تقنيات +ار 21 + (المعروفة باسم) مقاومة الاستجواب).
وحسب الغارديان فان غالبية القوات الخاصة البريطانية والأمريكية تتلقى تدريبا على هذه التقنيات للاستعداد لمجابهة (تقنيات الاذلال) التي قد تتعرض لها من قبل العدو في حال وقعت في الاسر. ويدخل الاذلال والتحقير الجنسي في اطار وسائل (ار 21) التي تستخدمها القوات الخاصة (وتدرس على جانبي الاطلسي) تحت شعار +اطالة صدمة الاعتقال+ على حد قول الصحيفة.
واعلن ناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية انه(لا يعلق على انشطة القوات الخاصة) مضيفا ان (اي نشاط للقوات البريطانية يتطابق بدقة مع معاهدات جنيف).
وكشف ايضا الضابط السابق للصحيفة ان اخصائيي الاستخبارات العسكرية البريطانية والأمريكية تدربوا في مركز مشترك للاستجواب في اشفورد في كنت (جنوب شرق انكلترا). واضاف ان (كل التجربة مريعة).
واوضحت الصحيفة ان موظفات استخدمن (لتحقير السجناء جنسيا). وتتضمن تقنيات (ار 21) ايضا، حسب الصحيفة، ابقاء سجناء عراة غالبية الوقت كما تظهر الصور لمعتقلين عراقيين في سجن ابو غريب القريب من بغداد.
وتقول الصحيفة ايضا : ان تغطية الوجوه والحرمان من النوم وفقدان الحس بالزمن هي بعض الوسائل المستخدمة بحق السجناء الذين لا تهان كرامتهم فقط وانما يحرمون من حاجاتهم الإنسانية الاساسية مثل الدفء أو الشرب او الطعام. وتابع الضابط: ان (تعليم تقنيات الاستجواب يتم عبر عناصر سابقة في القوات الخاصة يوظفون كمقاولين في القطاع الخاص في العراق).
والتفاصيل التي تحدث عنها هذا الضابط السابق تتطابق مع تلك الواردة في تقرير وضعه الجنرال الأمريكي انطونيو تاغوبا وصنف (سريا) مع عبارة (ليس للنشر في الخارج).
والتقرير الذي نشرت صحيفة (لوس انجليس تايمز) مقتطفات منه الاثنين يكشف سلسلة من التجاوزات: جنود أمريكيون (يضربون ويقفزون على الاقدام العارية) للسجناء و(يستخدمون الكلاب لاخافة المعتقلين) و(يهددون المعتقلين الذكور بالاغتصاب).
وكانت اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي اعتبرت الجمعة ان التجاوزات بحق المعتقلين العراقيين في السجون التي تديرها القوات الأمريكية في العراق (يمكن اعتبارها تعذيبا)، عبرت ايضا عن قلقها ازاء وضع السجون التي يديرها البريطانيون.
من جهته اعتبر يان كيمب رئيس تحرير مجلة (جاينز ديفينس ويكلي) المتخصصة في مقابلة مع وكالة فرانس برس انه سواء كانت الصور التي نشرتها صحيفة (دايلي ميرور) حول التجاوزات صحيحة ام لا فان (السوء قد لحق في الشرق الاوسط) بصورة القوات البريطانية في العراق.
وقال ان هذا الوضع يذكر بتعذيب المعتقلين الذي يتناقض مع معاهدات جنيف حول معاملة اسرى الحرب، خلال عملية الامم المتحدة في الصومال في منتصف التسعينيات.
واضاف ان (العديد من الصور التقطت لجنود من مختلف الدول +الولايات المتحدة وبلجيكا وكندا+ وهم يسيئون معاملة سجناء).
من جهة اخرى اعلنت وزارة الخارجية السويسرية انها استدعت امس السفيرين الأمريكي والبريطاني في سويسرا لبحث التجاوزات التي تعرض لها معتقلون عراقيون من قبل جنود من التحالف الامر الذي يتعارض مع اتفاقيات جنيف.
وقالت متحدثة باسم الوزارة هي كارين كاراي ان وزيرة الخارجية ميشلين كالمي-راي اعربت عن (امتعاضها وغضبها) للممارسات السيئة التي يقوم بها التحالف في السجون العراقية. واشارت سويسرا التي تحتضن اتفاقيات جنيف، الى ان خرق هذه الاتفاقيات امر غير مقبول.
واوضحت المتحدثة ان وزيرة الخارجية اعربت عن ارتياحها لكون الولايات المتحدة وبريطانيا قد فتحتا تحقيقا كي لا تبقى هذه الممارسات بدون عقاب.
|