* فلسطين المحتلة-بلال أبو دقة:
زعمت مصادر في الجيش الإسرائيلي أن عملية جيش الاحتلال في مزارع شبعا، والتي قتل خلالها جندي إسرائيلي من وحدة (أغوز) وأصيب ستة آخرون بجراح ما بين المتوسطة والخطيرة، منعت تنفيذ عملية استراتيجية، كان حزب الله قد خطط لها على مدى أشهر..
وحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي: كان من المفترض أن تنفذ عملية حزب الله خلال الأيام القريبة، وأن تؤدي إلى أضرار جسيمة جدًا..
وأوضحت مصادر في الجيش الإسرائيلي: أن (الثمن الكبير الذي دفعناه)، الجندي القتيل والجنود المصابون كان من الممكن أن يكون أكبر لو تم تنفيذ مخططات حزب الله..
وأضافت المصادر ذاتها: لا توجد أي مقارنة بين ما حدث يوم الجمعة وما كان سيحدث لو لم نلاحظ استعدادات حزب الله، ونعمل على إحباط نشاطه..
وفي هذا السياق، قالت مصادر أمنية رفيعة ل (صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية): هدفنا الآن هو تهدئة الحدود الشمالية.. ولذلك ليس من المتوقع أن تقوم إسرائيل بالرد على حزب الله، بشكل يتجاوز العمليات الجوية التي تم تنفيذها، صباح يوم (الجمعة) الماضي، في ذروة الأحداث التي قتل خلالها الجندي..
وحسب الصحيفة العبرية: يتواصل في مقر القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي، منذ صباح يوم (الجمعة)، تقييم الوضع والتحقيقات في ظروف مقتل الجندي الإسرائيلي.
وكان تبادل إطلاق النار بين جنود الجيش الإسرائيلي وعناصر حزب الله قد بدأ، صباح الجمعة، عندما توغل جنود من كتيبة (جولاني) في عمق الأراضي اللبنانية، في أعقاب محاولة عناصر حزب الله، الخميس الماضي، تنفيذ هجوم على موقع (غلاديولا) العسكري..
وقال الجيش الإسرائيلي: إن الهدف من التوغل كان تمشيط المنطقة وفحص ما إذا تركت عناصر حزب الله عتادًا عسكريًا في المكان..
وعندما كانت القوة في طريق عودتها إلى الموقع العسكري، فتحت عليها قوة من حزب الله النار، قبل عدة أمتار من وصولها إلى الموقع العسكري.. حيث تمكن ناشطو حزب الله من تشخيص الجنود الإسرائيليين وأطلقوا باتجاههم نيران المدافع المضادة للدبابات وقذائف الهاون، ما أدى إلى مقتل الجندي الإسرائيلي وإصابة رفاقه الستة، أصيب منهم اثنان بجراح بالغة الخطورة... وفي موازاة ذلك، قامت عناصر مقاتلة من حزب الله بإطلاق النار على مواقع عسكرية إسرائيلية في المنطقة من أجل تصعيب عملية إنقاذ المصابين في الهجوم ضد القوة التي دخلت الأراضي اللبنانية.
ونقلت الصحيفة العبرية عن ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، قولهم: إسرائيل لا تريد تسخين المنطقة الشمالية.
ويعود ذلك بالأساس، إلى القتال الدائر في المناطق الفلسطينية.. ففتح جبهة أخرى لن يفيد إسرائيل في هذه المرحلة، ولذلك من المفضل الحفاظ على الهدوء على الحدود الشمالية..
هذا ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت في عددها الصادر يوم أمس الأول السبت عن مصادر أمنية إسرائيلية أخرى استغرابها حول ضرورات العملية، التي قتل فيها الجندي الإسرائيلي وأصيب ستة آخرون.. وأشارت هذه المصادر إلى أنه، لم تكن هذه العملية حتمية، أو على الأقل لم يتم التخطيط لها كما يجب، وبدت وكأنها استدعت رد حزب الله الذي كان بانتظارها..
وفي السياق، أكد قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، (بني غينتس) أن كلا من سوريا وإيران ولبنان مسؤولة عن نشاط منظمة حزب الله في جنوب لبنان. وحسب أقواله: فإن الجهات المعادية تدرك ما قد ينجم عن تصعيد الأوضاع على الحدود الشمالية.. لن يكون ذلك مريحًا بالنسبة لإسرائيل، لكنه سيكون أسوأ بكثير بالنسبة للجهات المعادية، ونحن على قناعة تامة في ضوء ذلك، يقول قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي: إن الجهات المسؤولة عن نشاط حزب الله ستمنع حدوث تصعيد نحن في غنى عنه..
|