الفن هو لغة الشعوب.. وهو رسالتها.. بل إن الفن قد يفعل ما لا تفعله السياسة وحقائبها..
من هنا أبدأ...
فكلكم تسمعون وتشاهدون وتقرؤون ما يحدث لمملكتنا الغالية هذه الأيام من حملة هي الأشرس والأخطر بل إنها (الإرهاب) بعينه ومن قال غير ذلك فهو (مجافٍ) للحقيقة..
الكل هنا أسهب في المقال والتحليل والبحث عن حلول واجتثاث الأسباب والمسببات، بل زاد على ذلك القصائد الفصحى والنبطية عدا المنشورات التي تذكِّر بهذا الخطر اللعين (الإرهاب).
إذاً كلنا دخلنا هذا الخندق يداً واحدة وقلباً واحداً وإن اختلفت مشاربنا وأطروحتنا.. كل يبحث عن حب الوطن وفق ما يستطيع وما هو متاح أمامه..
ولكن في مجال الفن وخاصة الغنائي وحتى لحظة كتابة هذا المقال لم أسمع أن شيئاً تحرك عدا حفلة لهذا الفنان هنا.. وحفلة لآخر هناك.. وذاك يسجِّل شريطه الجديد.. وآخر وضع لمساته الأخيرة مع المخرج على كليب جديد ولقاءات هنا وهناك.. عدا ذلك لم أسمع أن فناناً قرر أن يسجِّل عملاً وطنياً مختلفاً هذه المرة يتحدث عن أنشودة السلام ورسالة المملكة الدائمة في هذا المجال ومكافحة (جرثومة) الإرهاب التي سيطر شررها على حديث المجالس والإعلام في كل مكان.
وإذا تعلّل بعض الفنانين بعدم وجود النص فالحقيقة تقول إن من يراجع الصحف والمجلات خلال الأشهر الماضية ويجمع ما نشر فيها من قصائد في هذا الجانب سيجد دواوين كثيرة يصعب جمعها وبالنسبة للملحنين فهم بلا شك قادرون على صياغة لحن يناسب الكلمة المختارة أما الفنانون فهم أكثر من الهم على القلب..
ولكن النيَّة ما زالت نائمة تنتظر من يفيقها من سباتها العميق..
إنني هنا أدعو وأرجو وأطلب وأناشد جميع مطربي المملكة للقيام بهذا الواجب سواء بأغنية فردية أو جماعية المهم القيام بتسجيل أغنية واثنتين وثلاث وعشر في منافسة حامية كي يصل صوتنا لكل مكان والدعوة أيضاً لأصحاب السعادة شركات الإنتاج الذين ما فتئوا يجمعون أرباحهم من جماهير هذا البلد.
إنني متأكد أن مشروعاً كهذا سينجح جماهيرياً وتسويقياً أيضاً ولعل المصري شعبان عبد الرحيم ليس ببعيد منَّا حين لامس بأغانيه البسيطة شغاف قلوب الجماهير الملتهبة..
يا سادة لا أعلم إن كنت أول من ينادي بهذا الشيء أو آخرهم لا يهم ولكني على يقين بأن كلماتي ستصل آذاناً تسمع فقلوبنا جميعاً مع الوطن وكلنا له وبه أقوياء..
التنافس هنا يبدأ فمن منكم يبدأ بها؟!
| 
